يعتبر ورق البردى أهم مادة للكتابة تم استعمالها فى العالم اليونانى- الرومانى. وقد كان هذا الورق يؤخذ من نبتة تنمو فى المستنقعات تسمى سيبيرس بابيرس، ويمكن العثور عليها فى مصر على دلتا النيل.
وحسب الوصف المفصل الذى تركه لنا بلين الكبير فى كتابه "التاريخ الطبيعى"، فإن ورق البردى كان يصنع من ساق تلك النبتة التى توجد تحت الماء والتى يمكن أن يصل عرضها إلى عرض يد الإنسان. وبعد أن تزال كانت الساق تقسم إلى شرائح طولية تمتد إلى متر تقريباً أو ثلاث أقدام ثم توضع الشريحة فوق الأخرى بشكل عمودى. وبعد ذلك كانت الشرائح تغمر بمياه النيل ثم تجفف تحت أشعة الشمس وتصقل بعد ذلك وتسوى أطراف الورقة الناتجة أخيراً بحيث لا يتعدى طول الصفحة 25- 30سم أو من 10 إلى 12 بوصة.
وإذا كان الأمر يتعلق بنص طويل فقد كانت تلصق عدة صفحات من هذا النوع بحيث يتشكل شريط يتراوح طوله من 6 إلى 10 أمتار أو من 20 إلى 33 قدم. وفى حالات نادرة كان الشريط الواحد يمتد إلى 40 متراً أو 131 قدم وأحياناً أكثر من ذلك. وقد كان الشريط من هذا النوع يلف حول عود من الخشب أو من العاج كان يدعى "أومفالوس" من قبل اليونانيين و"أمبليكس" من قبل الرومانيين. أما اللفافة من ورق البردى فقد دعيت توموس أو كيليندروس فى اليونانية وفوليمون فى اللاتينية.
وحسب أحد الجغرافيين من القرن الرابع الميلادى أن ورق البردى كان ينتج فى ذلك الحين فى الإسكندرية، وضواحيها فقط. وقد كانت الإسكندرية، بالطبع هى الميناء الذى تأتى إليه السفن من بلدان حوض المتوسط للتزود بهذه المادة الثمينة. وفى الواقع لقد كان ازدهار الإسكندرية، الاقتصادى منذ تأسيسها ينبع من التجارة بورق البردى