wacurricula&teach

موقع تربوي يقدم خدمات بحثية في مجال المناهج وطرق التدريس

ثانياً : الأسس النفسية

    وتعني الأسس التي تتعلق بطبيعة المتعلم وخصائص وخصائص نموه وحاجاته وميوله وقدراته واستعداداته وحول طبيعة التعلم التي يجب مراعاتها عند وضع المنهج وتنفيذه.

 

المنهج وطبيعة المتعلم

     تعد العملية التعليمية عملية تشكيل للفرد الإنسانى أى أن محور العملية التعليمية هو المتعلم ولذلك فإن العملية التربوية تتوقف على مقدار فهمنا لطبيعة المتعلم، وكلما كان المعلم واعيًا بهذه الطبيعة كان أقدر على توجيه وإرشاد المتعلم .

ومن أهم النظريات التي تحدثت عن الطبيعة الإنسانية ما يلي:

1.    النظرية الثنائية للطبيعة الإنسانية: وتعود هذه النظرية إلى المفكرين اليونانيين الذين قالوا أن الطبيعة الإنسانية تنقسم إلى جسم وعقل, وترى أن المعرفة النظرية التي يحصل عليها العقل عن طريق التأمل والتذكر أسمى من المعرفة التي تتم عن طريق تفاعل الإنسان مع البيئة التي يعيش فيها. وقد ترتب على هذه النظرية اهتمام المدرسة بالنواحي النظرية العقلية دون اهتمامها بالنواحي الجسمية وما تتطلبه من نشاط وعمل.غير أن التربية الحديثة أثبتت خطأ هذه النظرية واعتبرت الإنسان وحدة متكاملة مما يعني عدم جواز الفصل بين نموه العقلي والاجتماعي والعاطفي.

2.    نظرية الاختزان العقلي: الإنسان يولد وعقله صفحة بيضاء كمخزن أو وعاء وأن واجب المدرسة يتمثل في ملئه بالتراث والخبرات الإنسانية المتنوعة وهذه النظرية ترى أن المتعلم ليس إلا مجرد مستقبل للمادة الدراسية التي يقدمها المعلم باعتباره مسؤولاً عن ملء عقل المتعلم بالتراث الثقافي سواء أكان مفيداً للتلميذ أو غير مفيد.ولكن علم النفس أثبت خطأ هذه النظرية, وأكد أن الإنسان يولد ولديه استعدادات تنمو عن طريق تفاعله مع البيئة, وأنه لا يتعلم إلا إذا كان عاملاً فعالاً وليس مجرد مستقبل لما يقدم له من معرفة, كما أنه لا يتعلم إلا ما يعتقد انه مفيد لحياته.

3.    نظرية التدريب العقلي: سيطرت هذه النظرية على الفكر التربوي عدة قرون وترى أن عقل الإنسان يتألف من مجموعة من الملكات تستقل كل منها عن الأخرى مثل ملكة التفكير والذاكرة وغيرها وأن هذه الملكات تدرب بالمواد الدراسية التي تناسبها ولذلك نظمت المناهج المدرسية على أساس اشتمالها على المواد اللازمة لتدريب هذه الملكات فالتاريخ يدرب ملكة الذاكرة,والعلوم تدرب ملكة التحليل غير إن علم النفس اثبت خطأ هذه النظرية نظراً لصعوبة الفصل بين الجسم والعقل حيث أن كلاً منهما يتأثر بالآخر ويؤثر فيه.

4.    نظرية الغرائز: والتي ترى أن الطبيعة الإنسانية تسيطر عليها غريزة واحدة أو مجموعة غرائز ولكن الأبحاث النفسية أثبتت أن طبيعة الإنسان متغيرة متطورة تسعى دائماً إلى تكييف نفسها حسب الظروف وأنها قادرة على التحسن والتقدم.

 

المنهج ونمو المتعلم:

      يعرف النمو بأنه مجموع التغيرات التي تحدث في جوانب شخصية الإنسان الجسمية والعقلية والاجتماعية والانفعالية والتي تظهر من خلالها إمكانيات الإنسان واستعداداته الكامنة على شكل قدرات أو مهارات أو خصائص. ودور التربية تقديم المساعدة لكل فرد لينمو وفق قدراته واستعداداته نمواً موجهاً نحو ما يرجوه المجتمع وما يهدف إليه, ويهتم المربون بشكل عام ومخططو المنهج بشكل خاص بما توصلت إليه الأبحاث حول سيكولوجية نمو الفرد من أجل مراعاة خصائص النمو في المراحل التعليمية المختلفة.

 

العوامل المؤثرة فى النمو

    يتأثر نمو المتعلم بعدد من العوامل التي قد تزيد من سرعته أو تقلل منه أو تعوقه وتتمثا في النضج والتعلم إضافة إلى عوامل أخرى كالوارثة وإفرازات الغدد ولا سيما الغدد الصماء ونوع التغذية ومقدارها والظروف الصحية والبيئة الاجتماعية التي يعيش فيها ، ونوع انفعالاته وقوتها, وقد أظهرت الأبحاث النفسية أن النضج والتعلم يمثلان عاملين متكاملين يؤثر كل منهما في الآخر ويتأثر به، ومن واجب المنهج أن يأخذ بعين الاعتبار نضج المتعلم ونموه وأن يكون متطوراً ً باستمرار حتى يواكب استمرار نمو المتعلم ونضجه في المراحل العمرية المتعاقبة.

 

المنهج وخصائص النمو

    للنمو خصائص مميزة يجب على المنهج مراعاة هذه الخصائص، وفيما يلى خصائص النمو ودور المنهج نحوها:

1.    النمو يتأثر بالبيئة: عملية النمو تتوقف على ظروف البيئة التي يعيش فيها المتعلم سواء أكانت بيئة طبيعية أو اجتماعية فالبيئة الصالحة تساعد على النمو السليم في حين أن البيئة الفاسدة تعيقه.

2.    النمو عملية شاملة متكاملة: المتعلم ينمو في جميع الجوانب وكل جانب  يؤثر ويتأثر ببقية الجوانب،ويجب أن يهتم المنهج بجميع جوانب النمو في شخصية المتعلم باعتبارها أجزاء متكاملة بدلاً من العناية بجانب واحد على حساب الجوانب الأخرى.

3.    النمو عملية مستمرة: ينمو المتعلم نمواً تدريجياً متصلاً فالتغيرات التي تحدث له في حاضره لها جذورها في ماضيه وهي تؤثر بدورها فيما يحدث له من تغيرات في مستقبله ، ومن واجب المنهج في ضوء ذلك أن يقدم خبرات مترابطة ومتدرجة تستند على خبرات التلاميذ السابقة وتؤدي إلى اكتساب خبرات أخرى في المستقبل فعلى سبيل المثال لا يجوز أن ينتقل المنهج بالطفل من المدرسة الابتدائية إلى المدرسة الإعدادية انتقالاً مفاجئاً غير متدرج.

4.    النمو عملية فردية: مبدأ الفروق الفروق الفردية موجود بين التلاميذ في مظاهر النمو المختلفة ولهذا فان من واجب المنهج أن يراعي هذه الفروق بين التلاميذ كما يلي:

-       أن ينوع المنهج من أنشطته حتى يجد كل تلميذ النشاط الملائم له.

-       أن يوفر خبرات مرنة تتيح لكل تلميذ أن ينمو وفقاً لظروفه الخاصة.

-       أن ينوع من طرق التدريس وأساليبه بحيث تناسب استعدادات التلاميذ وقدراتهم.

-       أن يتيح أمام التلاميذ فرصاً أكبر للنجاح لأنه شيء أدعى للنجاح من النجاح نفسه.

-       أن يوفر توجيهاً دراسياً ومهنياً ونفسياً لكل تلميذ في ضوء استعداداته وميوله .

 

المنهج وبعض مجالات النمو

   المتعلم هو محور العملية التعليمية، وينبغي التعرف على مجالات نموه الهامة المرتبطة ببناء المنهج وتنفيذه. وهذه المجالات هي:

القدرات والاستعدادات.

الحاجات.

الاتجاهات.

الميول

 

المنهج وقدرات التلاميذ واستعداداتهم

القدرة هي: كل ما يستطيع الفرد تأديته في اللحظة الحاضرة من أعمال عقلية أو حركية نتيجة تدريب أو بدون تدريب.

الاستعداد هو: وصول الفرد إلى مستوى من النضج يمكنه من تحصيل الخبرة أو المهارة إذا توفر له التدريب اللازم.

دور المنهج نحو قدرات التلاميذ واستعداداتهم

1- التركيز على القدرات العقلية التي تفيد التلميذ في حياته الدراسية والعامة، كالتعبير والتفكير والتحليل وحل المشكلات وجمع المعلومات

2- تنويع طرق التدريس والوسائل التعليمية والأنشطة لمواجهة الفروق الفردية في القدرات والاستعدادات.

3- ربط ميول التلاميذ بقدراتهم واستعداداتهم حتى يمكن تنميتها

4- تخطيط التعلم في ضوء قدرات التلاميذ

 

المنهج وحاجات التلاميذ

    تعرّف الحاجة بأنها: حالة من النقص واختلال التوازن تقترن بنوع من التوتر والضيق يزول بمجرد إشباع الحاجة .

الحاجات نوعان: حاجات أولية (فطرية)، وترتبط بالجسد ، وحاجات ثانوية ترتبط بالعقل والنفس.

دور المنهج نحو الحاجات

1- احتواء المنهج على مناشط جماعية وفردية متنوعة لتناسب حاجات التلاميذ

2-  تنويع طرق التدريس والوسائل التعليمية ليسهل اكتساب المعرفة ومن ثم تشبع الحاجة إلى المعرفة.

3- أن يركز المنهج على تنمية قدرات التفكير وحل المشكلات ليتمكن التلاميذ من حل مشكلاتهم وإشباع حاجاتهم.

 

الميول ودور المنهج نحوها

   يعرف الميل بأنه شعور أو قوة تدفع الإنسان إلى الاهتمام بشيء معين وتفضيله على غيره والانصراف عما سواه.

وهناك علاقة بين الميول والحاجات فميل الفرد يكون قوياً إذا اتصل بإشباع حاجاته.

دور المنهج نحو الميول:

1- التأكيد على الميول التي تؤدي إلى صالح الفرد والجماعة

2- يؤدي إشباع المنهج لميول التلاميذ إلى ظهور ميول جديدة في اتجاهات مختلفة لتحقيق الاستمرارية.

3-  أن تسهم طريقة إشباع الميول في تكوين مجموعة من العادات والاتجاهات المفيدة.

 

اتجاهات التلاميذ ودور المنهج نحوها

    يعرف الاتجاه بأنه الاستعداد والتهيؤ العقلي الذي يتكون لدى التلميذ من خبراته السابقة، ويجعله يسلك سلوكاً معيناً (رفض أو قبول) إزاء الأشخاص أو الأشياء أو الأفكار.

وتشترك الاتجاهات مع الميول والحاجات في توجيه سلوك التلاميذ.

دور المناهج نحو الاتجاهات

1-  التركيز على الاتجاهات النافعة للفرد والمجتمع، والتصدي للاتجاهات الضارة من خلال ما يوفره المنهج من محتوى وخبرات وأنشطة ووسائل وتقويم

2-  تنمية الاتجاهات التي تلزم التطور العلمي كالدراسات المهنية والتطبيقية وأهميتها في تطوير المجتمع.

3-استخدام الحوافز والمعززات الإيجابية في تكوين الاتجاهات المفيدة. (جائزة للفصل النظيف أو المتعاون)

 

ثانياً: المنهج وطبيعة عملية التعلم

   التعلم هو تعديل السلوك الإنساني نحو الأفضل ويستلزم هذا التعديل تعلماً ويعرف بأنه النشاط العقلي الذي يمارس فيه الفرد نوعاً معيناً من الخبرة الجديدة التي لم يسبق أن مر بها. كما يعرف بأنه تغيير أو تعديل في سلوك الكائن الحي الناتج عن قيامه بإشباع حاجة من الحاجات.

  ومن نتائج عملية التعلم ما يحصله الفرد من معلومات أو مهارة أو طريقة تفكير أو اتجاه أو قيمة اجتماعية ونستدل على حدوث التعلم من خلال ما نلاحظه من تغير في سلوك الفرد نتيجة لخضوعه لموقف تعليمي معين, فالتعلم لا يمكن ملاحظته مباشرة وإنما نستدل عليه من خلال ما يظهر على السلوك من تغير أما التعلم فهو العملية التي من خلالها نساعد الفرد على اكتساب الخبرات الصالحة بأبسط طريقة ممكنة.

نجد أن مفهوم التعلم قد تطور تطوراً كبيراً إلا أنه يمكن أن يميز بين ثلاثة مفاهيم للتعلم هي:

1. التعلم كتحصيل للمعرفة والمهارات وهذا مفهوم ضيق للتعلم لا يتلائم مع المجتمع.

2. التعلم كتدريب عقلي وهذا المفهوم يجعل العقل سالباً فهو يقبل الأفكار ولا يبتدعها.

3. التعلم كتغير في السلوك نتيجة تفاعل الفرد مع البيئة التي يعيش فيها وهو المفهوم الصحيح للتعلم.

 

أسس التعلم وانعكاساتها على المنهج:

تتمثل المبادئ التي ينبغي مراعاتها في تخطيط المنهج بما يلي:

1.    يتعلم التلاميذ بشكل أفضل إذا كان التعلم ملائماً لمستوى نضجهم:ينبغي عند وضع المنهج دراسة مستوى نضج التلاميذ بحيث لا يثقل عليهم في موضوعاته أو مجالات نشاطه.

2.    يكون التعلم أكثر كفاية حين يرتبط بأغراض وواقع التلميذ: يجب على المنهج أن يدرس رغبات التلاميذ وحاجاتهم وميولهم ويعمل على تلبيتها حتى يكون لما يتعلمونه معنى وقيمة لديهم.

3.    النمو والتعلم عمليتان مستمرتان:ينمو التلاميذ ويتعلمون قبل دخولهم المدرسة، ويستمرون في تعلمهم خارجها بعد دخولهم فيها ،ومن واجب المنهج أن يربط بين ما يتعلمه التلاميذ في المدرسة وبين ما سبق لهم أن تعلموه قبل دخولهم فيها،وعليه أن يربط بين حياتهم خارج المدرسة وداخلها بحيث تكون الخبرات مرتبطة ومتكاملة مما يحقق استمرار النمو والتعلم في آن واحد.

4.    يختلف كل تلميذ عن الآخر في سرعة تعلمه:هناك فروقاً فردية بين التلاميذ, فمن واجب المنهج توفير خبرات تناسب المستويات المختلفة للتلاميذ .

5.    يتعلم التلميذ عدة أشياء في آن واحد: يجب  أن ينمي المنهج أشياء عديدة في التلميذ في الموقف التعليمي الواحد وهذا المبدأ يأخذ به أصحاب نظرية الجشتالت ويراعونه في المنهج, وهو ما يميزهم عن أصحاب النظرية السلوكية.

6.    يتعلم التلميذ بطريقة أفضل نتيجة الخبرات المتصلة بالحياة:أفضل المواقف التعليمية هي التي يشترك فيها التلاميذ مباشرة تحت إشراف معلمهم ويجب أن يشتمل المنهج على خبرات ترتبط بحياة التلاميذ وبمشكلاتهم الحقيقية التي يواجهونها.

7.    انتقال أثر التعلم:يتم انتقال أثر التعلم عندما توجد علاقة بين التعلم السابق وبين المواقف الجديدة التي تواجهنا ومن أبرز النظريات التي تناولت انتقال أثر التعلم ما يلي:

-       نظرية العناصر المشتركة: وترى أن انتقال أثر التعلم يحدث نتيجة وجود عناصر    مشتركة بين ما تعلمناه وبين المواقف الجديدة التي نريد تعلمها.

-       نظرية التعميم: وترى أن انتقال أثر التعلم يحدث عندما يعمم المتعلم خبرته السابقة ويطبقها في مواقف جديدة.

-       نظرية الجشتالت: وترى أن انتقال أثر التعلم يحدث حينما يدرك المتعلم الموقف ككل وليس كأجزاء متفرقة.

-       التمرين: التمرين مهم في تعلم المهارات الجسمية وهو وحده لا يكفي إذ يجب أن ينبع التعلم من خبرات ذات هدف ومعنى بالنسبة للمتعلم وتقل الحاجة إلى التمرين كلما رافق التعلم خبرة مباشرة ومن المبادئ المهمة التي يجب مراعاتها في التمرين ما يلي:

§        تقل الحاجة إلى التمرين كلما رافق التعلم خبرة مباشرة كالتجارب والعمل بالورش أو المعامل.

§        يجب أن يدرك المتعلم الهدف من التمرين.

§        التمرين الموزع أكثر فائدة من التمرين المتصل.

§        - ضرورة ربط الجزئيات بالكل الذي تنتمي إليه وضرورة التدرب على الكل قبل   التدرب على جزئياته.

§        ضرورة الترابط والتكامل بين طبيعة عملية التعلم وخصائصها وبين أبعادها المتمثلة في الطالب المتعلم باعتباره محور عملية التعلم والمنهج باعتباره يمثل الخبرات التي تقدم للمتعلم والمعلم باعتباره الشخص الذي يوصل بأسلوبه الخبرات إلى المتعلم.

 

seadiamond

w.s

  • Currently 90/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
29 تصويتات / 8342 مشاهدة
نشرت فى 3 ديسمبر 2010 بواسطة seadiamond

ساحة النقاش

wacurricula&teach

seadiamond
إدارة الموقع ترحب بالسادة الزوار »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

570,718