من منا لا يداعبه بين الحين والآخر حنين لأيام الصبا, تلك الأيام التي تشكل فيها الوعي, وكان للمدرسة الدور الرئيسي في بناء الشخصية, فالمدرسة الحكومية كانت تضم نخبة رائعة من المدرسين الحقيقيين.
وبها حجرة شاسعة للرسم والنحت تكاد تقارب تلك الاتيليهات في كليات الفنون, وكذلك حجرة للموسيقي مجهزة بكل آلات العزف, بالإضافة لصالة التربية الرياضية الملحقة بالملاعب وأيضا المكتبة الضخمة, وغرفة الاذاعه المدرسية, والعديد من الأنشطة التي تتيح لكل هاو أن يمارس هوايته تحت إشراف مدرسين متخصصين يستحق كل منهم لقب أستاذ, ولقد حفر كل أستاذ في عقولنا جملة مفيدة كانت هي المفتاح السري الذي فتح أبواب الاجتهاد والابتكار لنري الدنيا حولنا بعيون راصدة للأحداث ومتابعة للتطورات, وأخص بالذكر مدرس الرسم, ذلك الفنان الذي ابهر عيني برسومه ففتحت أذني لتسجيل كل لفظ ينطقه, فقد رآني ذات يوم ارسم النهر والسحاب ووجه فلاحة جميلة وكنت في ذلك الحين بالسنوات الأولي من المرحلة الابتدائية فقال لي: لوحة جميلة ولكن هناك جمال عصري تستطيع أن ترسمه لتنتقل الي مرحلة مبتكرة مثل السد العالي الذي كان سيفتتح في ذلك العام ـ هذا الصرح الشامخ بتوربيناته العملاقة وأعمدة كهرباء الضغط العالي المحيطة به ثم أشار إلي أهمية التطور في الرؤية ومتابعة المستجدات وتسجيلها في لوحات تعبر عن جمال غير تقليدي رحم الله أيام المدرس المعلم يا أيام المدرسين الخصوصيين
ساحة النقاش