كان عيد ميلاد أمي في بداية هذا الشهر (أتذكر في إحدي السنوات، كنا كلنا في البيت متلخبطين في يوم عيد ميلاد ماما (حتي هي نفسها!)، وكل واحد منا برأي حتي قررنا في النهاية الاحتكام إلي بطاقة الرقم القومي :)))
المهم..ظللت متحيرة: ماذا أهديها؟ ماذا أهديها؟ وهي أيضاً متحيرة ولا تعرف ماذا تريد. لا أخفي عليكم أنني كنت أشعر بتأنيب الضمير أنني لم أهدِ لأمي هدية في عيد ميلادها الذي مر عليه أكثر من أسبوعين.
تزامن مع هذا الإحساس أنني كنت أكتب مقالاً عن كيفية إسعاد الزوج لزوجته، فكان من ضمن الطرق التي قرأتها أن يكتب لها خطاب حب ووفاء يكتب لها فيه مواقفها الجميلة معه وما إلي ذلك. فقلت لنفسي: لماذا لا أكتب لأمي مثل هذا الخطاب؟! أعجبتني الفكرة، اشتريت أوراقاً جميلة، وكتبت لها صفحتين، وعلقتهما لها في المطبخ.
بعد أن قرأتهما وانتهت من مشاهدة المسلسل :))) دخلت عليّ الغرفة وهي تبتسم ابتسامة الخجل المشوب بالفرح، فعرفت أنها قرأت الخطاب، احتضنتني وقبلتني، ولكن طبعاً بعد ما أسمعتني كلمات التندُّر (هي تمزح طبعاً) وأنها سوف تستخدم ظهر الأوراق في الكتابة عليه، ثم تضعها مع الأوراق التي نجمعها لنرسلها لجمعية رسالة (لتقوم الجمعية بإعادة تصنيعها)، وأنني لن أضحك عليها بمثل هذه الكلمات... ثم اختتمت كلامها بأنها سوف تفعل معي نفس الشيء في يوم ميلادي منذ العام القادم، فمازحتها قائلة: "يعني أنا شفت حاجة في اللي فات؟! كله محصل بعضه" :)))))
ساحة النقاش