لانـد تــك

موقع تقنى يهتم بكل ماهو جديد في عالم التكنولوجيا والمعلومات ومايخص الانترنت والكمبيوتر والموبايلات


تنوعت وسائل الثقافة الجديدة كثيرا، وتعددت وسائطها، واستفادت بشكل كبير من عالم الاتصال الحديث، وأصبح الحصول على المعلومة متاحا، ومتيسرا جدا لعامة الناس عبر أحد الأجهزة التي يملكون، في أي مكان يكونون.

 هذه المقدمة تطرح سؤالاعن أهمية وقيمة المكتبات العامة، التي، رغم ما ذكر، تكثر وتكبر في دول العالم الأول، وتهمل وقد تختفي في دول العالم الثالث. ومن أسباب ذلك، اختلاف الوعي والفهم نحوالمكتبات العامة، وتمايز الدور الذي تقوم به. وهو دور كان تقليديا، يتمثل في توفير الكتاب باعتباره مصدر المعلومة الأساس لزمن طويل، واستقبال الباحثين عن المعرفة وتهيئة الجو المناسب لهم للبحث والاطلاع.

 هذا الفهم المرحلي القديم للمكتبة، جعل البعض، ومن هؤلاء مسؤولون في بعض الجهات الحكومية غير ذات الصلة بالعلوم والمعرفة والثقافة، يطرحون سؤال الحاجة إلى وجود مكتبات عامة، مع توفر وسائط الحصول على المعلومات، وكأن دور المكتبة انحصر في توفير المعلومة. هذه الرؤية القديمة للمكتبة، جعلت بعض الجهات المؤثرة في دعم المكتبات العامة، لا تمنح هذه المكتبات الدعم الكافي، من أجل تطوير واقعها، على ضوء المفهوم الحديث، الذي أوجدته التحولات الثقافية الكبيرة، وواكبته معظم المكتبات العامة، في البلاد الأكثر وعيا بالثقافة، والمؤمنة بدور الثقافة في بناء المجتمعات.

 لم تعد المكتبات العامة اليوم مخازن كتب، وقاعات قراءة، وموظفين يقدمون الخدمات الأساسية، المتمثلة في إحضار كتاب والبحث عن آخر، وتيسير إعارة الكتب، والعمل على تزويد المكتبة بالجديد الصادر من المطبوعات. إن ذلك دور أساسي وسيبقى، لكن لو ظلت المكتبات العامة تلعب هذه الدور فقط، فإن ذلك يعني أنها تعيش خارج إطار الزمن المعرفي الحديث.

 لقد أضافت المكتبات إلى هذا الدور المهم أدوارا أخرى، فإذا كان الكتاب المصدر الرئيس، فإن الأفلام العلمية، وتسجيلات المؤتمرات والندوات، والارتباط التقني مع مكتبات الجامعات ومراكز البحوث والمؤسسات الثقافية، في الداخل والخارج، والاستفادة بشكل كبير من عالم الوسائط المعرفية غدت مهاما أساسية من مهام المكتبة العامة. وأصبحت التجهيزات الأساسية الحديثة، من أجهزة الحاسب الآلي، والطباعة، وتوفير وسائط النسخ، جزءا لا يتجزأ من دعائم المكتبة الأساسية.

 المكتبة العامة الحديثة انتقلت أيضا من دور النشاط الذي يخدم الفرد إلى دور مهم جدا، يتمثل في الدور الثقافي التفاعلي، والمشاركة الجماعية لأفراد المجتمع. لقد غدت المكتبة حاضنة للمحاضرات والندوات والحوارات، وتقديم العروض المرئية، من أفلام ومسرحيات، وإقامة المعارض الفنية، وتنظيم الدورات في عالم المهارات والتفكير والإدارة، وفي عالم الفنون، من تشكيل وخط ونحت وتصوير. إنها المكان الجاذب لكل فئات المجتمع العمرية والثقافية، لرفع كفاءاتهم، وتنمية مهاراتهم، وتطوير أدائهم. لقد احتفظت المكتبات العامة باسمها، لكنها انطلقت في وظيفتها إلى مفهوم المراكز الثقافية.

  • Currently 5/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
1 تصويتات / 3462 مشاهدة
نشرت فى 27 يوليو 2015 بواسطة sherifmohamed

لا نـــد تــــــــــــك

sherifmohamed
موقع شامل يخص كل ماهو جديد فى مجال تكنولوجيا التعليم والمعلومات والكمبيوتر والانترنت والمزيد »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,003,011