يلاحظ ان الرجال والنساء يلبسون الدشاديش والجلابيب في المواقع الحارة ولايعتبرون في تلك المواقع ان ذلك تشبها بالنساء ولا يعتبر عيبا اخلاقيا وذلك يعود الى اسباب موضوعية من اهمها :
ان الجلباب والدشداش يعمل ميكانيكيا على تهوية الساقين اثناء الحر, لذلك شاع في المناطق الحارة لبس الجلابيب للنساء والرجال ومع تقدم الحياة العملية ظل الارستقراطيون والنبلاء مستمرون في لبس الجلابيب والدشاديش وهذا يعود الى ابتعادهم عن ساحة الانتاج المهني.
اما فيما يتعلق بالعبيد فان الموضوع مختلف تماما وذلك يعود الى اسباب منطقية وعقلانية ونظرا لابتعاد النبلاء عن ساحة العمل والانتاج فقد اتخذوا لبس الدشاديش والجلابيب رمزا ارستقراطيا لتكبرهم عن الاعمال اليدوية لذلك كان يعتبر العمل من اختصاص العبيد والأقنان ولتوفير سهولة الحركة فقد التزم العبيد بلبس البناطيل وذلك حتى يتمكنوا من العمل والألتفاف بسرعة والدوران .وكان قبل ذلك يعتبر البنطال في المواقع الباردة من ضرورات حماية الأنسان من البرد القارص في المواقع الباردة فقد عمد هنالك الرجال والنساء الى لف جلد الحيوان بين الساقين وذلك لتوفير الحرارة اللازمة لحماية الجسم من البرد .
وهنا علينا ان نلاحظ ونستنتج ان ارتداء الملابس لم يكن في بداية الأمر يتعلق بالتمييز الطبقي او المذهبي وانما كان بسبب عوامل الحر والبرد في المواقع الباردة في الجزء الشمالي من الكرة الأرضية وفي المناطق القريبة من خط الأستواء .
ونلاحظ ان هذه العادات ما زالت سارية المفعول في الخليج العربي وصعيد مصر وهما من المواقع الشديدة الحرارة .
اما فيما يتعلق باليونان فقد اصبح الأمر مع تقدم المهن يحمل طابعا اخلاقيا وذلك يعود الى تكبر وترفع النبلاء عن الأعمال المهنية ولرضوخ العبيد للعمل القسري لذلك اصبح للبنطال والجلباب مزايا طبقية .
وبما ان النساء محرومات من العمل ومحتجبات عن الحياة العامة فانهن ايضا التزمن بلبس الجلابيب وظلت هذه العادات سارية المفعول حتى اعتبرت مع التقدم التاريخي ضرورة اخلاقية وكان يعتبر اهل اليونان ان لبس البنطال من الأزياء الخاصة بالعبيد والمتخلفين اجتماعيا ومن الملاحظ ان الصور المنحوتة والقديمة في عهد الرومان واليونان يظهر بها الأسياد وهم يلتفون بعبآت وجلابيب ولا يظهر البنطال الى في المنحوتات والرسومات الخاصة بالعبيد ولكن لسوء حظ الباحثين لا تتوفر منحوتات للعبيد الا النادر منها ندرة الزئبق الاحمر رغم ان العبيد هم الفنانون الذين كانوا ينحتون التماثيل ويرسمون الصور.
وظل لبس البنطال والجلباب يحمل هذه المعتقدات حتى بداية عصر النهضة خارج الفاتيكان وبالمناسبة كان البابا ( كليمان الخامس ) قد اصدر قرارا في عهده سمح به دخول البنطال الى مدينة الفاتيكان وقد كان قبله محرما تحريما قطعيا .
وقد استمر الصراع حول لبس البنطال للمرأة من حيث شرعيته فمع تقدم العلم وبناء المصانع لبس الرجال البنطال وذلك لكي يتمكنوا من توفير حرية الحركة والسير وبما ان المرأة كانت محرومة من العمل فقد ظلت ملتزمة بلبس الجلابيب ومع تقدم وسائل الأنتاج نزلت المرأة الى العمل ولكن بدون ارتداء البنطال .
ولم يكن لباس المرأة متعلقا بالحياء والأخلاق فالاخلاق العامة تختلف من شعب الى آخر وقد كان كشف صدر المرأة مباح في عموم ارجاء اوروبا ولكن من الملاحظ جدا ان المرأة هنالك كان يحمر وجهها خجلا اذا ظهر كاحلها او اذا كشفت عن ساقييها .
وظلت هذه العادات سارية المفعول تقريبا حتى ظهرت صناعة الدراجات في اوروبا وعندها ظهرت مشكلة كبيرة في فرنسا اثناء الحرب العالمية الثانية :
وكانت المدام( فيوليت ) عضوا في الأتحاد النسائي الرياضي وقد تطوعت لنقل الجرحى وكانت تركب سيارة اسعاف واحيانا تقود دراجة وهي تلبس البنطال لتتمكن من سهولة الحركة عل الدراجة ولم يكن احد يعترض عليها وحين وضعت الحرب العالمية الأولى اوزارها تقدم الأتحاد النسائي بطلب الى المدام فيولييت بضرورة خلع البنطال وقد رفضت تلك المدام خلع البنطال ولذلك فصلت من الأتحاد لمخالفتها الأخلاق العامة , ورفعت المدام فيوليت قضية على الأتحاد النسائي امام محكمة ( السين ) وكسب محامو ا الدفاع القضية لصالحها للاسباب الموضوعية والتي تتعلق تاريخيا ب :
- نزول المرأة للعمل
- ظهور الدراجة وحق المرأة بقيادتها
- المناطق الحارة وتهوية الساقين
- تقدم الحياة الفكرية وتحليل الموضوع تحليلا علميا
ونحن مازلنا على الصعيد الشرقي نناقش الموضوع نقاشا عقيما وما زالت اغلب العائلات الشرقية تحرم على بناتها لبس البطال وتعتبره عيبا كما كان اليونانيون يعتبرنه لبس المتأخرين مثل العبيد والأقنان
ان لبس الملابس لم يكن في اي يوم من الأيام يحمل طبيعة اخلاقية واحدة ففي المواقع الباردة كان لبس النطال ضروريا لحماية الساقين من البرد الشديد وكذلك كان ايضا في المواقع الباردة شرب الخمرة امرا ضروريا لتوفير الحرارة والدفء الناتج عن احتراق الأشربة المخللة والمعتقة .
اما في المواقع الحارة فقد كان لازما لبس الجلابيب وذلك لتهوية الساقين من الحرارة الحارقة في المواقع القريبة من خط الأستواء .وما زلت انا كاتب هذه السطور اسمع عن قصص غريبة ومضحكة عن البنطال , فقد كانت الناس قبل 70 عاما يخرجون من منازلهم حين يسمعون عن رجل لبس بنطالا وذلك لكي يروه ويضحكون منه

المصدر: شاهى للجلباب الشرقى
shahygelbab

شاهى للجلباب الشرقى 0020882335773

  • Currently 140/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
40 تصويتات / 448 مشاهدة
نشرت فى 24 ديسمبر 2009 بواسطة shahygelbab

شاهى للجلباب الشرقى

shahygelbab
شاهى للجلباب الشرقى تاسس عام 1994 م »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

581,092