كان فارس من العرب يجتاز على جواده بادية اشتد فيها القيظ وحولت رمالها إلى مثل الجمر فلقي في طريقه رجلا يمشي على قدميه وهو حاف فرق له الفارس فنزل عن فرسه ودعا الرجل الماشي إلى ركوب جواده .. لكن هذا الماشي كان لصا من لصوص الخيل : فما تمكن من ظهر الجواد حتى عدا به لا يلوي على شيء فناداه صاحبه قائلا له:
لقد وهبتك الجواد فلن أسأل عنه بعد اليوم ولكني أطلب منك أن تكتم هذا الأمر عن الناس لئلا ينتشر بين قبائل العرب فلا يغيث القوي الضعيف ولا يرق الراكب للماشي فتزول المروءة.
فلما سمع اللص كلامه أخذه الحياء وأعاد الجواد إلى صاحبه ولم يرض أن يكون أول داع إلى القضاء على المروءة
امير
ساحة النقاش