في الوقت الذي تغزو فيه العباءة الخليجية مختلف الثقافات العربية وتشكل خطراً على القفطان المغربي يظل الجلباب المصري محتفظاً بمكانته المتميزة ، خاصة بعد ظهور نانسي عجرم في إحدى كليباتها مرتدية جلباب مصري مما أدى إلى ازدهاره من جديد في سوق الموضة .
ورغم أن تعدد الثقافات المصرية تنعكس على تصميم الجلباب إلا أن جميع التصاميم تتفق من حيث الخامة القطنية الخالصة .
وتأتي التصاميم مقتبسة من عبق التراث المتعدد على أرض مصر ما بين النوبي ، والريفي والبدوي . وإذا كان الإقبال على الجلباب المصري يزداد على مدار أيام السنة ، فتميزي به أنتِ في أيام العيد واستقبال الضيوف ، إنها فرصة لتخرجي عن الأنواع العباءة الخليجية أو القفطان المغربي ، كما أنها فرصة عظيمة لتهربي من نيران أسعار العباءات السورية .
تذكري دائماً أن الجلباب المصري لا يصلح ارتداؤه دائماً خارج المنزل ، حيث أن تصميماته وخامته أحياناً لا تفي بهذا الغرض ويكفى أنه يحقق لك أناقة داخل المنزل عند استقبال الضيوف .
ولعل هذا ما دفع بعض مصممي الجلباب المصري للإبداع في هذا المجال وتصميمه بشكل يقبل عليه الأجانب والعرب والمصريون على حد سواء. في مقدمة هؤلاء تأتي المصممة شمس الأتربي التي تخصصت منذ سنوات عديدة في هذا المجال، وأخذت على عاتقها مهمة لفت الأنظار إلى جماله وأناقته وإمكانية ارتدائه في العديد من المناسبات . تقول شمس الأتربي لـ "الشرق الأوسط" : على الرغم من وحدة المجتمع المصري إلا أن كل منطقة لها جلباب يميزها عن غيرها من المناطق سواء من حيـث القمــاش أو التطريز أو التصميم. فجلباب النوبة في أقصي جنوب مصر، يتميز بذيل جرجار ويكون لونه أسود شفافا ومن تحته الجلباب الملون بمختلف الألوان الزاهية، بينما تشتهر مدينة إسنا بصعيد مصر، بالجلباب المصنوع من "التل الأسود" المشغول بخيوط فضية تختلط بالخيط الأحمر في بعضها، إلى جانب واحة سيوة المتميزة والمنفردة بزيها الخاص وحليها الكثيرة وأغطية الرأس التي لا يماثلها في جمالها سوى بدو شمال سيناء الذين يتميز زيهم بغناه بالتطريز ذي الألوان الجميلة المتباينة. كما يتميزون أيضا بالأحزمة والطرح المشغولة وأقنعة الوجه المليئة بالعملات الفضية أو الذهبية، فيما تشتهر منطقة مصر الوسطى بالعباءة "المَلّس" والتي ترتديها أيضا بعض قبائل العرب". وتتابع الأتربي: "ولا ننسى طبعا مدينة رشيد التي ينتهي عندها مصب النيل ويلتقي في مشهد مؤثر بمياه البحر المتوسط، فهي الأخرى لها زي خاص يميزها .
لم يعد تصميم الجلباب المصري يعتمد على اللون الأسود فقط كما تفضله
بعض المناطق المصرية ، بل أدخل عليه المصممون مختلف الألوان وأبهجها ليتماشى مع جميع الأذواق .
هذا كما يلعب التطريز اليدوي دوراً هاماً في أناقة الجلباب المصري ، وأبرزها الجلباب البدوي ، والجلباب المصنوع في منطقة " كرداسة "ومحافظة" أسيوط" إحدى ضواحي محافظة الجيزة المصرية . تؤكد الأتربي أنها نستخدم في تصاميمها للجلباب المصري نوعية خاصة من القطن المصري المصمم خصيصاً ليتماشى مع الطريقة التي تتطلبها تصميماتها، بالإضافة إلى الحرير الطبيعي المغزول والمنسوج يدويا مع خيوط قطن للتمكين وخيوط التطريز وتكون إما من القطن أو الحرير. مشيرة إلى أنها تعمل جاهدة على تنوع تصاميمها في الألوان والخامات كما أنها تجدد دائماً في التصميم ، مما جعل النجمات وسيدات المجتمع يقبلن على الجلباب المصري ، فعلى سبيل المثال لا الحصر تعتبر الفنانات نبيلة عبيد، ليلي علوي ، يسرا، رغدة ، سميحة أيوب، هالة سرحان وغيرهن من بين زبونات شمس المخلصات.