شباب أسـيـوط --> تعالوا نحلم لبكرة

نبض شوارعنا ورصد واقعنا ( إتحاد جروبات أسيوط على الفيس بوك )

بقلم : محمد زغلول

محمد محمود إبراهيم رائد عظيم من رواد الجيولوجيا و التعدين فى مصر و العالم العربى وأحد الشوامخ الذين اسسوا مدارسها العلمية ، فقد مارس المهنة فى الحقل و فى المعمل و تدرج فى مناصبها حتى تبوأ مكانته فى قمة الباحثين فى الوطن العربى.

ولد محمد محمود ابراهيم عبد الوهاب فى 19 ديسمبر 1898 بمحافظة أسيوط ، وكان والده من أعيان منطقة بنى محمديات و لهم فى القرية قصر كبير اثرى لا زال قائما ، تخرج فى مدرسة الهندسة بالجيزة وحصل على دبلوم الهندسة المدنية عام 1923 ، وعمل كمهندس رى فى تفتيش رى اسيوط حتى عام 1925 ، ثم سافر فى بعثة الى لندن فى عام 1927 وتخصص فى دراسة الجيولوجيا ، وحصل على الزمالة من الكلية الملكية ، وعند رجوعه من البعثة عام 1933 التحق بمصلحة المساحة الجيولوجية وعمل بها حتى عام 1942 الى ان دب خلاف بينه و بين الجيولوجيين الانجليز المهيمنين على المساحة الجيولوجية فى مصر.

التحق بكلية الهندسة بجامعة القاهرة (جامعة فؤاد الاول فى ذلك الوقت) عام 1943 للعمل استاذا مساعدا بقسم المناجم و البترول الذى انشىء حديثا و ظل بالجامعة استاذا ثم رئيسا لمجلس القسم حتى عام 1958، عينه مجلس قيادة الثورة عضوا بالمجلس الدائم للانتاج القومى خلال عامى 52 ، 1953 و حصل على نيشان الصناعة من الدرجة الاولى تقديرا لخدماته.

وفى عام 1956 عين حارسا على شركة سفاجا للفوسفات ورئيسا لمجلس ادارة شركة الثروة المعدنية و عضوا فى الهيئة العاملة للبترول فى نفس الوقت ، بالاضافة الى عمله بالجامعة ، وعين مديرا لمعهد ابحاث البناء عام 1965 الى أن انتهت خدمته عام 1969 ، ثم عين مستشارا بمؤسسة التعدين و عضوا باكاديمية العلوم و انتقل الى جوار ربه فى مارس 1981 عن عمر يناهز 83 عاما.

كان الجيولوجى إبراهيم من الذين لا يحبون العمل المكتبى ويفضل عليه الخروج الى الصحراء وارتياد المناطق الجديدة ، فمنذ عودته من البعثة فى انجلترا عمل بالمساحة الجيولوجية المصرية ، وكان عمله حقليا ، وكان يقضى الشهور يدرس فى الصحراء بعيدا عن اسرته ، وهو أول جيولوجى مصرى يشرع فى دراسة صخور الركيزة المعقدة فى الصحراء الشرقية.

وكان شخصية عبقرية لا يفقد اعصابه فى العمل فمشاعره كانت نادرا ما تظهر وهو صاحب حركة دائمة ، كان مثاليا لا يميز بين قريب و غريب يقف دائما جانب المظلوم و يدافع عن حقه حتى النهاية ، كان يمتاز بذاكرة غريبة و يحتفظ بجميع التواريخ ، كان يحب السفر و القيام بالرحلات و المغامرة واكتشاف كل ما هو جديد وغير مالوف ، كانت تشده الاستكشافات الجديدة و ينظر للامور بعقل متفتح للاراء الجديدة ، كان مناضلا كبيرا فى سبيل القضايا التى يؤمن ويسعى دائما للحفاظ على استقلاليته ، ولديه رغبة لادراك كل ما هو جديد مع سرعة فى البديهة وقوى الارادة منظم وكان قبل كل شىء موضع ثقة الجميع.

كان معلما جيدا وصاحب فلسفة فى الحياة يتصف بالبشاشة والمرح و الكرم و التفاؤل ، كان يكره الروتين و يعشق الحرية و السفر و التنقل و الرحلات ، كان يعرف جيدا حدوده وقدرته على العطاء ، و لم يكن يقبل امرا لا يرضى به عقله ، كان طموحا بلا حدود ، يجازف و لا يخاف المخاطر ، كان يحب الاختلاط بالناس ودائم المحافظة على اناقته و يهتم كثيرا للبروتوكول ، و يحرص على القيام بواجباته على اتم وجه لذلك فقد اكتسب احترام الاخرين .

وكان الاخلاص و الوفاء و التضحية هم الحب عند ابراهيم وكم كانت سعادته عندما التقى المراة التى منحته الثقة بنفسه ومنحته العاطفة الصادقة كان عطوفا حنونا يعشق الاطفال و يحمى اسرته بكل الحنان ، و لزواجه قصة طريفة فقد تعرف على الانسة انيسة التى كانت تدرس الطب فى انجلترا ضمن بعثة اوفدها اللورد كتشنر تتكون من خمس طالبات اوائل خريجات الكلية الامريكية و التوفيق القبطية ، درست هذه المجموعة 12 عاما فى بريطانيا نالت فيها شهادة اتمام الدراسة الثانوية وجصلت على بكالوريوس الطب و الجراحة ثم حصلت على الزمالة الطبية وتخصصت فى امراض النساء و الولادة وبعد عودتها إلى ارض الوطن عملت فى مستشفى كتشنر ثم انتقلت الى وزارة المعارف بالصحة المدرسية ثم استقالت و افتتحت عيادة فى حى العباسية و بعد ذلك تفرغت تماما لحياتها العائلية .

تعرف على زوجته على متن الباخرة المتجهة الى انجلترا وكانت عائدة من اجازة لزيارة الاهل فى مصر ، وكان محمد ابراهيم مسافرا الى لندن لدراسة العلوم الجيولوجية فى صيف عام 1927 وكانت ثمرة زواجهما ابنتين : درية وسلسبيل وولدا اسمه حسن ، مرض ابنه حسن بسرطان الدم و لم يبلغ عمره الثامنة عشرة و لم يمهله المرض طويلا وانتقل الى رحمة الله عام 1952 وكانت وفاة ابنه صدمة هائلة فى حياته ونجلته "درية" استاذة مرموقة بالمركز القومى للبحوث وحصلت على جائزة الدولة التقديرية فى العلوم عام 2009 و اختها "سلسبيل" استاذ بكلية طب الفم و الاسنان بجامعة القاهرة ، وكانت حياته مضرب الامثال فى الهدوء و الاستقرار فقد كان زوجا مثاليا يحمى اسرته بكل العطف و الحنان.

المصدر: شباب اسيوط
shababassiut

www.assiutelnahrda.com

  • Currently 40/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
12 تصويتات / 158 مشاهدة
نشرت فى 18 سبتمبر 2010 بواسطة shababassiut

ساحة النقاش

شباب أسيوط

shababassiut
شباب أسيوط خطوة للتواصل وبداية لطريق نأمل فيه النجاح ..فأهلاً بكم ..شاركونا ..وكونوا معنا خطوة بخطوة ..من أجل أسيوط www.assiutelnahrda.com هذا الموقع برعاية جروب إتحاد جروبات أسيوط على الفيس بوك »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

85,258