التعامل معاه صعب جدا ومش بيسمع الكلام خالص
السلام عليكم.. أنا متزوجة ولديّ طفلان الأول عنده 10 سنوات، وده هو مشكلتي، أما الآخر عنده 4 سنوات ونصف والحمد لله هادي وكويس، لكن ابني الكبير على طول مشاغب بيعمل مشكلات برة البيت وجوة البيت، صعب جدا ومش بيسمع الكلام خالص.
ولا أنا ولا أي حد بنقدر عليه، مش بييجي لا بالذوق ولا بالعافية، مش عارفة أعمل إيه معاه، وعنده لا مبالاة مالهاش حل، بيحب يريح نفسه من كل حاجة.. من ساعة ما أخد الأجازة وهو يا إما بيلعب مع أصحابه يا إما قدام الكمبيوتر.
هو مش تخين بس دلوقتي طالع في موضوع مضايقني، إنه كل شوية يطلب أكل، يعني بياكل تقريبا سبع مرات في اليوم مش عارفة ليه، باحس إنه دايما لما بيكون عمل حاجة تضايقني وهو عارف إني باتضايق منها يفضل يعملها على طول، وكل ما أطلب منه طلب يشاور بإيده ناحية راسه، يعني كأنه بيقول لي طنشي وكبري دماغك.
ودايما يضايق أخوه، حتى لو أخوه نايم يصحيه وممكن يوقعه من على السرير.. هو من أول ما اتولد وهو صعب، يعني يوم ولادته وهو في إيد الدكتور خربش نفسه وقطع وشه، هو عصبي جدا وطول عمره صعب.
كان هدي كده حوالي شهر ورجع أسوأ من الأول.. باقول له: "إنت كنت كويس إيه اللي حصل؟!"، يقول لي: "ماعرفش" بأسلوب مستفز، كان بيغير من أصحابه لما بيكونوا أشطر منه في مادة ولما يكونوا سابقينه في حفظ القرآن ودلوقتي ولا على باله، ولما ألفت نظره إن أصحابه حفظوا كتير يقول لي: "يولعوا".. هو شاطر في المدرسة بس بيغلّبني على ما بيقعد معايا أذاكر له.
بس أهي ماشية، لكن دلوقتي مش عايز يحفظ القرآن أبدا، وبينزل يصلي بالعافية، ويقول لي: "ما اللي باعمله في الصلاة دي عملته في اللي فاتت، وهاعمله في اللي جاية".. مش عارفة أعمل له إيه.
على فكرة يمكن تقولوا لي بيغير من أخوه والمعاملة، لا هو من ساعة ما أخوه اتولد وهو مش في دماغه مسألة الغيرة دي خالص، من سنة وهو بدأ يراعي أخوه في كل حاجة.. يعني غار منه لما كبروا الاتنين.. الله يخليكم قولوا لي أعمل إيه.
e_m_3
سيدتي الفاضلة.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أشعر بقلقك حيال مشكلتك مع ابنك وأفهم كلامك جيدا، لكن ما أتمناه هو أن يتسع صدرك لنفهم معا أصل المشكلة لنعرف كيف نتعامل معها.. ولكي نفهم ما هو أصل المشكلة دعينا نتفق من أين يأتي سلوك الطفل؟
سلوك الطفل هو مزيج من جوانب بيولوجية تتمثل في الجينات التي يرثها من والديه، وكذلك ما يؤثر في تكوين الجهاز العصبي أثناء الأطوار الجنينية المختلفة أثناء فترة الحمل، والتي تتحكم فيها الحالة المزاجية للأم وغذاؤها وما تتناوله من أي عقاقير أو ما تتعرض له من تلوث بيئي..
هذا عن الجوانب البيولوجية، أما عن الجوانب البيئية والتي تتمثل في طريقة تعامل الوالدين مع الطفل من لحظة الميلاد وبالأخص السنوات الست الأولى من عمر الطفل، حيث تؤثر البيئة الأسرية وطريقة التعامل مع الطفل بشكل نطلق عليه نفسبيولوجي، بمعنى أن طريقة التعامل في هذه المرحلة من العمر والتي يُكمل فيها الجهاز العصبي رحلة نموه وتطوره تؤثر في شكل الخلايا العصبية في الجهاز العصبي وطريقة تشابكها وتواصلها..
وإذا ما جمعنا العوامل البيولوجية الأولى من الوراثة ومرحلة الحمل مع التأثير النفسبيولوجي الناتج عن طريقة التعامل مع الطفل فهكذا نكون وصلنا إلى ما نسميه الطباع.. هذا الإنسان طبعه كذا.. فنقول مثلا.. عصبي.. اعتمادي.. وهكذا.
فيا ترى لو طبقنا ذلك على طفلك أين سندرج صفاته؟! حسب كلامك سيتم إدراج طبعه تحت بند عصبي، فلقد ورد في رسالتك جملة كان لا بد أن أتوقف عندها.. ألا وهي "وهو صعب، يعني يوم ولادته وهو في إيد الدكتور خربش نفسه وقطع وشه، عصبي جدا" وعصبي.. أي أنه كما قلت ووصفته عصبي وصعب من يومه.. وهذا لا ذنب له فيه.. ولا ذنب لك أيضا.
لكن أين تكمن المشكلة؟ المشكلة أننا نقول عصبي ولكن لا نعرف أبعاد هذه الكلمة، فعصبي تعني أنه قلوق، أي يعاني من حالة مستمرة من الخوف والقلق غير المميز، والقلق ظاهرة طبيعية؛ عندما يواجهنا أمر ما فنقلق حتى نؤهل أنفسنا لكي نتعامل مع موقف القلق، أما القلق غير المميز فهو حالة مفرطة من القلق تحدث مع أي أمر مهما كان بسيطا، وهذا الشخص القلوق يهرب دوما من المسئولية..
ومن هنا تبدأ المشكلة لأن الوالدين لا يفهمان طبيعة الطفل.. ويتوقعان منه أشياء وإنجازات معينة كغيره من الأطفال فلا يستطيع إنجازها، لأن طبيعته تجعله يتجنب المسئولية التي تتسبب في كثير من مشاعر القلق، وهي خبرة شعورية ينبذها الطفل، لذا لا ينجز ما يطلب منه أو يكون بطيئا، وكل ما يفعله يبدو مستفزا لمن حوله.. فتبدأ المعركة.
ويبدأ الضغط على الطفل لإنجاز ما يكلف به ثم تحدث المقارنة بينه وبين أشقائه أو أقرانه فيشعر بمزيد من الدونية وأنه أقل من غيره، وهذا يسبب المزيد من القلق والمزيد من البطء والتسويف في أداء المهام، وتزداد حالة الحنق والغضب لدى الآباء ويزيد شعور الإحباط لدى الطفل الذي يشعر بأنه مصدر إزعاج لأهله وأن أهله مصدر إزعاج له، فتبدأ مشاعر العدوان التي لا يعبر عنها بشكل صريح وإنما في شكل أعراض، مثل: العناد، تعمد مضايقة الأهل مصدر إزعاجه كما ذكرت، وهذا نطلق عليه العدوان السلبي.
هذا بالإضافة إلى أعراض القلق التي لا يعبر عنها أيضا بشكل مباشر وصريح وإنما بشكل رمزي، وهنا يظهر في طفلك عرضان في غاية الأهمية: الهروب.. وهو ما أشرت إليه بتكبير الدماغ، فهي استراتيجية اتبعها ليرحم نفسه من الخبرة الشعورية المزعجة للقلق والإفراط في تناول الطعام، والذي يُحدث نوعا من التهدئة في بعض الأشخاص الذين يعانون من
أما عن مشكلة التراخي في حفظ القرآن فهو يدخل أيضا تحت بند القلق الذي يجعله يهرب من إنجاز المهام، أما ترك الصلاة فهو نوع من العدوان السلبي عليك أنتِ، لأن الطفل أحيانا يخلط في العقل الباطن بين السلطة الوالدية والسلطة الإلهية؛ فهو يكره أي سلطة ويشعر أن الصلاة لكِ وليست لله.. إنها مسألة تبدو كأنها غاية في التعقيد ولكن متى فهمناها نستطيع التعامل معها.
أدركتِ الآن أن طفلك يعاني ولا يقصد مضايقتك.. إنما هو طفل وهذه هي الآليات التي لا يعرف أكثر منها ليواجه مشاعر القلق بمزيج من الرغبة في الانسحاب والهروب والانتقام ممن يزج به في مواقف القلق.. إذن بعد أن عرفنا مشكلته وهدأنا وهدأت ثورتنا تجاهه لنستطيع التفكير بموضوعية أكثر حتى نتمكن من مساعدته.. وأذكرك بأنه ليس مريضا ولكنه ذو طبع خاص ويحتاج طريقة مختلفة في التعامل.. فدعينا نعرف كيف نتعامل معه.
1- الصداقة الحقيقية والتقرب منه وجعله يشعر بالحب بغض النظر عن إنجازاته أو سلوكه.. دائما يجب أن يعرف الأبناء أننا نحبهم حتى وإن كانت تصرفاتهم لا تروق لنا، لأن الطفل يربط دوما بين نقد سلوكه وفقدان الحب من الأسرة والذي يعني له فقدان مشاعر الأمان بالطبع.
ولعل أكثر ما يقربك منه ومن أفكاره هو أن تعيشي معه اهتماماته حتى وإن كنت غير مقتنعة بها، وأقصد بذلك مثلا مشاركتك له فيما يفعله أمام الكمبيوتر، ويا حبذا لو كانت لعبة تحتاج إلى اثنين فتكوني أنت الطرف الثاني وتظهري اهتمامك وحماسك للعبة وكأنك طفلة في مثل سنه.. هكذا نقترب من أبنائنا ويشعرون أننا حقا أصدقاءهم، إن قدرتك على إقامة علاقة مثل هذه مع طفلك لجديرة بأن تكون أول خطوة على طريق الشعور بالأمان والطمأنينة لدى طفلك.
2- الإيمان بمشكلة الطفل واختلافه وأنه قد يحتاج وقتا أكبر لإنجاز أي مهمة يُكلف بها، أقصد لو بطيء في المذاكرة فلنبدأ في المذاكرة قبل بدء العام الدراسي لكن بشكل مخفف وتدريجي.. وليكن ساعة يوميا.
3- تجزئة المهام التي يُكلف بها الطفل حتى نصل إلى تحقيق الهدف الذي نرى أنه يجب أن يحققه..
4- بناء ثقة الطفل في نفسه من خلال تشجيعه المستمر على أي مهمة يقوم بها مهما كانت ضآلتها وتجنب النقد والمقارنة بينه وبين أقرانه، لأن ذلك يهدم ثقته بنفسه ويعزز مشاعر القلق.
5- ساعدي طفلك على التعبير عن مشاعره، فالطفل الذي يعاني من القلق يعاني من عدم القدرة على أن يصف مشاعره، فهو قد يمل سريعا من المذاكرة مثلا، فإذا حدث ذلك وأنت معه لا تصري على الاستمرار ولكن انظري في عينيه.. وامسكي يديه مثلا أو ضعي يدك على كتفه وقولي له "زهقت؟"، وأعطي له الفرصة لكي يجيب.
وإذا أقر بحالة الملل فأخبريه أن معه حقا، فالمذاكرة أمر مرهق لكن لا يعني ذلك أن نتركها.. ويُمكن أن تجعليه يأخذ استراحة قصيرة وأخبريه أنكما ستعودان لتكملا بعد قليل.. إنكِ بهذا توصلين إليه رسالة أن ما يشعر به أمر مقبول، فهذه المشاعر التي يُنكرها أمر لن يزعجك فيعتاد أن يعبر لك عما يشعر به دون خوف.. ويتعلم أيضا أننا لا نسير تحت قيادة مشاعرنا، فأنت لك أن تشعر بالملل وأنا أقبل ذلك ولن أضغط عليك لكن يجب أن ننهي مهمتنا حتى لو احتجنا إلى وقت طويل.. الأمر يحتاج منك إلى الصبر والهدوء.
6- بقدر المستطاع ينبغي أن نجعل للطفل الذي يعاني من القلق نظاما أو روتينا يوميا مع انتظام مواعيد الطعام والنوم، ومع تجنب التغيير المتكرر في نمط الحياة، لأن ذلك يزيد من التوتر والقلق.
7- أما عن حفظ القرآن.. فلا ينبغي أبدا المقارنة بينه وبين زملائه، ولكن عليكِ بترغيبه وتشجيعه ومشاركته.. بمعنى أن تجلسا معا مثلا لمشاهدة قصص القرآن على أقراص مضغوطة على الكمبيوتر.. وتتناقشا معا فيها وتبحثا معا عن الآيات التي ذكرت فيها القصص المختلفة.. وأنتِ تحفظين وتجعلينه يقوم بالتسميع لك ولا بأس أن تشعريه أحيانا أنه أصبح أفضل منك في الحفظ.
8- لو شعرت أن طفلك يحب ممارسة الرياضة فلا بأس أن تجعليه يطوّر ذلك، خاصة الألعاب الجماعية لأن لها تأثيرا إيجابيا في التخلص من القلق، حيث إن الألعاب الجماعية تتميز بتوزيع المسئولية على الفريق وهذا يشعره بمتعة الرياضة ويخفف عبء المسئولية ويشعر بالإنجاز متى فاز الفريق الذي هو جزء منه.
9- وماذا عن مخاوفك أنتِ شخصيا؟ هنا قد تكون العقبات التي تواجهنا في التعامل مع الطفل الذي يعاني من القلق أن يكون أحد والديه أو كلاهما يعاني من القلق فيصدر له مزيدا من هذه المشاعر السلبية أثناء التعامل معه، فمثلا أنا ألاحظ في كلامك أنك تشعرين بأن نهاية الكون أن الطفل يقضي وقته في اللعب والكمبيوتر.
مع أن الأسر الأخرى لا ترى عيبا في ذلك، أليس من حقه أن يلعب ويعوض ما فاته من أوقات المتعة طوال فترة الدراسة؟! خاصة أن مناهجنا تشكل عبئا ثقيلا يغتال براءة أطفالنا.. تكرر في حوارك.. لقد كان يفعل ولم يعد يفعل.. لقد تغير.. لقد.. كلها عبارات تشير إلى أنك قلقة للدرجة التي تبالغين فيها دون قصد في توصيف المشكلة.. ولكي ألخص لكِ أنتِ أيضا بحاجة إلى التخلص من القلق، فقط ذكري نفسك بعبارة لا بد أن تقتنعي بها "الدنيا ماتهدتش وكل مشكلة بإذن الله لها حل" وذلك حتى تستطيعي أن تتعاملي مع طفلك، وإلا سيكون كل منكما مصدر قلق مستمر للآخر ولن تنتهي المعركة بينكما.
10- بقي أن أقول لكِ يجب أن توحدي أنت وزوجك استراتيجيات التعامل مع طفلك، فلا يجوز أن يكون أحد الوالدين مصدر ضغط مستمر على الطفل والآخر يدللـه ويعفيه من المهام المكلف بها، لأن ذلك يجعل الطفل مشوشا ولا يعرف ماذا يفعل بالضبط وعندئذ ربما يفضل الانسحاب والهروب من أي مسئولية.
وفقك الله وبارك لك في أبنائك.
د. نهلة نور الدين حافظ
اخصائي الطب النفسي
ومستشار نفسي بالمواقع الالكترونية
بنتي متعلقة بيّ بشكل مرضي رغم تدليل والدها لها
عزيزتي الدكتورة نهلة أبعث لك مشكلتي وأنا في أمس الحاجة أن أستمع لردك في أقرب وقت.
أنا أم أبلغ من العمر 27 سنة لديّ طفلة 3 سنوات و4 أشهر وطفل لديه سنتان و4 أشهر الفرق بينهما سنة بالضبط، حيث إني حملت بابني وطفلتي تبلغ من العمر 3 أشهر ولم أفطمها حتى قبل موعد ولادتي بشهر، فقد أشفقت عليها وهي في هذه السن الصغيرة أن تُحرم من صدري وحناني.
وبسبب فرق السن الصغير بينهما لم تكن غيرتها كبيرة وواضحة تجاه أخيها، وإن كانت أحيانا كثيرة تظهرها، المشكلة هي بعض سلوكيات ابنتي التي تتطور مع تطور إدراكها وعمرها، ولكن قبل أن أحكي لكِ تصرفاتها أود أن أخبرك بعضا من صفات شخصيتها الإيجابية.
الطفلة أظهرت ذكاء منذ ولادتها في اهتمامها المبكر بالأصوات والأشكال والألوان، أعتقد أنه يسبق أقرانها، وذاكرتها قوية جدا فهي تتذكر أشياء حدثت منذ سنة ونصف ولا تنس الأماكن وتربط بين الأشياء بسهولة كبيرة وتوظف الأدوات فيما حولها لخدمة نفسها.
الآن هي تتحدث الفصحي وقد تعلمتها من قناتها المفضلة براعم وتعرف عد الأرقام منذ كانت تبلغ السنة ونصف والألوان عند سنتين ونصف، والآن تعرف الحروف وتكتب بعضها، وأحيانا تحدث لها انتكاسة فتتكلم مثل الصغار الذين يتعلمون الكلام يعني تدلع في الكلام وتخرج لسانها مع أنها تتكلم جيدا ومخارج الحروف عندها سليمة ولكن هذه الحالة لا تطول ولكنها تتكرر أحيانا كل يومين أو ثلاثة.
وهي ماهرة في التقليد وقص الحكايات وتأليفها، وشخصيتها قوية تختار لعبها بنفسها وتصر على اختيار ملابسها فعندما نذهب لمحل الملابس تلف هي وتختار ما يحلو لها ونحن نتركها على راحتها حتى نقوي عندها الاسقلالية والاعتماد على النفس، كما أنها تساعدني في ترتيب المنزل وقادرة على ترتيب غرفتها ترتيبا متوسطا لكن بمزاجها وعندما تريد هي فقط.
وهي متعلقة بجدها جدا وتحب أخاها وأقاربها، أما ما يقلقني هو الآتي، وأريد أن أعرف إن كان طبيعيا أم لا لأنني أوشكت أن أعرضها على طبيب نفسي فأنا قلقلة جدا مما يحدث معها.
أولا العصبية الشديدة، فعند الغضب الشديد الذي دائما يحدث عند رفض بعض طلباتها فهي تصرخ بصوت عالٍ متقطع زي المجانين دون بكاء، قد تقولين إنه طبيعي، ولكنني أؤكد لك أنني لم أجد أي طفل يصرخ بطريقتها هذه، حتى أنني ووالدها اعتقدنا أنها ربما تعاني كهرباء زائدة في المخ.
أحيانا أخرى بدل الصراخ تتخذ أسلوب العند المستفز، فمثلا قلنا لها نريد تغيير القناة لنشاهد شيئا آخر غير قناتها المفضلة وعندما نُصر تقول: "خلاص بقى اقفلوا التليفزيون أنا عاوزة أنام واطلعوا برة الغرفة".
أو أحيانا عند الخروج أرفض أنا أن تلبس هي ما اختارته لأنه غير مناسب، تقول لن أخرج معكم سأبقى هنا وفي هذه الحالة أقول لها أنا موافقة وأشرع في الخروج وهي متماسكة لآخر لحظة وعند غلق الباب تصرخ وتقول سألبس وآتي معكم ولكنها تصر في بعض الأحيان على أخذ الملابس التي اختارتها معها في شنطة! وهكذا في كل المواقف.
المشكلة الكبرى الآن، أنا أعاني من مشكلات النوم خاصتها.. منذ ولادتها إلى اليوم عندما تستيقظ من النوم تبكي، دائما تستيقظ باكية حتى لو وجدتني بجانبها، ولكن أخاها ليس كذلك ولا أعرف سبب البكاء كثيرا تستيقظ أثناء النوم وتبكي، وتزن وهي نايمة ولا تفصل لفترة طويلة رغم محاولاتي لإخراجها من هذه الحالة فاضطر لضربها ضربا خفيفا فتسكت وتخلد للنوم من جديد.
أنا أعصابي تعبت من هذا الموضوع، فمنذ ولادتها لم أنم ليلة كاملة على بعضها ولم تستيقظ هي يوما مبتسمة أو حتى صامتة.
مشكلة النوم الأخرى هي إصرارها على نومي بجانبها حتى بعد أن فصلتها وأخاها بغرفة بمفردها، فإنها لا تنام إلا لو كنت بجابنها، والأصعب من ذلك أنها تحسس على ذراعي بشكل مستفز إلى أن تستغرق في النوم، وكنت بدأت أعالج هذا الموضوع قليلا وأخبرتها أن ماما تتضايق من هذا الموضوع، الصراحة المسكينة تحاول ولكنها رغبة مسيطرة عليها فتعود لها من جديد وهكذا إلى أن تنام.
البنت متعلقة بيّ بشكل مرضي رغم تدليل والدها لها بشكل مبالغ فيه فعند الطعام تصر أن تجلس بجانبي وعندما تطلب الماء يقوم ليحضره لها تصرخ وتقول ماما، وقيسي هذا على كل الأمور عندما يطلب منها قبلة تقول ماما، وإذا أبدى لها حزنه ترسل له قبلة من بعيد وتقول أنا بحب ماما.
متعلقة بجدها بشدة وتحبه كثيرا وتقبله وتجلس في حضنه بخلاف والدها الذي يتأثر كثيرا ولكنه لا يظهر ذلك، لا أنكر أنني أحيانا أقسو عليها خصوصا عند عصبيتها فتقوم بإلقاء الأشياء أو دفع أخيها بشدة أو محاولاتها لضربه وضربي ولكنني أحاول أن أتحكم بأعصابي حتى لا أدمر شخصيتها، أحيانا أعاقبها بالضرب أو بالنبذ والإهمال أو بالحرمان وأكثر ما يجدي معها هو إشعاري لها أنني زعلانة أو أن أخاصمها فتبادر إلى استرضائي.
أحاول استغلال ذكائها في الحفظ لحفظ القرآن ولكنها تتهرب وترفض وتحفظ الإخلاص ودعاء النوم وأعرف أن من في مثل سنها قد يحفظون أكثر ولكنني لا أريد الضغط حتى لا تعند أكثر فماذا أفعل؟
بالمناسبة أرسلتها للحضانة هي وأخاها لمدة شهرين لظروف خاصة بي، طبعا الأيام الأولى بكاء وصراخ، ولكن بعد ذلك اعتادا على الأمر وكانت عصبيتها قلّت خلال هذه الفترة، حيث كانت ترجع تعبة فتنام، كما أنها في هذه الفترة لم تكن تشاهد التلفاز إطلاقا، ولم يكن والدها معنا ولكن كانا يسألان عنه بشكل مستمر وعندما نعود أمازحهما أحيانا وأقول يلا نروح الحضانة يبكيان ويقولان خلينا عند بابا.
أعرف أنني قد أطلت عليكِ ولكنني أردت أن أنقل لك الصورة شبه كاملة وجزاك الله خيرا على هذه الخدمة وأنا في انتظار ردك.
semsema
سيدتي الفاضلة.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أولا أود أن أشكرك على ثقتك الغالية وطلبك للمشورة وأهنئك على وعيك ورغبتك في التعامل مع طفلتك على أسس تربوية ونفسية سليمة.. وأطلب منك أن يتسع صدرك لي محاولتين معا التفكير في كل جوانب المشكلة.
وقبل أن أدخل في تفاصيل سلوكيات طفلتك أود أن أسألك بعض الأسئلة التي لا أنتظر إجابتها بقدر ما أود أن تجيبيها مع نفسك لأنها ستساعدك على رؤية بعض الأمور التي كثيرا ما نغفلها بلا وعي ونحن نربي أبناءنا.. وهذه الأسئلة:
1- إلى أي حد تعتبرين نفسك عصبية المزاج؟
2- هل توجد خلافات بينك وبين زوجك ظاهرة أو كامنة كأن تكوني غير راضية مثلا عن حياتك معه أو غير راضية عن بعض تصرفاته ولا تستطيعين التواصل معه بشكل يمكنك من التعبير عن حالة عدم الرضا؟
3- هل تعتبرين نفسك عنيدة نوعا ما؟
4- هل تزامن مولد طفلتك أو حملك بها مع أي مشكلات أو خلافات عائلية أو غير ذلك؟
5- هل تشعرين بداخلك بأنك ترفضين طفلتك لسبب لا تعرفينه يجعلك باستمرار لا تتحملين أي تصرف منها؟
والآن دعينا نتكلم عن أهم ما أوردت من السلوكيات المرفوضة من طفلتك لنرى معا الأسباب المحتملة:
1- العصبية والعناد: سيدتى الفاضلة كثيرا ما نقول لا يوجد طفل عصبي ولكن توجد أسرة أو أم عصبية بالرغم من أن الطفل قد يكون لديه بعض الحساسية المفرطة في الجهاز العصبي والتي تزيد من حدة ردود أفعاله واستجاباته للمثيرات البيئية وما الذي يجعل الطفل عصبيا؟ تدني مفهوم الطفل لذاته نتيجة لشعوره بالرفض من الأسرة أو النبذ فلا يشعر بالرضا عن نفسه..
ويشعر دائما أنه سيئ ولا أمل في أن يحبه الآخرون فيشعر بالقلق والتوتر الدائم مما ينتج عنه نوبات غضب شديدة واكتئاب واضطرابات فى النوم أحيانا وقد ينتج شعوره بالرفض من الأسرة كحقيقة واقعية كأن يكون بالفعل غير مرغوب في وجوده، أو أن يكون أحد الوالدين أو كلاهما لا يستطيع فصل السلوك المرفوض عن شخصية الطفل، فيصل للطفل معنى أنا أكرهك وأرفضك مع أن الأصل أنا أرفض سلوكك.
2- اكتساب العصبية من أحد الوالدين كسلوك مكتسب بالتعلم من البيئة المحيطة خصوصا من الأم.
3- تسلط وعناد أحد الوالدين بحيث يدخل في مواجهات مستمرة مع الطفل.
4- فرط الحماية والتدليل خصوصا للطفل الأول لأنه أول الفرحة ثم سحب المزايا بشكل مفاجئ بعد مجيء الطفل الثاني والطفل يدرك هذا جيدا مهما كان صغر سنه.
5- ارتفاع مستوى الذكاء عند الأطفال يزيد من العصبية والقلق لأن هذا الطفل يفهم أكثر من اللازم ويدرك مشاعر الضيق عند الآخرين حتى ولو لم يفصحوا عنها ويعرف كيف يصل إلى ما يريد لاستطاعته الاستفادة من الخبرات السابقة، وهذا قد يضايق الأهل أحيانا أن يشعروا أن الطفل يستخدم ذكاءه أو "بيعمل ناصح عليهم" مع أن هذا أمر محمود لا بد أن ننميه بعدم إظهارنا لفهم ما وراء السلوك لأن ذلك ينمي المهارات الاجتماعية عند الطفل بل ينبغي أن نشعره بنجاح خطته أحيانا ما دام ما يطلبه لا يحمل أي ضرر.
6- القسوة والعناد مع الطفل يولدان العصبية والعناد، لأن هذا سيصبح سلاح الطفل ضد السلطة الوالدية، كم أنها رغبته غير المعلنة في إثبات ذاته التي تهدمها الأسرة، إذن عصبية وعناد طفلتك والصراخ ونوبات الغضب أسلحة للضغط تخفي وراءها سببا معينا لا بد من معرفته أولا لتجنبه ثم نتبع ما يلي:
1- حافظي على هدوئك وثباتك الانفعالي، أما طفلتك حتى لا تشعريها بأنها تنجح فى إثارتك وقهرك فتجنبي الضرب تماما وتجاهلي نوبات الغضب لأنها محاولة لإحراجك لو فعلتها أمام الناس، واحذري تنفيذ أي طلب بعد نوبات الغضب حتى لا تعززيها، أما محاولة السيطرة كما في موقف التلفاز، فأعتقد أنه من الأفضل نقل التفاز خارج غرفتها لإبطال المبرر برغبتها في النوم.
2- في موقف التصميم على اللبس غير المناسب يمكنك أن تتركيها مرة تلبس ما تريد وتتفقي مع من ستقابلينهم على أن يعلقوا على هذا اللبس وأنه غير مناسب ويمكنك أن تتعاملي معها بهدوء أكثر وبابتسامة، مثلا إيه رأيك تلبسي ده ولا ده يا حبيبتي، ويمكن أن تجعليها تختار ما تريدين أنت بالإيحاء كأن تقولي لها مثلا الله جميل أوي الفستان ده تحفة ألوانه جميلة ولا تقولي لها البسيه، بل اتركيها أيضا لتختار ولا تغضبي إذا لم تنجح خطتك من أول مرة.
3- حاولي دائما أن تكوني قدوة لابنتك في الهدوء والصبر واللين فتخلي تماما عن أي سلوك ثوري معها أو مع أي شخص أمامها.
4- التقليل قدر المستطاع من الأوامر والالتزام بالمواعيد الصارمة في الطعام والنوم، لأن الصرامة والحدة تجعلان الطفل دائما يرغب في مقاومة السلطة التي تهدد كيانه ووجوده.
5- عدم التحدث عن مشكلات طفلتك معها بشكل مباشر أو التحدث عن مشكلاتها السلوكية ونقدها أمام الغرباء.
أما عن التصاقها بك وعدم إظهار تعلقها بوالدها: الطفل يلتصق أكثر بمن يرفضه وكأنه يقول له طوال الوقت أنا موجود من فضلك حس بي، أما من يدلله فهو مطمئن له ولا توجد بينه وبين هذا الطرف معركة توكيد الذات، فطفلتك في الغالب تشعر بالرفض لها من طرفك نتيجة لضيقك وحنقك من سلوكياتها، وهذا الأمر علاجه في الخطوات السابقة وتأكيد إظهار الحب لطفلتك مهما كانت سلوكياتها وتجنب القسوة تماما.
أما عن مشكلات النوم: بعض الأطفال وخصوصا الأذكياء والحساسين يعانون أكثر من كثرة المخاوف الطبيعية، وذلك لأن خيالهم الخصب يصور لهم ما يرعبهم فلا بأس من طمأنتها والنوم بجانبها، ولا بأس في أن تتحسس ذراعك، فهي طفلة جميلة اتخذت من هذا التحسس لذراعك وسيلة لتهدئتها، فلماذا أنت منزعجة من ذلك؟ بل ساعديها أكثر على الهدوء أثناء النوم بمزيد من الطقوس مثل وضع يدك الحانية على شعرها وإمساك يدها وتحسس وجهها الملائكي البريء.
وابقي معها حتى تخلد إلى النوم ثم اتركيها في هدوء مع ترك باب الغرفة مفتوحا ووجود ضوء خافت في الغرفة.
بقي أن ألفت نظرك بأنك حينما تمازحيهما بـ"يلا نروح الحضانة" ويقولون لا، فأنت تعززين فكرة أن الحضانة عقوبة، وهذا أمر لا بد أن تلتفتي إليه، عزيزتي.. الأطفال نعمة من الله ويحتاجون أن نفهمهم ونصبر عليهم لأنهم أمانة يجب أن نصونها ونساعدهم على بناء شخصية سوية بإذن الله.. بارك الله لك في أولادك.
د.نهلة نور الدين حافظ
اخصائي الطب النفسي
ومستشار نفسي بالمواقع الالكترونية
ساعات أبيّن لها إني فهمت وأغضب منها
السلام عليكم.. أنا سيدة متزوجة وعندي بنت.. المشكلة إنها من عمر سنة ونص بتعمل العادة السرية، مش بشكلها الطبيعي ولكن تحك نفسها في المخدة، وهي دلوقتي عندها 6 سنوات.
أول امبارح دخلت نمت ولما خرجت لاقيتها واخدة المخدة بين رجليها ورايحة جاية عليها ولما شافتني توقفت بكسوف.. كذا مرة ألاقيها بتعمل كده بس أنا مش عارفة أعمل معاها إيه؟
ساعات أبين لها إني فهمت وباغضب وأقول لها "اقعدي عدل"، بس أنا خايفة عليها ومش عارفة أتصرف معاها إزاي؟ أنا بطلت أسيبها لوحدها، بانام معاها في نفس الوقت.
أعمل إيه معاها؟ وهل لما تكبر الموضوع هيكبر معاها؟ علما بإني وزوجي محافظين جدا ومش بنظهر أي شيء أمام الأولاد حتى لو قبلة بريئة.
سيدتي الفاضلة.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. نستطيع تلخيص استشارتك في أن ابنتك تمارس العادة السرية من عُمر سنة ونصف وحتى الآن، فماذا أفعل معها؟ وهل يعنى ذلك أن ثمة مشكلات ستواجهنا معها حينما تكبر بخصوص الأمور الجنسية؟
والآن دعيني أفسر لكِ ماذا تعني العادة السرية عند الأطفال.. العادة السرية عند الأطفال ما هي إلا أمر نتج بالمصادفة نتيجة لتعرية الطفل، خاصة أثناء التدريب على الحمام، ثم يحاول الطفل اكتشاف جسمه بما في ذلك الأعضاء التناسلية، وقد يصادف مداعبة الطفل للأعضاء التناسلية متعة تجعله يعاود التجربة مرة ومرة وهكذا إلى أن تصبح عادة قد يلجأ إليها كلما ضاق بأمر ما، كأن يعنفه أحد الوالدين أو شعوره بالملل لبقائه بمفرده، أي أنه قد يلجأ إليها ليعادل شعوره بالإحباط أحيانا.
وهل يعني ذلك أن الطفل يعاني من أي آفة نفسية؟ بالطبع لا؛ فكثير من الباحثين الآن يعتبرون أنها ظاهرة طبيعية.. ومتى نعتبر أن الأمر خرج عن الحدود الطبيعية؟ نعتبر ذلك حينما يفرط الطفل في الممارسة، بحيث يترك أنشطة أخرى ممتعة ويقوم بالممارسة، أو أن يفعل ذلك أمام الآخرين في المدرسة مثلاً دون حرج، أو نتيجة لفقده القدرة على أن يسيطر على نفسه في هذا الأمر، أي أنها في هذه الحالة تكون قد أخذت الشكل الوسواسي أو الفعل القهري الذي لا يستطيع الطفل إيقافه، وهنا لا بد من الذهاب إلى الطبيب النفسي المتخصص في طب نفس الأطفال، لكننا لم نصل بعد لهذه الحالة بالنسبة إلى طفلتك؛ فهي تتوقف حينما تراك وتشعر بالحرج..
إذن ماذا تفعلي الآن؟
1- تجنبي تعنيف الطفلة وردها بقوة عن هذا الفعل.. لماذا؟ لأن الممنوع مرغوب أولا.. فأنتِ تمنعينها من ممارسة ما يمتعها، ثانيا.. من الناحية النفسية لا يستحب ربط المتعة الجنسية بالتوبيخ؛ لأن ذلك قد يؤدي إلى نمو مشاعر الذنب تجاه الممارسة الجنسية فيما بعد، ويؤدى إلى اضطرابات جنسية قد تؤثر على العلاقة الزوجية.
2- عززي بشكل غير مباشر أن ما تفعله لا يصح أن تفعله أمام الآخرين، بمعنى ألا تقولي ذلك بصيغة لفظية واضحة، لكن إذا رأيتها تفعل ذلك فانظري إليها وكأنك أنتِ من تستحي لرؤيتها هكذا؛ لأن ذلك يوصل إليها رسالة أن هذا لا يصح فعله أمام الآخرين، وفي نفس اللحظة أطلبيها لنشاط آخر ممتع كلعبة تحبها أو نزهة، بحيث يحدث نوع من الإحلال غير المباشر، أي تشعر أن هناك أنشطة أخرى ممتعة يمكن أن أفعلها وتعجب أمي.
3- لا تنزعجي مما سيحدث فيما بعد؛ لأن العادة السرية في الأطفال ما هي إلا عملية ميكانيكية بحتة لا تحمل أي مدلول جنسي، فهي مثلا لا يصاحبها تخيل ولا تعني بالضرورة أن ابنتك ستكون مهتمة بالأمور الجنسية بأمر يثير القلق فيما بعد.. لكن عليكِ كأي أم الاهتمام بالتربية الجنسية على الأسس الدينية السليمة، بدءا من تنبيه الطفلة لأنه لا يجوز أن تخلع ملابسها أمام الآخرين وألا تسمح لأحد بلمس جسمها، وألا تقضي حاجتها إلا بعد أن تغلق باب الحمام، موضحين ذلك بكلمة عيب أو أنه لا يصح أن يرانا أحد.. مع مراعاة أن نراقب دوما الأطفال فيما يشاهدونه في التلفاز أو على الكمبيوتر.. لتأتي بعد ذلك مرحلة الإعداد للمراهقة بالحوار مع الطفلة من سن عشر سنوات بالتدريج عن البلوغ ومعناه من الناحية الفسيولوجية والشرعية أيضا، ثم الحوار عن العلاقة الجنسية بشكل علمي عند الوصول إلى مرحلة البلوغ، ويمكنك الاستعانة ببعض الكتب الخاصة بذلك.. وأذكرك أن الصداقة بيننا وبين الأبناء هي المفتاح التربوي للثقة بأبنائنا.. وفقك الله!
د.نهلة نور الدين حافظ
اخصائي الطب النفسي
ومستشار نفسي بالمواقع الالكترونية
C S A
حقا كانت قصصاً رائعه تعلمنا منها الكثير من منا لم يتربى على سماع مثل هذه القصص والتى من أشهرها " الثعلب المكار",,, اتذكر جيدا صوت جدتى وهى تروى كيف قام هذا الثلعب بالتخفى لكى يتسطيع ان يصل الى فريسته" الأغنام الصغار",,,, وأتذكر ايضا جيدا كيف قامت الأم بمحاربته لكى تستعيد ما أخذه.. حقا انه ماكر استطاع ان يتخفى ويتقرب حتى وصل الى غرضه بالفعل,,, ولكن حينما كنت استمتع بسماعى لهذه القصه التراثيه فى ذلك الوقت لم أكن أدرك انه يوجد مثل هذه " الثعلب المكار" فى صورة بشر" بنى آدم" والذى قد يتمثل فى صورة قريب, صديق, جار, وقد يكون أخ وربما يكون أب أو حتى أم. ولكنى أدركت وجود هذا النوع من البشر " الثعلبى" عندما جاءت أم إلى العيادة بطفلتها البالغة من العمر 9 سنوات,,, تشكو هذه الأم من عدوانية البنت تجاها والبكاء الشديد ليلاً وايذاء جسدها بالسكين,,, وبالإستفسار عن بدء ظهور هذه المشكله قالت الأم " من 6 شهور حصلت مشكله مع والدها بسبب قسوته وضربه ليا وليها وطلقنى بعد مشاكل كتير ورحت اعيش فى بيت أهلى". تعمقنا أكثر فى الحديث فى الجلسة التاليه وكان السؤال الذى طرح اثناء الجلسة,,, هل تعرضت ابنتك لاى اعتداء غير ضرب والدها لها؟ وبعد شرح معنى " الإعتداء" ومماطلة فى الإجابة على السؤال وصمت احيانا روت قصة .............. " الثعلب المكار"... " ذهبت للإقامة فى منزل أبى مع اختى المتوفى عنها زوجها والتى لديها ابن يبلغ من العمر 20 عاما رأيت انه دائما يحاول ان يتودد لى ولإبنتى ودائما يدافع عنها ويشتري لها ما تريد من أدوات مدرسية شعرت ان لديه قلب رقيق يحنو عليها ربما يكون لها أخاً وسنداً. وذات ليله استيقظت ولم اجد ابنتى فى الغرفة وعندما خرجت لابحث عنها رأيت ما رأيت "واخذت فى البكاء" ثم قالت " كانوا بيتفرجوا مع بعض على الكمبيوتر على افلام جنسيه وبيطلب منها تعمل معاه كده وبيحاول يقلعها هدومها " ثم مسحت دموعها بيدها وقالت " لكن بنتى رفضت وانا دخلت فى الوقت المناسب". ومنذ هذا الوقت واصاب البنت ما اصابها وأنا لا أدرى ماذا أفعل ومن المسؤل عن ماحدث لإبنتى؟ ولما ابنتى؟ وماذا افعل؟ وهل كان بإمكانى حماية إبنتى؟ ولو اننى دخلت فى الوقت المناسب كان ممكن ايه اللى يحصل؟؟؟؟؟؟ حقا إنــــــه " الثعلب المكـــار" دعونا نتعرف على ما هو الإعتداء الجنسي؟؟؟؟؟؟ هو استخدام الطفل لإشباع الرغبات الجنسية لبالغ أو مراهق . وهو يشمل تعريض الطفل لأي نشاط أو سلوك جنسي.ويتضمن ملامسة وكلاطفة الطفل أو حمله على ملامسة الأعضاء الجنسيه للمعتدى أو تشجعيه على إستخدام الألفاظ الجنسيه أوكشف الثياب عن الأعضاء الجنسيه للطفل او المعتدى . ومن الأشكال الأخرى للاعتداء الجنسي على الطفل: المجامعة وبغاء الأطفال والاستغلال الجنسي للطفل عبر الصور الخليعه والمواقع الإباحية. من هو االمعتدى" الثعلب المــــــكار"؟؟؟؟؟ أثبتت العديد من الدراسات أن الشخص المعتدى هو فى الغالب شخص أسئ أليه جنسيا أو جسديا أو عاطفيا أو تعرض للأهمال وهو طفل. وسنتحدث بإستفاضه عن " الثعلب المكار" فى المقال القادم بإذن الله....أخضائى نفسي هاجر سعيد فرحات
اقترب العام الدراسي
وأخشى أن أكون مثل الأعوام الماضية ينزعج الجيران من صياحى مع أطفالى.....أما أنا فربما أحتاج للمهدئات مثل العام الماضى حتى يمكننى أن أتحمل أعباء الدراسة وإتمام طفلى لواجباته المدرسية اليومية.
نماذج من شكاوى الأمهات نلتقى بها قبل بدء العام الدراسى حيث تأتى الأم تطلب المشورة فهى تشعر بقلة الحيلة أمام الطفل المتكاسل أو دعونا نقول من تنعته أمه بالتكاسل والإهمال مع أنها لو أدركت كيف تخرج من طفلها طاقته الإنتاجية العالية لوجدت أمامها طفلاً عالى الهمة لديه رغبة حقيقية فى أن تسند إليه المهام ويتمنى أن ينجح فى إنجازها حتى يلقى ما يبغيه من التقدير والإعجاب من والديه.
ومن هنا تروى بذرة الثقة بالنفس ونشرع فى بناء الرضا عن النفس والشعور بتوكيد الذات....فمذا لو تعلمنا كيف نتواصل مع أطفالنا حتى نخرج أفضل ما لديهم من طاقات...لاشك أننا سنوفر الكثير من الجهد وسنبنى شخصاً سوياً لديه قدرة على العمل والنجاح.
وهنا ومع اقتراب بدء العام الدراسى همسة فى أذن الأباء قبل أن نتكلم عن خطوات عملية تسهل أداء الواجبات المدرسية بل وتجعلها عملية ممتعة...التحلى بالصبر سمة أساسية لمساعدة الطفل على إنجاز واجباته المدرسية لكن إذا كنت تجد نفسك كثيراً ما تفقد أعصابك فكن على يقين أن الأمر مرتبط باستدعاء ذكريات غير محببة لديك ومرتبطة بأدائك لواجباتك المدرسية أنت شخصياً وأنت طفل أى ربما تكون أنت من تتمنى أن تهرب من هذه المهمة التى تشعر بثقلها وتخطيها لطاقاتك أنت.
لذلك يجب أن نتخلص من كل ذلك ونحول المهمة لأمر ممتع لنا وللطفل فكلما كنت هادئاً كلما أعطيت طفلك أقصى استفادة ممكنة...
وإلى هذه الخطوات العملية لمساعدة الطفل فى إنجاز الواجبات المدرسية.
1-عليك أن تحدد ماذا تريد من طفلك بالضبط؟..هل تريده أن يكون الأول؟ أم من الأوائل؟أم أنك تهدف إلى أن يفهم المواد الدراسية بشكل جيد بحيث تضع حجر الأساس لعملية تعليمية مستمرة لن تنتهى بأداء الامتحانات وانتهاء العام الدراسى...عليك أن تدون ما تريده من طفلك وتراجعه من وقت لأخر.
2-عليك أن تحدد بمساعدة المعلم نمط التعلم لدى طفلك هل هو سمعى أم بصرى فمثلاً العديد من الأطفال قد يكون نمطهم التعليمى سمعى فيستفيدون من القراءة للمادة العلمية بصوت مرتفع..بينما أخرون يكون نمطهم التعليمى بصرى فيستفيدون من القرءاة والكتابة على السبورة وعرض الموضوعات من خلال صور أوعروض الباوربوينت.
3-حدد الوقت الذى ستقضيه يومياً مع طفلك وحدد عدد الساعات التى ستقضيها معه فى كل مادة...وتحدث مع طفلك فى ذلك...وكلما استطاع أن ينجز المهمة فى الوقت المحدد فعليك أن تكافئه وإذا أنجزها فى وقت أقل من المحدد فعليك بمضاعفة المكافأة المتفق عليها.
5- عليك أن تقرأ جيداً الموضوع الذى ستساعد طفلك على مذاكرته أو الأسئلة المطلوب منه إجابتها قبل أن تجلس معه وأن تضع خطة لشرح الموضوع وتبسيطه ومجموعة من التعليمات التى تعطيه إياها لتساعده على فهم المطلوب منه.مع مراعاة تجزئة الموضوع إلى أجزاء صغيرة تقوم بشرحها ومناقشتها مع طفلك ثم تدربه على حل بعض الأسئلة التطبيقية على هذا الجزء ثم تطلب منه بعد ذلك أن يقوم بنفسه بحل بعض الأسئلة الأخرى وتقوم بمراجعتها معه ومناقشة ما أخطأ فيه وإعادة شرحه مرة أخرى..ويمكن بعد الإنتهاء من كل جزء إعطاء راحة لمدة عشرة دقائق تتركه ليتحرك فيها فذلك يساعده على استعادة نشاطه وتركيزه واستمراره فى المذاكرة لفترة أطول.
6-تذكر دائماً أنك قد ترى المادة الدراسية والأسئلة المطلوبة من طفلك فى غاية السهولة وقد تتعجب لماذا لايستطيع حلها تماماً مثل التعجب الذى يظهر عليك إذا كنت تجيد قيادة السيارة وتجد من لايفهم مثلاً ما هى وظيفة الفيتيس(ناقل السرعات) فى السيارة...وهذا خطأ يقع فيه الكثير من الأباء حينما يصرون على أن يحل الطفل سؤالاً قد لايفهمه أو لايمتلك ما يلزم من المهارات بعد لحله بينما هم يرونه فى غاية السهولة..وأحياناً قد يقوم بحله لكن ليس بالمستوى الذى يرجوه الأب أو الأم أو المعلم أحياناً فيشعر الطفل دوماً أن أداءه دون المستوى مما يفقده الدافعية للإنجاز مع الوقت أو يغرز بذرة الشخصية الوسواسية التى تسعى للكمال ولاتنجز مطلقاً...لذلك يجب علينا أن يكون التقييم لأداء الطفل مرتبطاً بقدراته ومهاراته وليس بقدراتنا ومهاراتنا نحن.
7- تجنب الحلول السهلة لتقضى مهمتك فى مساعدة طفلك فى أداء الواجبات المدرسية بأن تكون متسرعاً وتعطيه الحل جاهزاً...بل يمكنك أن تساعده بأسئلة تقربه من الحل...مثلاً فى المسائل اللفظية فى مادة الرياضيات و التى تهدف لتعلم مهارات حل المشكلات عليك أن تذكره بسؤال حينما يقول لى فلان أنفق كذا وكذا فهل يعنى ذلك أن نجمع أم نطرح لإيجاد مجموع ما أنفقه...؟ وماذا نعنى بالجمع؟
8- عليك أن تجعل أداء الواجبات المدرسية خاضعاً لروتين يومى فهذا يجعل المهمة أكثر سهولة وذلك بأن تجعل وقت المذاكرة ثابتاً كل يوم وأن يكون فى نفس المكان وعند اختيار الوقت لابد أن تراعى الوقت الذى يناسب طفلك..هل هو بعد العودة من المدرسة مثلاً أو أن طفلك يحتاج لتناول طعامه والنوم لساعة أو ساعتين يكون أفضل بعدها ومستعداً للتركيز وأداء واجباته. كذلك ينبغى اختيار المكان الأنسب للطفل بحيث تكون جلسته مريحة وبعيدة عن مصادر الإزعاج أومايشتت الإنتباه.
9- قد تلاحظ أن طفلك فجأة بدأ يجيب بشكل خاطئ على أسئلة ربما أجابها بشكل صحيح منذ ساعة مثلاً وتجد أنه لم يعد يستجيب بشكل جيد لما تقوله...هنا لابد أن تدرك أنه فى الغالب قد فقد التركيز لأنه يحتاج لمزيد من الطاقة فربما يكون جائعاً ..وقد لايدرك ذلك ولايطلب الطعام لكن عليك أنت أن تتوقف ولابد من تناوله للطعام ...ثم استكمال ما تبقى من واجبات بعد ذلك.
10- حاول دوماً أن تعطى لطفلك فى نهاية الوقت المحدد للمذاكرة سؤالاً أو أسئلة أنت على يقين من أنه لن يخطئ فى إجاباتها وذلك حتى تنهى اليوم بمكافأته لتتترك انطباعاً إيجابياً لديه عن وقت المذاكرة معك...ربما يسعى فى اليوم التالى إليك ليخبرك أنك تأخرت عليه فى البدء فى المذاكرة...وحان الوقت لكى تبدأ.
التعامل مع الأطفال يحتاج للفهم والصبر....والتحدى الحقيقى ليس فى التعامل مع الطفل بل فى قدرتنا نحن على أن ندرك كيف نتعامل معه بما يجعلنا نقضى معه أجمل الأوقات ونصنع منه شخصية سوية.
د.نهلة نور الدين حافظ
رئيس وحدة الطب النفسى والإدمان للأطفال والمراهقينم.حلوان
أنا ابنى عنده 7 سنين..من صغره وهو حركته كثيرة قوى ولما ييجى ينام كان يعيط ويتقلب يمين وشمال...كل مظاهر النمو عنده كانت طبيعية المشى..الكلام التسنين..بس لما راح الحضانة بقوا يشتكوا منه ومن حركته وإنه بيلعب فى كل حاجة بيقلبلهم الحضانة هرجلة....ولما راح المدرسة لاحظت إنه مش بيركز والمدرسين كلهم بيشتكوا إنه عصبى جداً ومش بيسمع الكلام وبينسى بسرعة....رحت بيه لدكتور نفسانى وقال إن عنده فرط حركة وتشتت انتباه و قال لى محتاج يمشى على علاج دوائى اسمه ستراتيرا بس سعره غالى...وفى ناس نصحونى إنى بلاش أديله أدوية وإنه لما يكبر حيتحسن لوحده ويبقى كويس ويعقل...وإنى أشد عليه فى المذاكرة وسمعت من حد إن فى دكاترة بيقولوا ما فيش حاجة اسمها فرط الحركة وتشتت الانتباه وإن ده عدم تربية..أنا مش عارفة أعمل إيه..أنا وقت الحمل وبعد الولادة كان فى مشاكل بينى وبين والده هل ممكن تكون هى السبب؟
الإجابة: سيدتى الفاضلة.......بداية هو فى حاجة اسمها اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه؟..نعم يوجد اضطراب اسمه اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه...طيب ليه فى ناس بتقول إنه عدم تربية..لأن سلوك الطفل يبدو وكأنه طفل لايسمع الكلام من فرط الحركة وعدم القدرة على ضبط الانفعالات والاندفاعية وعد القدرة على البقاء ساعات طويلة لاتمام واجباته المدرسية....وهل لذلك سبب عضوى..نعم يوجد سبب عضوى لكن ليس لدينا مثلاً تحليل دم أو صورة أشعة نثبت بها الإضطراب شأنه فى ذلك شأن كافة الإضطرابات النفسية...لكن أين يكمن الخلل العضوى...الخلل العضوى يكمن فى الجهاز العصبى المركزى على مستوى ترتيب وتشابك وتنظيم وشكل خلايا المخ ومادة الدوبامين...وهذا قد يؤثر فى مجموعة من وظائف المخ وتعرف بالوظائف التنفيذية للمخ ألا وهى...القدرة على البدء فى تنفيذ المهام..يعنى مثلاً إنى أبدأ أعمل الواجب...تفضل تقول للطفل ياللا ابدأ أقعد...تشعر وكأنه يماطل....القدرة على الاستمرار وإنجاز المهام للنهاية...فهذا الطفل قد يصعب عليه إكمال الواجب المطلوب منه....القدرة على ترتيب الأولويات وأذاكر إيه قبل إيه وهذا يبدو فى سن أكبر من سن طفلك القدرة على الشعور بالوقت وهذا يضر بالطفل فى الإمتحانات أحياناً القدرة على ضبط الانفعالات ولذلك هذا الطفل كثير الشجار مع أقرانه...هذا طبعاً بالإضافة للنسيان المستمر وصعوبة تركيز الانتباه فى الأشياء التى لايحبها مثل المذاكرة وفرط الانتباه فى أشياء أخرى خاصة تلك التى تمثل له مزيدمن الاستثارة مثل ألعاب الكمبيوتر العنيفة وأفلام الكرتون التى تتسم بالعنف..وما دور الأسرة وهل تؤثر الخلافات الأسرية على ظهور هذا الإضطراب؟.زفى الواقع إن من قالوا إن هذا الإضطراب خرافة ولا وجود له يعزون أسباب هذا الإضطراب لنمط التواصل بين الأسرة والطفل فى سنين الحياة الأولى...ليكن فنمط التواصل وطريقة الوالدين فى سنين العمر الأولى تؤثر فى نمو المخ وتطوره أى تلعب دوراً عضوياً حيث أن المخ يكمل بناءه وتطوره فى السنين الأولى من عمر الإنسان فهو يتأثر أثناء الحمل بما يصله من هرمونات أو مواد كيمائية عبر المشيمة ويتأثر بعد الولادة بنمط التواصل...فلا عجب إذن أن حتى ولو كان السبب يتمثل فى البيئة الأسرية..فعلاج الحالة أحياناً يحتاج للعلاج الدوائى ..لكن لابد من العلاج السلوكى والتدريب الجيد لتحسين وإنماء الوظائف التفيذية للمخ وكذلك لابد من تلقى التدريب اللازم لك ولزوجك لتعلم كيفية التعامل مه هذا الطفل....لذا لا تتردى فى علاج ابنك وأحذرى العقوبة المفرطة على اعتبار أن الأخرين قالوا لك أن بعض الأطباء يقولون أنه سوء تربية..... دمت بخير سيدتى
. د.نهلة نور الدين حافظ
أخصائى الطب النفسى
Child Sexual Abuse
لدينا القدرة علي حماية ابنائنا من خطر التعرض للإعتداء الجنسي
طرح سؤال مفتوح على عدد من الأمهات عن " ايه هى اكتر المشاكل اللى ممكن تخلينا نلجأ بأطفالنا للعيادات النفسيه؟؟؟؟؟؟ "
تعددت الإجابات بين.... العدوان ,الكذب ,السرقة ,الحركة الزائدة ,تشتت الإنتباه وعدد لا بأس به من المشكلات السلوكيه التى بالفعل يلجأ بسببها الوالدين الى العيادات النفسيه...
من بين هذا العدد من الأمهات لم تذكر سوى أم واحده فقط مشكله لم تخطر بـ بال هؤلاء الأمهات....
جميعنا تعودنا على أن نشتكى دائما من سلوك ابنائنا السئ والظاهر أمام الناس والذى قد يعرض الوالدين الى موقف محرج امام الآخرين...
ولكن بذكر هذه الأم المشكله التى لم تخطر بـ بال الامهات الآخريات ذكرتنى " بأم " أخرى جاءت الى العيادة بمفردها ليس معها طفل أو طفلة,,, وعندما دخلت الى الطبيب " ذكر " ارتبكت وتاهت منها الكلمات ولم تستطيع ان تبدأ حديثها حتى ان قام الطبيب باستدعاء اخصائيه نفسية لكى تشعر الأم بأمان أكثر,,, حاولت الأم أن تلتقط أنفاسها و روت والدموع تتساقط من عينها,,, ادرك الطبيب والأخصائيه النفسيه طبيعة المشكله التى جاءت بها الأم,,, هى تلك المشكله بعينها التى ذكرتها الأم الوحيده من وسط الأمهات اللاتى سؤلن السؤال السابق...
وبإجابة الأم على السؤال بطرحها مشكله مختلفه عن المشكلات التى ذكرتها الامهات سكت الجميع عندما قالت
" الاعتداء الجنسي " نعم انها كلمة ثقيله على آذاننا جميعا تثير العديد من المخاوف بداخلنا وقد لا نستطيع تصديقها والأغرب من هذا هو اعتقادنا انها بعيده كل البعد عن ابنائنا,,, هذه المشكله أثارت العديد من التساؤلات لدى الأمهات والتى من بينها...
* يعنى ايه اعتداء جنسي على الأطفال؟؟
* ومين اللى ممكن يعمل كده؟؟
* وهو فى اعتداء فى مجتمعنا " الآمن " ده؟؟
* طيب نعرف ازاى انه حصل؟؟
* وازاى احمى اولادى؟؟
* واعمل ايه لو ده حصل لإبنى؟؟
جميع الأسئلة هذه سنجيب عليها بإذن الله وسنضع يدنا بقوة على كل سبب قد يسبب هذه المشكله وسنحمى ونعالج ونتعلم كيف نواجه هذا " الوباء الخفى" بكل شجاعه وحكمه وثقه بالله وأنفسنا اننا لدينا القدرة على حماية أبنائنا...والله المستعان
انتظرونا فى مقالات اخرى عن " الوباء الخفى "C S A
<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <mce:style><! /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin-top:0cm; mso-para-margin-right:0cm; mso-para-margin-bottom:10.0pt; mso-para-margin-left:0cm; line-height:115%; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin;} --><!--[endif] -->
اخصائي نفسي
هاجر سعيد فرحات
طفلى كثير الغضب...حينما يغضب فإنه يصرخ ويركل بقدميه أى شئ ...إن يغضب بشدة ويرتمى فى الأرض..لا أعرف ماذا أفعل لكى أمنعه من ذلك..أشعر بالخجل من سلوكه حينما أكون خارج المنزل...أشعر أن الناس تود أن تخبرنى أن طفلى ليس طبيعياً أو أنه غير مؤدب..أشعر بالإحباط الشديد وأعاقبه بشدة عند عودتنا للمنزل...أعاقبه وتصيبنى عقدة الذنب بعد ذلك لأننى أشعر أننى عاقبته ثأراً لذاتى التى أهينت بنظرات الناس لى حينما ارتمى طفلى فى الأرض وصرخ ليفزع كل من حولى...أريد أن أعرف كيف أمنعه من ذلك دون أن أعاقبه بعنف ....عجباً يا سيدتى ولماذا ترغبين فى منعه من مشاعر الغضب التى يجب أن يتم التعبير عنها وألا نقوم بكبتها لأن تعويد الطفل على كبت مشاعر الغضب يؤدى إلى ظهور الأعراض والإضطرابات النفسية فيما بعد...لذا لابد أن نفهم ما هو الغضب حتى نستطيع التعامل معه وليس منعه من الظهور.
تعريف الغضب: الغضب بحسب تعريف تيم مرفى مؤلف كتاب الطفل الغاضب..فإن الغضب هو استجابة عاطفية قوية لمشاعر سلبية أو نتيجة لخبرة شعورية سلبية وهذه الخبرة الشعورية السلبية التى تثير عاطفة الغضب قد تتمثل فى شعور الطفل بالألم لسبب أو لأخر نتيجة لإصابته مثلاً بوعكة صحية كدور برد أو ألام البطن والمغص الشديد وسوء الهضم ويمكن أن تنتج من الشعور بالإحباط المتكرر نتيجة لإهمال الطفل أو عدم تنفيذ مطالبه أو الشعور بالوحدة أو الغيرة أو الخوف أو الرفض أو النقد المستمر ....وهنا يجب التأكيد على أن معرفة الأسباب الكامنة وراء غضب الطفل تساعد كثيراً فى طريقة التعامل مع الطفل عند الغضب وتسهل إحتوائه وتعليمه أساليب وتقنيات يستطيع أن يواجه بها مشاعر الإحباط التى قد تصيبه بين الحين والحين.لكن هل يختلف أسباب ومظاهر الغضب حسب المرحلة العمرية للطفل...بالطبع هى كذلك لذا لابد أن نتعرف على طبيعة الغضب فى المراحل العمرية المختلفة:
1-نوبات الغضب فى مرحلة ما قبل المدرسة:أى قبل 5 سنوات:
فى هذه المرحلة العمرية قد لايستطيع الطفل أن يعبر بطلاقة عما يشعر به..وهنا لو استطعنا أن نعلم الطفل أن يتحدث ويصرح بما يضايقه ويزعجه لساعد ذلك كثيراً فى تقليل حدة مشاعر الإحباط ومن ثم تتضاءل نوبات الغضب فى المعدل والشدة.وما نود أن نذكر به الأباء أن نوبات الغضب فى هذه المرحلة العمرية هى أمر طبيعى للغاية ويمثل أحد المراحل التطورية الطبيعية خاصة فى الأطفال الذين لم تنمو لديهم اللغة بالقدر الذى يسمح لهم بالتعبير بشكل تلقائى عما يدور بداخلهم. لكن ماذا تعنى نوبات الغضب فى هذه المرحلة العمرية كمرحلة نمائية طبيعية..إنها تعنى فهم وإدراك الطفل لكونه كياناً منفصلاً عن العالم من حوله ومن ثم تزداد رغبته فى أن يصبح مستقلاً..الأمر الذى لايلقى قبولاً بالطبع من جانب الأسرة ويؤدى ذلك إلى نشوب الصراعات بين الطفل والأسرة والتى ربما تهدأ أو تدخل فى مرحلة كمون حتى تعود لتتجدد فى مرحلة المراهقة ولكن بشكل مختلف يناسب المرحلة العمرية.لكن هل نعنى بأن هذه النوبات فى هذه المرحلة العمرية هى أمر طبيعى ألا نقلق مطلقاً حتى لو كانت هذه النوبات متكررة بشكل غير مبرر؟فى الواقع هناك ما يسمى بمؤشرات الخطورة والتى إن وجدت فإن ذلك يستدعى مشورة أحد المتخصصين حتى يتسنى لنا التدخل المبكر قبل أن تتفاقم الأمور وتزداد تعقيداً بالدخول فى بعض الإضطرابات السلوكية التى يصعب أحياناً السيطرة عليها فيما بعد وفيما يلى مؤشرات الخطورة التى لابد أن تلفت انتباهنا أننا بحاجة للمشورة النفسية....
1-نوبات الغضب التى تستمر لأكثر من ثلاثين دقيقة فى معظم الأوقات التى تحدث فيها.
2-نوبات الغضب التى يصاحبها العنف تجاه الأخرين خاصة الأب والأم.
3-نوبات الغضب التى يصاحبها إيذاء الذات.
4- أن تتكرر هذه النوبات عدة مرات فى اليوم الواحد.
نوبات الغضب فى المرحلة العمرية من 5-12 سنة:
لابأس من حدوث بعض نوبات الغضب والشجار فى هذه المرحلة العمرية والتى تتزامن مع الإلتحاق بالمدرسة..لكن لابد من جعل هذه المرحل العمرية فرصة ذهبية لتعليم الطفل ضبط الذات والتحكم فى الغضب وكذلك القدرة على التسامح مع الأخرين. وهنا ينبغى أن نشير إلى أن بعض الأطفال دون غيرهم يكونون بطبيعتهم عصبيو المزاج فربما تتكرر مواقف الغضب والشجار لكن تبقى فى حدود المقبول .بيد أن هناك علامات ومؤشرات إن وجدت فى هذه المرحلة العمرية لابد أن نعى أن نوبات الغضب إنما تعكس إضطراباً ما يحتاج لمشورة المتخصصين ومن هذه المؤشرات التى لابد أن نتوقف عندها...1-استمرار حالة الغضب لعدة ساعات خلال اليوم.2-زيادة حدة الغضب والتى قد تتمثل فى تمزيق الطفل لكتبه أو ملابسه أو تحطيم الأشياء بالمنزل 3- أن يمثل غضب الطفل خطراً عليه أو على المحيطين به من خلال إعتدائه عليهم لفظياً وجسدياً أو محاولة البحث عن ألات حادة لإيذاء النفس أو الغير.4-حينما يصبح سلوك الطفل العدوانى أمراً واضحاً فى مدرسته فتتعدد الشكاوى من مدرسيه حيال هذا الأمر. 5- إشعال الحرائق عند الغضب أو إيذاء الحيوانات.
إن وجود مثل هذه المؤشرات يمثل خطورة حقيقية إذ أنه يعكس حالة من الإضطراب النفسى الكامن الذى لايظهر منه على السطح سوى مشاعر الغضب....ومن هذه الإضطرابات التى يمكن أن تؤدى إلى هذه الأعراض...1-إضطراب فرط الحركة وتشتت الإنتباه 2- إضطراب السلوكيات المتحدية 3- إضطراب المزاج ثنائى القطب كحالات الهوس أو الهوس مع الإكتئاب4- الإكتئاب النفسى الشديد.
نوبات الغضب فى مرحلة المراهقة
وهنا كما أسلفنا فهى تعد إعادة لفتح ملف نوبات الغضب القديمة التى كانت تسعى لإثبات الذات ونرى فيها الرغبة فى التحدى ورفض السلطة الأبوية وارتفاع الصوت وكلمة لا التى قد تكون واضحة يعبر عنها لفظياً أو كامنة وتظهر فى صورة ما نسميه بالعدوان السلبى فكلمة حاضر ونعم قد تريح الجميع لكن سأنفذ ما يحلو لى وينتج الصراع متى وقف الأبوان موقفاً متحدياً مع الإبن وتزداد حدة الغضب عند المراهق مالم يدرك الأبوان أن الحوار والصداقة هما الوسيلة المثلى لإحتواء هذه المرحلة.بيد أن الغضب أيضاً فى هذه المرحلة له مؤشرات خطورة متى وجدت فإننا حتماً بحاجة للمشورة النفسية...ومن هذه العلامات أو المؤشرات...1- العدوان على الأخرين لفظياً وجسدياً بشكل متكرر2- إيذاء الذات3- محاولات الإنتحار4- التأخر الدراسى والإنزواء الإجتماعى وتجنب الأصدقاء 5- الإمتناع عن الطعام أو فقدان الشهية 6- التذبذب الدينى أو التمرد على طقوس العبادة والذى يتمثل فى ترك الصلاة والصوم غالباً.
كيف تتعامل مع طفلك كثير الغضب؟
1-تجنب ما يلى:
-
الصراخ فى وجه طفلك
-
مضايقته ومحاولة استفزازه
-
توبيخ طفلك ووصمه مثل أنت غبى أنت طفل غير مؤدب أنت....الخ
-
تهديد الطفل
-
ضرب الطفل وإيذائه بدنياً
2-إفعل ما يلى:
-
تقبل طفلك دوماً على أنه إنسان له قيمة.
-
تذكر كم تحب طفلك
-
إعمل على تقوية مواطن القوة لدى طفلك
-
إمدح دوماً سلوكيات طفلك الإيجابية.
-
إجعل دوماً لطفلك تعليمات واضحة بحدود واضحة فيما يخص المسموح والممنوع.
-
إجعل لطفلك توابع ثابتة لكل سلوك عدوانى تعنى له أنه معاقب لأنه أخطأ لا لأنه غير محبوب...وتذكر ثباتك على الموقف ونوع العقاب فى كل مرة يتكرر فيها السلوك العدوانى.
-
كن عطوفاً عادلاً لكن لاتنسى الحزم والثبات على المواقف.
-
توقع المواقف التى يظهر فيها غضب طفلك وخطط للأنشطة التى يمكن أن تحد من هذا الغضب.مثلاً أنت خرجت مع الأسرة للتنزه وطفلك يزداد غضبه عند الشعور بالحرارة..إجعل ضمن النزهة نشاطاً يستمتع فيه الطفل بالسباحة والألعاب المائية.
-
ساعد طفلك دوماً على تعلم الكلمات التى يعبر بها عن مشاعره بطلاقة وتلقائية...مثل أنا زعلان من ....أنا متضايق لأنك....أنا نفسى أعمل ..........
-
أنصت لطفلك جيداً وحاول أن تفهمه.
-
إجعل طفلك يفهم أنه لابأس أن نغضب وأن الغضب عاطفةة نمر بها جميعاً لكن يجب أن تعلمه أنه من غير المقبول إيذاء الأخرين لأننا غاضبون.
-
علم طفلك استراتيجيات لمواجهة الغضب:مثل التوقف للتفكير والبحث عن الحلول للمشكلات والجلوس منفرداً حتى يهدأ والتنفس بعمق والعد والرسم وبعض التمرينات الرياضية.
-
دعم طفلك بكلمات التشجيع وأشعره دوماً أنه محبوب ومقبول
إنك بذلك تتعامل مع طفلك على أنه إنسان له كيان وتتواصل معه مبكراً على أنه صديق ...وتذكر أننا لانبحث عن طريقة نمنع بها الغضب بل نبحث دوماً ونفتش عن معنى الغضب فى أطفالنا وفى أنفسنا..إنها دعوة لنتصالح مع غضب أطفالنا فهم يستحقون منا أكثر من ذلك إنهم حقاً نعمة من الخالق.
د.نهلة نور الدين حافظ
أخصائى الطب النفسى
عضو الجمعية المصرية للطب النفسى
مستشار نفسى وتربوى بالمواقع الإلكترونية
بناء الثقة بالنفس فى الأبناء....
عندى إحساس إن إبنى مش واثق من نفسه سنه 7 سنوات....خجول وإنطوائى....مش بيرد على الأسئلة البسيطة مع إنه بيكون عارف إجاباتها...بيزعل ويعيط من أقل كلمة...ياترى فعلاً إبنى مش واثق من نفسه؟ وأعمل إيه علشان أعالج المشكلة دى وياترى ممكن أكون أنا وزوجى مسئولين عن المشكلة دى واللا هو اللى كده؟
من الكلام السابق نقدر نقول من الحاجات اللى وصفتها الأم مع سن الطفل إن فعلاً الطفل ده ممكن يكون عنده مشكلة فى ثقته بنفسه...وبالنسبة لمسئولية الأسرة فعلاً الأسرة مسئولة مع عوامل أخرى عن بناء الثقة بالنفس فى الطفل...يعنى إحنا مش بنتولد بثقتنا بنفسنا..لأ دى حاجة مكتسبة وتتأثر بالبيئة الإجتماعية اللى بيعيش فيها الإنسان من أسرة ومدرسة ونادى وأصدقاء...بالإضافة لعوامل أخرى خارجة عن إرادة الأسرة كوجود إعاقة ما أو مرض مزمن...وحتى مع هذه العوامل الخارجية تستطيع الأسرة أن تربى الإبن على الثقة بالنفس...لكن كيف...سنعرض ذلك بإذن الله من خلال هذا المقال بالإضافة لمحاضرة كاملة لبناء الثقة بالنفس فى الأطفال معروضة على الفيديو الموجود على الصفحة...فلنتوكل على الله ونبدأ مناقشتنا....
مامعنى الثقة بالنفس؟
ببساطة هى رؤيتنا لذواتنا وقدراتنا..نستطيع أن نقول أنها القيمة التى نضعها لأنفسنا وممكن نضيف أنها شعور الإنسان بأنه محبوب وأنه يستحق الحب والإعجاب من الأخرين وشعوره بالتفرد فى بعض القدرات التى تخصه دون غيره...نستطيع أن نلخص الثقة بالنفس إذن فى هذه النقاط..
1-نظرة صحية سوية للذات.
2-إحساس حقيقى داخل الإنسان بقيمته وأهميته فى هذه الحياة.
3-نظرة إيجابية للذات وللأخرين وللحياة بوجه عام.
4-الشعور بالرضا عن النفس وعن الأداء فى الحياة معظم الوقت.
5-القدرة على وضع أهداف واقعية تناسب القدرات الحقيقية.
ماذا يفعل الأباء لبناء الثقة بالنفس فى الأبناء؟...
قبل أن نبدأ فى شرح الخطوات اللازمة لذلك لابد أن نذكر الأباء بجملة أو جمل فى غاية الاهمية....الأسرة تضع حجر الأساس مبكراً فى هذا البناء...الأسرة هى المعلم الأول الذى يشكل الإحساس بقيمة الذات....لابد أن تكون أنت نفسك واثقاً من نفسك وأنت تربى إبنك لأن فاقد الشئ لايعطيه والإحساس بالدونية ينقله الأباء للأبناء من خلال التعلم بالتقليد والتقمص فى مراحل الحياة الأولى....يلتقى الطفل بعد ذلك بالأخرين ويدخل فى علاقات أخرى مع الأقارب والمدرسين وزملاء المدرسة....فيكون لهم تأثير أيضاً فى إكمال ما بدأه الأبوان...والأن ننتقل للخطوات العملية من أجل بناء الثقة بالنفس فى الأبناء..
-الحب والقبول: والحب والقبول نعنى بهما الحب الغير مشروط...بمعنى أن تصل للإبن رسالة أنا أحبك لأنك إبنى بغض النظر عن السلوك بمعنى أنه لايجب ربط سلوك الطفل بالحب...يعنى ماينفعش أقول...ذاكر علشان أحبك...إسمع الكلام علشان أحبك....إنت مش بتسمع الكلام أهو أنا كده مش حأحبك.....يعنى الحب حق مطلق للطفل لا علاقة له بسلوكه...السلوك يقوم ويعدل أما المشاعر فلا نتلاعب بها مع أبنائنا...وهكذا يكون القبول...أنا بأحبك كده على بعضك...رسائل الحب كيف تصل للأطفال؟
1-عبر عن حبك لطفلك طول الوقت بنظرات العين بالعناق بالتقبيل وبالرسائل اللفظية المباشرة أيضاً...أنا بأحبك.
2-إقضى وقت مع طفلك تلعب معاه..تخرج معاه....تشاركه إهتماماته....وتتكلم معاه...إسمعه وعلمه الحوار.
الشعور بالإنتماء:
إجعل ابنك يشعر بأنه شخص مهم من خلال إشراكه فى الأنشطة الإجتماعية العائلية حتى يشعر بأهميته كفرد فى هذه العائلة....وممكن نعمل ده من خلال...
1-التشجيع وإظهار الشعور بالفخر حينما يلعب طفلك مع أبناء الأقارب والأصدقاء خاصة لو لاحظت أنه يتخذ دور قيادى أثناء اللعب.
2-مهم قوى إن طفلك يعرف أن له عائلة وأقارب...الشعور بالإنتماء والجذور يدعم الثقة بالنفس....استمتع معه بمشاهدة صور العائلة...والفيديوهات التى تحتوى على مناسبات عائلية
الشعور بالأمان...
الشعور بالأمان مبكراً فى الأسرة من أهم الأشياء للشعور بالوقوف على أرض صلبة ومايتبعه من إنجازات ونجاح...والشعور بالأمان لابد أن يكون من لحظات الميلاد الأولى حينما تأخذ الأم طفلها وتضمه بين ذراعيها وتعطيه صدرها ليبدأ فى إشباع الإحتياجات الأساسية من الغذاء والدفء....ثم تتدرج الإحتياجات وتتزايد الرغبة فى الشعور بالحب والدفء العاطفى كدعامة أساسية للشعور بالأمان ولابد من أن نعى جيداً ما يلى..
1-لكى يشعر طفلك بالأمان لازم أنت نفسك تكون حاسس بالأمان...لأنه كما أوردنا سالفاً فاقد الشئ لايعطيه.
2-لكى يشعر طفلك بالأمان كن منطقياً فيما تطلبه وتتوقعه منه حسب سنه وقدراته فلو كنت تتوقع أكثر من قدراته فأنت حتماً ستفقده الشعور بالأمان حينما يظهر عليك الإحباط لأن طفلك لم يأتى بما كنت تتوقع.
3- علم طفلك يقول كلمة لأ وانبسط لما يقولها طالما بيقولها فى مكانها....وإوعى تفتكر إن الطاعة العمياء تعنى أن هذا طفل مؤدب..طيب وإزاى لأ تكون فى مكانها؟ده لما يكون ابنك هو اللى منطقى وأنت اللى افتقدت المنطق لأنك عنيد....مثلاً لو ابنك عايز يخرج بالتيشيرت الأصفر وأنت مصمم إنه يلبس الأحمر لأنك بتحب أو لأنك بتحبى اللون الأحمر وابنك قال لأ ورأسه وألف سيف ما يلبس غير الأصفر.... لازم تنبسط لأن له رأى وتشجعه طالما أن التيشيرت الأصفر ده كويس ومقبول يعنى مش مقطع مثلاً....طيب أدينى سبب لخناقتك مع ابنك كده علشان يلبس التشيرت الأحمر.....وكثير قوى فى معاركنا مع أولادنا لازم نراجع نفسنا ونشوف لأ اللى بيقولها الإبن فى محلها واللا لأ ومش عيب أبداً إنك تواجه نفسك إنك غلطان وإبنك هو اللى صح المرة دى أو فى مرات كثير.
4-الشعور بالثقة فى الأخر والعالم من حولى...والعالم من حولى ده من بدرى خالص مرتبط بقدرة الأم على الوفاء بحاجات الطفل الأساسية من الغذاء والدفء والشعور بالراحة..يعنى يعيط ما تتأخرش عليه....فى الرضاعة فى تغيير الحفاض فى تهيئة الجو من حوله من حيث البرودة والحرارة...ودى أهم مرحلة فى تكوين الثقة بالأخر ويتزامن مع الوفاء بالإحتياجات الأساسية أيضاً الرغبة فى الشعور بالحب والتى تتضح فى إحاطة الطفل بذراعين حانيتين وحمله وتهدئته عند البكاء والنظر إليه والإمساك بيده والمسح على رأسه ووجهه بحنان...هكذا نضع البذرة الرئيسية للشعور بالثقة فى الأخر والتى تتأكد فيما بعد حسب ظروف الأسرة ولعل من أهم أسباب الشعور بالثقة فى الأخر وبالتالى الأمان أن أشعر أن من أعتمد عليهم هم بحق يعتمد عليهم وهذا يتأكد للطفل من خلال:
- وجود حالة من الثبات والإتزان فى الأسرة..يعنى تعالوا نتخيل أب وأم طول النهار عمالين يتخانقوا وصوتهم عالى طيب بالذمة دول ممكن أعتمد عليهم؟دول مش عارفين يحلوا مشاكلهم يبقى ممكن يحلوا مشاكلى لو احتجت لهم؟..ويفقد الطفل الشعور بالأمان.
-كن ثابتاً فى رد فعلك حيال تصرفات ابنك...يعنى معروف إن التصرف ده بيعجب بابا وماما..؟.حأعمله حينبسطوا منى والتصرف ده بيزعلهم يبقى لو عملته حيزعلوا واحتمال أتعاقب..تعالى نشوف حكايتك إيه؟أنت بقى راجل مودى...مزاجك متقلب...ابنك عمل حاجة وفاكر أنها حتبسطك بس أنت مقريف وزهقان..ولا خدت بالك أصلاً من اللى عمله لأ مش كده وبس ابنك كان مصمم يسمع كلمة حلوة حسيت إنه زنان قمت عاقبته..ضربته وبخته ...ابنك دلوقت اتلخبط لأنه لسه مايفهمش جكاية مزاجك اللى بيتقلب ده...النتيجة عدم الثقة فى الأخرو عدم الشعور بالأمان....ثبات رد الفعل من أهم العوامل التى تشعر الطفل بالأمان.
مازلنا نتكلم عما يجب أن يفعله الأباء لبناء الثقة بالنفس فى الأبناء...
- إجعل ابنك يشعر باحترامه لذاته وذلك بأن تجعله يشعر بأهمية ما يفكر فيه وما يفعل ومايشعر به...أى لاتحقر من أى فكرة يناقشها معك مهما كانت غرابتها...لاتكثر من النقد والعقوبة والسخرية....بل شجعه على المباداءة والإقدام...طيب إفرض إن اللى بيعمله إبنك ده غلط...مش الحل أنك تقفز فى وجهه وتنفعل وتصرخ إيه اللى أنت عملته ده بل علمه الحوار الهادئ وشجعه على الإستمرار فى التواصل معه وإذا كان ما يقترحه خطأ فلابأس أن تقول....متهيألى إن اللى عملته ده....وممكن الأحسن إننا نعمل.... وممكن تقول له أنا شايف...أنا رأيي ...وهكذا
-الشعور بالتميز(التفرد):
وهنا لابد أن يعى الأباء معنى هذه الكلمة التى لاتشير إلى الشعور بأننى أفضل من الأخرين ومايتبعه من الفخر والتعالى بل هو الشعور بــ وإدراك نقاط القوة التى يجب التقاطها وتعزيزها لأن إدراك نقاط القوة فى الذات والقدرات من أهم الدعامات لبناء الثقة بالنفس واستمرار نموها...طيب تعمل ده إزاى:
كن شخصاً متفائلاً...لاتقفز إلى استنتاجات متشائمة تجاه طفلك أنه مثلاً ذكائه أقل من الطبيعى لأنه تأخر فى المشى أو تأخر فى الكلام طالما أن الأمور فى الحدود الطبيعية لكن بعض الأباء شديدو القلق حيال قدرات أبنائهم خاصة مع الطفل الأولنتيجة لنقص الخبرة والمعرفة بخصائص المراحل السنية المختلفة....فإذا كنت كذلك فقلقك سينتقل لابنك وعدم ثقتك فى قدراته ستنتقل إليه...والأفضل أن تعرف أن ابنك قد يكون متأخراً فى بعض القدرات لكنه متفوقاً ومتميزاً فى قدرات أخرى هنا لابد أن تحفزه وتشجعه فى الأشياء التى يتفوق فيها ولاتقدم نموذجاً سلبياً لابنك فى هذا فكن أنت نفساً مقتنعاً ومؤمناً بتفردك فى بعض الأمور ومقتنعاً بأن القيمة فى المبادرة وبذل الجهد وليست فى النتائج....فيجب أن تشجع طفلك على بذل الجهد أيضاً لتقوية نقاط الضعف.
-علم طفلك أن يتصرف بثقة...
1-علم طفلك وضع الأهداف وأن يتحرك فى إتجاه تحقيقها.
2-علم طفلك الإستقلالية مبكراً وعلمه أن يتحمل المسئولية..ولنبدأ منذ فترة الحضانة بأن يتحمل مسئولية الحفاظ على ممتلكاته مثلاً...فلو أضاع منها شيئاً فلن نأتى له بالبديل بشكل فورى ولابد أن يذهب للحضانة ويسأل عن أشيائه ويبحث عنها...علم طفلك مسئولية الحفاظ على نظام حجرته..علم طفلك أن يتناول طعامه بمفرده منذ السنة الأولى وبالتدريج...وهكذا وسيكون لنا حديث كامل عن بناء الإستقلالية فى الأبناء بإذن الله.
3-شجع ابنك على قبول التحدى والمواجهة وألا يخاف من الفشل....مثلاً البدء فى رياضة جديدة يخشى الدخول فيها.
4-ساعد ابنك فى اتخاذ قرارات مبكراً وسنعرض ذلك حسب السن على الفيديو فى المحاضرة الموجودة على الصفحة.
فقط أريد أن أختم بمثل شعبى يعجبنى كثيراً....
ابنى ابنك قبل ماتبنى لابنك
د. نهلة نورالدين حافظ
اخصائي الطب النفسي
مستشار نفسي وتربوي بالمواقع الاكترونية
<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"جدول عادي"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0in 5.4pt 0in 5.4pt; mso-para-margin:0in; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->
تعيش الطفولة فى عالم البراءة , فما بين الالعاب المتناثرة والقصص الملونة والصلصال , تضع اقلاما بجانهبا لترسم الضحكات , وتشكل بصلصالها ورود الحياة لتعيش احلي سنين عمرها .
فما ان تضع اللعبة المفضلة بجانبها على سريرها , لتسرح بخيال لطيف يتمني كل ما هو جميل , فتطفئ الانوار ثم تنعم باحلام سعيدة .
وخلف الستار تعبث ايادي ملوثة تحاول العبث بها , فتفاجئها وتظهر وجها مختلفاً عبوسا, , فتزحف اليها و تقذف بلعبتها تريد استغلال البراءة و قتلها , والتلذذ بألمها , وانتزاعها من عالمها الطفولي وكأن الطفولة باتت شخص اخر يلعب دور مختلف عن حقيقتة الطفوليه , فتنهي بذلك الاحلام السعيدة لتصبح كابوساً مريباً .
تبدو فكرة تعرض الاطفال للتحرش الجنسي أمرا مخيفا بحد ذاته، لكن حمايتهم أمر ممكن ويتطلب القليل من المجهود وفي حين تحذر غالبية الأسر اطفالها من الغرباء،الا ان الدراسات اثبتت، للأسف ان معظم قضايا التحرش الجنسي للاطفال يكون الفاعل فيها احد المقربين مثل : ابن العم - الجار -الصديق- المعلم الاكثر بشاشه- مدرب الرياضه المفضل .
وتعد مشكلة الاساءة الجنسية للأطفال موضعا ذا صفات ودرجات متعددة , فهناك انواع ودرجات للأساءة , فلا يشترط ابدا ان تكون الاساءة الجنسية هي الاعتداء الجنسي الكامل ( الفعل الجنسي الكامل بالطفل ) , بل فان مجرد التحرش الجنسي بالملامسة والمداعبة الجنسية هو بالكاد اساءة , وايضا المناغاة بالالفاظ او التلميح بالكلمات ذات الطابع الجنسي , ونعت الطفل بكلمات جنسية او معاكسه لجنسه , كأن ينعت الولد بلفظ لا يستخدم الا للدلالة على بنت , وبالتأكيد يندرج تحت هذا النوع الالفاظ الاباحية والشتائم وخلافه , بل وتمتد الاساءة الجنسية الى تعرض الطفل لمشاهد جنسية كالصور العارية وغيرها , ومن هذا كله نستخلص ان كل ما هو سابق على سن الطفل من مدلولات جنسية, وربما تكون متنافية مع جنسة , هي اساءة جنسية فعلية تقع عليه , لأنها معلومات ومواقف اكبر من الطفل لا يستوعبها بالشكل المناسب ( وهذا يعني ان هناك معلومات اخري عن الجنس ولكن مناسبة لكل مرحلة عمرية طبيعية فطر الله الناس عليها, اي ان الطفل ذات ال 15 عاما يجب ان يكون لديه معلومات معينة تختلف عن المعلومات التي يعرفها الطفل ذات ال5 اعوام ولكن كل منهم لديه معلومات مناسبة لعمره يحصل عليها بطريقة سليمة وصحية ).
وبالتالي فعند تعرض الطفل لمعلومات جنسية او مواقف سابقة لأوانها فان مسار النمو الجنسي يضطرب ويؤثر على النمو النفسي عامة وبهذا فان الطفل يعيش سن شخص بالغ وهو مازال طفلا ويمتد هذا الاضطراب غالبا ليصبح شخص بالغ جسميا ولكن بنفس طفولية لم يكتمل نموها او حدث تشويه للنمو , فيظهرلدي الفرد شكل من اشكال الاضطرابات الجنسية او النفسية .
وما يدعوا للتفاؤل ان الاساءة الجنسية ليست نهاية المطاف فعلاج هذة الاساءة ايا كانت نوعها او شدتها يكون فعالاً جدا , فنحن نؤكد ان كثير من الاساءات الجنسية التي يتعرض لها الاطفال يمكن التعامل معها وعلاجها وربما كان علاج اغلبها ( التي حضرت الي العيادة بعد الحادث مباشرة ) يتم بجلسة علاجية واحدة مع الطفل , وارشاد خاص للأهل . وقد رأينا العديد من الحالات التي تعرضت لاساءة جنسية تقتصر على التحرش واخري تعرضت لأعتداء كامل , ولكن بسبب تفهم الاهل وقربهم من اطفالهم ووعيهم بضرورة التدخل العلاجي السريع , تم علاج الاطفال ومرت التجربة الصعبة بهدوء ولم تترك اثارا . بالعكس فقد ولدت نوع اخر من النمو والثقة والوعي لدي الاطفال وأصبحوا اكثر قدرة على حماية انفسهم ولعلي اذكر هنا المثل القائل (الضربة اللي ماتقتل تقوي) .
ولكن هذا لا يحدث صراحة الا قليلا وذلك لأنه غالبا الاسرة التي يتعرض طفلها لنوع من الاساءة الجنسية فانها تفضل الكتمان وعدم طلب خدمة علاجية , بل و يحدث تجاهل تام لما اصاب الطفل او قد يقوم الوالدين بتنفيذ بعض العقابات التي ربما تكون قاصية جدا على الطفل بحجة انه هو من عرض نفسه لذلك او هو من ترك نفسه للجاني على الرغم انه اساسا هو الضحية الحقيقية . وهذا المجال نجد فيه من التفسيرات الوالدية ما يتعجب له العقل .
أويتعامل الوالدين مع المشكلة و كأنها لم تحدث وكأننا نحاول اخماد الحريق وننسي انه قد ترك رمادا و له دخان قد يصيب بالاختناق .
لذلك فان على الاهل :
التعرف على كيفية حماية أبنائنا من اي اساءة جنسية
التعرف وملاحظة علامات الإعتداء .
كيفيه التعامل مع الطفل المعتدى عليه.
واليكم بعض النصائح السريعة :
1. يجب ان تعلموا اولادكم كيف يقوموا بحماية انفسهم من الاساءة قبل ان تقع المشكلة .
2. علموا اولادكم كيف يتصرفوا فى المواقف الصعبة والغريبة او المحرجة .
3. يجب ان يحصل الاطفال على المعلومات الجنسية الضرورية بما يتناسب واعمارهم من والديهم بدلا عن الحصول عليها بطرق غير سليمة او يدفعهم حب الاستكشاف لتجربة ما هو خطر عليهم .
4. علموا اولادكم الصراحة وافتحوا لهم المجال الامن لتبادل الحديث وللاعتراف بالاخطاء .
5. لاحظ طفلك دائما وحاول تفسير تصرفاته الغريبة وسؤاله عنها ولكن اياك وان تكون متسلطا عليه فتقوم بعمل مشكلة اخري .
اخصائي نفسي
بهاء شرف الدين
وحدة الطب النفسي والإدمان للاطفال والمراهقين م.حلوان
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع