الاستاذ والقيادة
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده , وبعد:
فإن الاستاذ قائد في عمله ومطلوب غرس هذه القيادة في طلابه.
اخاطب الاستاذ سواء كان جامعيا أو ما قبل التعليم الجامعي أنت ممن اصطفاهم الله واختارهم ليكونوا حملة لواء العلم الذين ميزهم الله بالرفعة وعلو القدر قال تعالى ( يرفع الله الذين ءامنوا منكم والذين اتوا العلم درجات) ، وقال صلى الله علي وسلم" إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع " ولكن مقابل هذا الفضل مسؤلية وواجب فقد ائتمنك الله على عقول الابناء والطلاب الذين تحت يديك وامانة العقل ثقيلة والحساب عليها بقدر ثقلها قال تعالى ( انا عرضنا الامانة على السماوات والارض والجبال فأبين أن يحملنها واشفقن منها وحملها الانسان) والامانة هي امانة التكليف ولا تكليف بدون عقل .
وبناء على ما تقدم فانت ايها الاستاذ مطلوب منك صناعة قائد يقود الامة والمجتمع والاسرة في كل مجالات الحياة سواء كانت علمية او اخلاقية او دينية او تكنولوجية او طيبية او رياضية منضبة هادفة .
وتذكر سيدنا موسى عليه السلام الذي ربى رجلا قائدا ظهرت اثار التربية الصحيحة عليه في قيادته للمعركة ضد فرعون حيث اعلن الحق في وجه اهل الباطل وفى مجلسهم ( وقال رجل مؤمن من آل فرعون......) ، واذكرك أيضا بسيدنا محمد الذي كان اعظم معلم واعظم قائد حيث وقف في وجه الباطل واهله بعدما اغروه بالمال والملك والسلطان فقال" لو وضعو الشمس فى يميني والقمر في يساري على ان اترك هذا الامر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه " وربى جيلا من القيادات التي قادة الأمة في كل مجالات الحياة فنهضت وعلت وحكمت وانتصرت.
اخيرا: أخاطب فيك ايها الاستاذ والمعلم والقائد الضمير الحي والشعور النبيل والوازع الايماني ان تسعى لتحقيق القيادة لنفسك اولا ثم تغرسها في طلابك وتلاميذك لتؤجر وتفوز وتتميز .
انتظرونا في مقال اخر عن خطوات اعداد القائد.