النقد هو الإستراتجية الأولى التي يستخدمها الآباء لتحفيز أبنائهم على التغيير،
وهي الإستراتيجية الأولى التي يستخدمها الناس عموماً لتحفيز الآخرين،
ومنهم المدرسون مع تلاميذهم،
والآباء مع أبنائهم والأزواج مع زوجاتهم،
وأرباب العمل مع عمالهم وموظفيهم...الخ.
وهذه الطريقة تعطي عكس النتائج المقصودة لها، فهناك حقيقة واحدة يعرفها الناس عن أنفسهم وهي أنهم يكرهون انتقادهم من قبل أحد.
وما هو معروف أن النقد يدمر العلاقات الإنسانية، فعلاقتنا لا يمكن أن تكون إيجابية مع شخص دائم الانتقاد لنا، وسيؤدي هذا إلى تجنّب هذا الشخص باستمرار وإذا لم نستطع تجنّبه فسوف نعاند ونرفض التعاون معه بأي شكل كان، (وهذا ما يحصل مع المراهق)،
وقد يصل الأمر إلى محاولة انتقاد هذا الشخص حتى يشعر بنفس التعاسة والإحباط التي جعلنا نحسّ بها من انتقاداته المتكررة لنا.
تم تقليل : 39% من الحجم الأصلي للصورة[ 1024 x 768 ] - إضغط هنا لعرض الصورة بحجمها الأصلي
وإذا كان الآباء أنفسهم لا يستطيعون تحمّل النقد فمن الأولى بهم ألا يفعلوه ولا يتحملوا تبعاته مع أفراد أسرهم، وذلك لأن هنالك الملايين من الآباء في هذه الأيام يشكون أن علاقتهم بأولادهم المراهقين غدت في منتهى السوء، والسبب هو النقد المتعمّد للأبناء من جانب الآباء.
تم تقليل : 66% من الحجم الأصلي للصورة[ 600 x 399 ] - إضغط هنا لعرض الصورة بحجمها الأصلي
وهناك في المقابل الملايين من الآباء الذين تتميّز روابطهم مع أولادهم المراهقين بالودّ والصداقة والمحبة والتفاهم والطمأنينة، ويعبرون عن ذلك بقولهم: (إننا نقضي معهم أوقاتاً ممتعة، فالحوار لا ينقطع بيننا أبداً، وكل شيء يتمّ بالتعاون والتشاور فنحن أسرة منسجمة، نتقبل أولادنا ونبادلهم احترام الرأي، ويطلعوننا على مشكلاتهم ويطلبون النصيحة وينصتون بإصغاء لما نسديه لهم).
وبتعبير أدق فإن خطوط التواصل معهم مفتوحة ناشطة دافئة وهي تعمل بانتظام، وهذا أقصى ما يرجوه الآباء.
دعني أقترح عليك عملية فعالة للغاية تساعدك على تحقيق هذا الأمر، ويمكن استخدامها لثلاثة أغراض مختلفة:
-لتتأكد أولاً من أن أولادك سوف يكبرون وتمتعوا بمعتقدات إيجابية عن أنفسهم.
- ولتقوم ببناء علاقات إيجابية مع أولادك وتحافظ على هذه العلاقات متينة قوية.
- وحتى تحول العلاقات السلبية القائمة بالفعل أو التي ستصادفها في المستقبل إلى علاقات ايجابية.
أول ما يجب عليك فعله في هذه العملية أن تقوم بقدر صغير من التفكير والتأمل وتقليب الرأي، حيث تقوم بتدوين كل الصفات الإيجابية التي تريد لأولادك أن يكبروا وهم متصفون ومؤمنون بها تماماً.
وإليك قائمتي الخاصة التي تضم عشرين صفة أعتبرها أهم الصفات التي أردت أن يشبّ أولادي عليها، وهم على يقين تام بتوفرها فيهم.
خصال إيجابية كامنة في نفوس الأبناء:
الاحترام، الأمانة، العطف، الإيجابية، الإصرار، الحنان، الدقة، الإبداع، الصبر، المثابرة، الحماس، الإيثار، التسامح، الطموح، الشجاعة، المقدرة على التذكّر، الصدق مع الذات والآخرين، المقدرة على تكوين صداقات، المقدرة على الإصغاء الجيد للآخرين، المقدرة على تحمّل المسؤولية.
تم تقليل : 80% من الحجم الأصلي للصورة[ 500 x 375 ] - إضغط هنا لعرض الصورة بحجمها الأصلي
والآن لنفترض أن كل ما حوته القائمة من إيجابيات هي كامنة في أبنائك، وإني لأعرف أنها الحقيقة وليست افتراضاً، ففي داخل الإنسان كل البذور الإيجابية.
ومع ذلك فهناك احتمال أن تكون الجوانب المقابلة لنفس تلك الصفات كامنة أيضاً في داخله، والحقيقة الأكيدة هي
أن الإنسان يولد قادراً على اكتساب كل الصفات الإيجابية والسلبية على حد سواء.
أما إلى أي درجة سوف ينشأ الأبناء مؤمنين تماماً بما لديهم من صفات إيجابية، فهذه مسألة تتعلق بشكل كبير بالمعلومات التي يتلقونها عن أنفسهم من الآباء أثناء عملية التنشئة.
فللآباء دور كبير في ترسيخ ما يريدون أن ينشأ عليه أبناؤهم.
وكمثال على ذلك،
سأختار ثلاثاً من الصفات الإيجابية التي أرغب أن يتحلّى بها أبنائي، وسأركّز عليها أثناء تنفيذ العملية، وسأستخدم اثنتين منهما، وهما (المثابرة والمقدرة على تحمّل المسؤولية)، وقد اخترت هاتين الصفتين لأنهما صفتان تجعلان من يتحلى بهما يحيا حياة أفضل بكثير من غيره ممن لا يتمتع بهما.
ساحة النقاش