تعتبر مرحلة ما قبل المدرسة الفترة التكوينية الحاسمة من حياة الإنسان، وهى التى يتم فيها وضع البذور الأولى لشخصيته وتحدد مستقبله فيما بعد، هذا ما أشارت إليه الباحثة مروة سداوى فى رسالتها العلمية التى حملت عنوان "تنمية ضبط الذات لخفض العدوان لدى عينة من الأطفال فى مرحلة الطفولة المبكرة".

وتذكر الباحثة أن الأسرة هى المسئول الأول عن إكساب الطفل أنماط السلوك الاجتماعى، ويليها فى ذلك رياض الأطفال والمدرسة وجماعة الأصدقاء ووسائل الإعلام، وهذا بدوره يلقى بدوره العبء على المتخصصين فى مجالات الطفولة وعلم النفس والتربية، حيث ينبغى توعية هذه المؤسسات وإرشادها لاختيار أفضل البيئات التى تساعد الطفل على النمو النفسى السليم.

وقد أشارت الدراسة التى أشرف عليها الدكتور حمدى محمد ياسين أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس، والدكتور محمد رزق مدرس علم النفس بجامعة عين شمس، إلى أنه يلاحظ أن الأطفال لديهم ميلا قويا للتقليد والذى يعتبر من الميكانيزمات الهامة التى توجه سلوك الصغار، واحتمالات تقليد السلوك تزداد إذا قام بالسلوك نموذج من نفس الجنس.

وتعتبر الدراما الإبداعية وسيلة تعلم تنبثق عن اللعب التلقائى للأطفال فى مرحلة الطفولة المبكرة، حيث تمكن الطفل من القدرة على التعبير عن نفسه وعن انفعالاته ومشاكله التى لا يستطيع التعبير عنها لفظيا بسبب عدم اكتمال نموه اللغوى والمعرفى، فالطفل فى الدراما يتعلم فهم نفسه والآخرين وثقافته وضبط ذاته والتحكم فى انفعالاته وذلك أثناء ممارسة الدراما.

وقد أسفر البرنامج الذى عنى بتوظيف الطاقة العدوانية عند الأطفال إلى استنفاذ تلك الطاقة فى نشاط مرغوب مثل "لعب دور شخصيات القصة، أداء صامت لبعض الشخصيات والمواقف"، وقد بدأت جلسات البرنامج بجلسة تمهيدية، ثم جلسة توجيه وإتباع تعليمات، ثم كائنات حية، أداء صامت، تنمية الحواس من "أصوات، أحجام وألوان"، ثم تخيل وارتجال ومحاكاة ولعب الدور.

و قد كشفت الدراسة عن تقدم ملحوظ عند الأطفال العدوانيين بعد تعرضهم للبرنامج الذى هدف على تنمية ضبط الذات وتحسين تفاعل الطفل مع زملائه وأسرته، لذا كان من بين توصيات الدراسة تدريب معلمات رياض الأطفال على تطبيق أنشطة الدراما الإبداعية داخل الفصل فى رياض الأطفال، على أن يتم الاهتمام باستخدام الدراما الإبداعية كطريقة من طرق التدريس لأنشطة رياض الأطفال، وأيضا ضرورة الاهتمام بتنوع الأنشطة المقدمة للأطفال العدوانيين.