تاريخ مسرح زيزينيا بالإسكندرية (1)
الأستاذ الدكتور / سيد علي إسماعيل
كلية الآداب - جامعة حلوان
ـــــــــــــــــــ
مسرح زيزينيا بمدينة الإسكندرية، هو أول بناء مسرحي خاص – في العصر الحديث - لا يتبع الحكومة المصرية، وارتبط اسمه وتاريخه بمدينة الإسكندرية! فمن يقرأ تاريخ المسرح في مصر، سيلاحظ أنه يبدأ من الإسكندرية؛ حيث إن المسرح دخل إلى مصر – أجنبياً وعربياً – عن طريق الإسكندرية؛ بوصفها أهم ميناء في مصر! مما يعني أن أية فرقة مسرحية أجنبية أو عربية من خارج مصر، لا بُدّ أن تدخل مصر من خلال مدينة الإسكندرية، ولا تلقى الاعتماد الفني والنجاح الجماهيري إلا عندما تعرض أعمالها على مسرح زيزينيا .. كما سنرى!!
بنى الكونت زيزينيا – المتوفى عام 1868، وقنصل دولة بلجيكا، وأحد كبار تجار الإسكندرية - مسرح زيزينيا في عهد الخديوي إسماعيل باشا. وأقدم الإشارات المنشورة عن نشاط هذا المسرح، جاءتنا من خلال الصحف الإيطالية المنشورة في الإسكندرية – وقد أمدتني بها الدكتورة وفاء رؤوف بقسم اللغة الإيطالية بكلية الآداب جامعة حلوان – ومنها جريدة (إيكو دي إجيتو - L’eco di Egitto)، التي تحدثت في عددها 215 بتاريخ 28/5/1866 عن إحدى الجهات المسرحية الرسمية في إيطاليا، وأنها لا تشجع الفرق المسرحية الإيطالية على المجيئ إلى الإسكندرية، والتمثيل في مسرح زيزينيا قبل أن تضمن مستحقاتها المالية! وبالرغم من ذلك، قام الكونت زيزينيا بدفع أجور الممثلين من جيبه الخاص! كما أخبرتنا الصحيفة الإيطالية (أفينير دي إيجيتو - L’avvenire d’Egitto) – التي تصدر في الإسكندرية أيضاً – بتاريخ 14/3/1871: إن في هذا المساء سيتم عرض الأوبرا الكوميدية (ماسات التاج) في ثلاثة فصول، من تأليف دانيال أوبر، وهي الأوبرا التي عُرضت لأول مرة في باريس عام 1841.
ومن الواضح أن مسرح زيزينيا – في هذه الفترة – كان المسرح الأكبر والأهم في مدينة الإسكندرية بأكملها، على الرغم من وجود مسارح أخرى، مثل: مسرح روسيني، ومسرح ألفييري. والدليل على ذلك وجود وثيقة – بدار الوثائق القومية - مؤرخة في عام 1874، موقعة من خيري باشا أحد كبار رجال الخديوي إسماعيل، هذا نصها: "من خيري باشا إلى محافظ الإسكندرية بالموافقة على إرسال الموسيقى العسكرية بتياترو زيزينيا بالإسكندرية في ليلة 19/9/1874 حيث إنه سيعمل ألعاب من طرف الشركة الإيطالية". وهذا يعني أن مسرح زيزينيا يحظى بالاهتمام الرسمي، لدرجة أن الموسيقى العسكرية – فرقة الجيش المصري – تعزف أمام مدخله، أثناء عرض مسرحيات الفرقة الإيطالية، مع ملاحظة أن المسرحيات في هذا الوقت، كان يُطلق عليها اسم (ألعاب)، والمسرحية (لعبة)، والممثل (لاعب)، والمسرح (ملعب)!
والجدير بالذكر إن مسرح زيزينيا، كانت تُقام على خشبته العروض المسرحية التابعة للجمعيات الخيرية، من أجل جمع التبرعات لأسر الجاليات الأجنبية الفقيرة! فقد أخبرتنا جريدة (لا كيتار - La Chitarra) يوم 10/3/1875: إن إحدى الجمعيات الخيرية تبرعت بليلة مسرحية في الذكرى الثالثة لوفاة الزعيم الإيطالي (جوسبي ماتزيني) من أجل توزيع ريعها على خمس أسر فقيرة. وفي هذا الليلة قدمت مسرحية (الزوج في الريف) مع عزف موسيقي بين الفصول من قبل فرقة باولو فيراري.
ولعل القارئ لا يتعجب من نشاط مسرح زيزينيا بالنسبة للفرق الأجنبية وعروضها – لا سيما الإيطالية – عندما يعلم أن الإسكندرية في هذا الوقت، كان يعيش فيها عشرون ألفاً من الإيطاليين، وخمسة عشر ألفاً من الفرنسيين، وأثنا عشر ألفاً من مالطا، وثمانية آلاف من الألمان، ناهيك عن الجنسيات الأجنبية الأخرى - كما أخبرتنا مجلة (روضة المدارس المصرية) عام 1876 - وهذا التواجد الأجنبي، وما اتبعه من نشاط مسرحي ملحوظ، أثار حفيظة المجلة؛ فدعت بضرورة وجود التمثيل المسرحي العربي في مدينة الإسكندرية بجوار التمثيل الأجنبي.
هذه الدعوة – ربما – كانت تمهيداً لوصول أول فرقة مسرحية عربية إلى الإسكندرية، وهي فرقة اللبناني سليم خليل النقاش، الذي نشر مسرحيته (ميّ) في بيروت عام 1875، وأهداها إلى أحد الأجانب المقيمين في الإسكندرية، قائلاً: " إلى جناب الخواجا أنطونياديس الشهير المقيم في ثغر الإسكندرية. مولاي، إن في إهداء روايتي هذه إلى جنابكم لفوزاً ورفعة لها؛ فإن ظفرت لديكم بالقبول وهو أعظم مسئول، كنت بالغاً فوق ما تمنيت. ويكفيني بها نجاحاً أن تروق في أعين من يعطي الأشياء استحقاقها، ومن حوى من سعة الفضل والمعرفة ما لا ينكره أحد سواه. فأرجو قبولها والالتفات إليها، وحسبي ذلك فخراً. من الداعى لجنابكم سليم خليل نقاش".
ولعل هذا الإهداء، كان سبباً من أسباب قدوم فرقة سليم خليل النقاش إلى الإسكندرية، ذلك القدوم الذي جعل سليم النقاش الرائد المؤثر الأول للمسرح باللغة العربية في مصر، وكان تمثيله في زيزينيا. ولأهمية هذا الحدث، أفردت له جريدة (الأهرام) المصرية مساحة تليق به، قائلة بتاريخ 16/12/1876، تحت عنوان (الروايات العربية):
" لأمر غني عن البيان أن تشخيص الروايات يُعدّ من الوسائل الأولى التي بها أدمجت الهيئة الاجتماعية وأحكم نظامها. وما نجم عن هذا المبدأ الحسن من الفوائد الجليلة يقصرنا عن الإسهاب في الشرح لتثبيت ما أوردناه. فضلاً عن أن جميع البلاد المتمدنة تراعي هذا العمل أتم مراعاة وتسهل السبل لإتقانه. وبناءً على ذلك، يسرنا أن نرى من أبنائنا نحن العرب شُباناً أقدموا إلى ساحة هذا المضمار، وخاضوا في جوانبه وتعلموا جميع أبوابه، فأدركوا ما أدركوا بحزم أقرن بالثبات، وأحكموا ما أحكموا بجهاد قومته الفطنة، فرجعوا إلينا فوارس محنكين. وكان ممن نبغ فيهم وحاز قصب السبق بينهم، ذاك الفتى اللبيب والحاذق الأديب سليم أفندي نقاش، الذي تلقى هذا الفن عن عمه المرحوم الخواجا مارون النقاش، الشهير المُبدع هذا العلم في الأقطار السورية، ثم عاناهُ بعدهُ مجدّاً، وراجع فيه مدققاً، واطلع على مخباءتهِ ببحثه عنهُ في كتب الأقوام الذين لهم فيه باع طويل. وما لبث أن برهن عما كان هنالك من اكتسابه بتقديمه روايات عديدة في مدينة بيروت وخلافها. شهد له بإتقانها، وحُسن استكانها كل من له إلمام تام بهذا الفن. ويسرنا الآن أن نعلن بأنه حضر في هذه الأثناء إلى مدينتنا الإسكندرية مع رفقته المؤلفة من رجال ونساء، متمين حقوق التشخيص، ليقدم للجمهور ثمرة تعبه، مؤملاً أن يكون سعيه مشكوراً. أما نحن فبالنظر إلى ما نعهده من درابته ودرايته، وما نعرفه من مهارة المشخصين، وتعودهم على ذلك، فلا شك بأنه سيقدم ما يسر. فلا يقنعك يا صاح بعدم التصديق ظنك بهم أنهم عرب. وقد قيل: كل من سار على الدرب وصل. فالمرجو من الجمهور أن يتلقى مشروعه هذا بالقبول، ويشجعه بواسطة تشريفه، ويعضده بمسانداته الأدبية، حتى يكون لهذه الجمعية آثار حسنة، تفتح في أقطارنا العربية أبواباً لنجاح هذا الفن المرغوب عن كل أمة. أما المحل الذي يجري فيه التشخيص فتياترو زيزينيا، وسيكون ابتداء ذلك في يوم السبت القادم في 23 الحالي الساعة 8 ونصف أفرنجية ليلاً. لكن ترتيب الدخول وتعيين الدفع ومواضيع التشخيص وخلافها، فسيطبع لها إعلانات خصوصية".
وهكذا شهدت مدينة الإسكندرية التمثيل باللغة العربية لأول مرة من خلال أول فرقة مسرحية عربية تأتي من لبنان إلى مصر؛ لتكتب بنشاطها الريادة الحقيقية للمسرح العربي في مصر!! وهذا النشاط ظل متألقاً - في مسرح زيزينيا - طوال ثلاثة أشهر تقريباً، من خلال تمثيل الفرقة لمسرحيات: ميّ، والكذوب، وعائدة، والظلوم، وهارون الرشيد. وأثر هذا النشاط نقلته لنا جريدة (الجوائب) عام 1877؛ موضحة أن المكتبات العامة بدأت في بيع المسرحيات المطبوعة، التي يمثلها سليم خليل النقاش في زيزينيا، ومدى إقبال الجمهور على عروضه المسرحية، قائلة في ذلك:
" يوجد عند الخواجة حبيب غرزوزي وكيل الجوائب في الإسكندرية كتاب (أرزة لبنان)، يحتوي على روايات لطيفة بعبارة ظريفة، وهي المعروفة عند الإفرنج بلفظة كوميديا. وعنده أيضاً روايتان جديدتان من تعريب النجيب اللوذعي سليم أفندي خليل النقاش: فالأولى يقال لها (عائدة)، والثانية (مي). والرواية الأولى تألفت في إيطاليا بقصد تشخيصها في التياترو الكبير بالقاهرة بأمر الحضرة الخديوية، فوقعت لدى أرباب هذا الفن موقع الاستحسان. وفي جرنالات الإسكندرية إن سليم أفندي المومأ إليه باشر تشخيص عدة روايات لطيفة باللغة العربية في تياترو زيزينيا بالإسكندرية، فحضرها جم غفير من الناس من المأمورين الكرام وذوي الوجاهة والاحترام، فأعجبوا بها غاية الإعجاب وأثنوا عليه الثناء المستطاب".
وبعد النجاح الكبير الذي حققه سليم النقاش في مدينة الإسكندرية - وتحديداً على مسرح زيزينيا - كتب رسالة إلى جريدة (الجوائب)، نشرتها له عام 1877، قال فيها: " ينبغي أولاً أن أشكركم على ما ذكرتموه في شأني؛ بالنظر إلى الهمة والسعي اللذين بذلتهما في اتقان الألعاب التياترية في هذه الأقطار العامرة. ثم أقول إن نجاح سعيّ كان مما رأيته من إسعاف عدة من رجال الحكومة الكرام، لا سيما الهُمام الأفخم التي محاسنه أشهر من نار على علم حضرة سعادتلو سيدي عمر لطفي باشا محافظ الإسكندرية المشهور بالهمم العلية. فها أنا الآن عازم بحوله تعالى وعناية هذا الشهم على أن أجري هذه الألعاب في القاهرة، فأرجو من الله تعالى أن يقرن أعمالي بالخير والنجاح، وأن يديم لنا أفندينا ولي النعم سيدنا الخديو المعظم".
وبالرغم من ذلك؛ لم يعرض سليم النقاش مسرحياته في القاهرة، بل اتجه إلى الصحافة وأصدر عدة صحف – مع صديقه أديب إسحاق – مما يعني أن ريادة سليم النقاش للمسرح باللغة العربية في مصر، كانت في مدينة الإسكندرية، وتحديداً على مسرح زيزينيا، الذي شهدت خشبته هذه الريادة المؤثرة في تاريخ المسرح في مصر! والجدير ذكره إن أحد أفراد فرقة سليم النقاش، استكمل مسيرته المسرحية بعد عام كامل - وتحديداً عام 1878 - وهو (يوسف الخياط) عندما قرأنا أن فرقته بدأت التمثيل في الإسكندرية وعلى مسرح زيزينيا أيضاً. ومن أهم عروض فرقة يوسف الخياط، التي قدمها على مسرح زيزينيا: مسرحية (الجبان)، ومسرحية (الأخوين المتحاربين).
صراع بين الأجنبي والعربي
ظن أهل الإسكندرية أن التمثيل المسرحي باللغة العربية، سيستمر على مسرح زيزينيا، وسيتغلب على عروض الجاليات الأجنبية؛ ولكن هيهات! فمن خلال تتبعي لإعلانات جريدة الأهرام، وجدت الجمعية الخيرية الفرنسية تعرض مسرحية فرنسية من أجل الأعمال الخيرية. ثم وجدت فرقة مسرحية أميريكية تأتي وتعرض على مسرح زيزيتيا أعمالها الفنية. ثم جاء الجوق اليوناني وعرض مجموعة من مسرحياته في زيزينيا!! وهكذا احتكرت العروض الأجنبية مسرح زيزنيا أكثر من عامين؛ وهذا الأمر أثار حفيظة محرر جريدة (الأهرام)، فكتب عام 1881، يقول:
" تم الجوق اليوناني أمس تشخيص الرواية الأخيرة من رواياته على حين كان تياترو زيزينيا غاصاً بالحضور والسواد الأعظم من الجنس اليوناني، إذ قصدوا بذلك إعلان المسرة في حفلة الوداع لجوق أتى بالتشخيص المناسب المؤذن بالثناء عليه. وفي هذا المقام نتذكر بقول القائل عن إهمال أصحاب اللغة العربية هذا الفن، وعدم الاهتمام بإحيائه. ففي المحروسة [ يقصد القاهرة] جوق فرنسوي، وفي ثغرنا [يقصد الإسكندرية] جوق يوناني. وقد قدم إلينا من عهد قريب جوق إيطالي؛ حالة كون البلاد عربية وليس لنا من جوق عربي! فلمَ نبخس هذا الجنس حقوقه يا ترى؟! بل لمَ لا نكون أول من يعضد كل فن مفيد؟! وهل لنا برجالنا الشرقيين، ولا سيما التجار أن يتقدموا لإفادة لجنة تهتم باكتتاب يقوم بلوازم جوق عربي فيكون لنا في السنة القادمة نصيب منه؟!".
هذه الدعوة لم تنتظر عاماً كاملاً كما تمنت الجريدة، بل انتظرت عدة أشهر فقط!! وفي هذه الأشهر استمرت العروض الأجنبية على مسرح زيزينيا. ومن خلال تتبعي لجريدة الأهرام في هذه الفترة، وجدت الممثل الإيطالي الشهير المسيو (أرنست روسي) وفرقته المتكونة من أربعين ممثلاً وممثلة، يعرضون على زيزينيا عروضاً ناجحة، منها: الممثل كين، والملك سيزار نيرون، ولافورس دي لاكونسيانس. ثم جاء الجوق اليوناني وعرض على زيزينيا مجموعة مسرحيات، أشهرها مسرحية (لوسيادي لامرمور) بطولة موسيو ومدام بتريديس، وموسيو بولكاريس.
فرقة سليمان الحداد
في مايو 1881، تحققت دعوة جريدة (الأهرام)، عندما أعلنت عن نيّة سليمان الحداد القيام بتمثيل مسرحية (ميّ وهوراس) باللغة العربية في تياترو زيزينيا. وطوال شهر كامل وجريدة (الأهرام) تتابع أخبار سليمان الحداد وفرقته، وتنقل لقرائها التدريبات، وأن فرقته من الشباب والمجهود الكبير المبذول في تدريبهم .. إلخ. كما ذكرت الجريدة إن تذاكر الدخول تُباع في مكتبة حبيب غرزوزي بالإسكندرية.
وهكذا تابعت الجريدة أخبار الفرقة، حتى نقلت إلينا خبر ليلة التمثيل، قائلة تحت عنوان (رواية ميّ): " في مساء السبت ازدحم العالم في تياترو زيزينيا لاستماع رواية مي من جوق حضرة الخواجا سليمان حداد. ولا سبيل لأن نعلن عن مسرة العالم من جوق لم يظهر في الملعب إلا للمرة الأولى. وقد أتى بتشخيص حسن؛ كأنه متعود ذاك من زمن. وكلهم امتدح همة المسيو حداد، الذي انتقى مشخصين أحسنوا الحركات واطربوا الجماد بأصواتهم".
وبعد شهرين – وتحديداً في يولية 1881 - شهد مسرح زيزينيا أهم مسرحية مدرسية في هذه الفترة، وهي مسرحية (الوطن وطالع التوفيق)! وأهمية هذه المسرحية إنها قُدمت من خلال طلاب مدرسة الجمعية الخيرية الإسلامية، التي أنشأها خطيب الثورة العرابية عبد الله النديم، وهو أيضاً مؤلف المسرحية. والعرض تم تقديمه بمناسبة ذكرى تولي الخديوي توفيق عرش مصر.
ومن الواضح أن نجاح العروض المسرحية باللغة العربية على مسرح زيزينيا – وبالأخص عرض مسرحية (ميّ وهوراس) – شجع سليمان الحداد على تكرار التجربة بإقدامه على عرض مسرحية جديدة بعنوان (الغيور) في أغسطس 1881؛ ولكن للأسف منظومة أنابيب الغاز التي تُنير المسرح، حدث بها خلل، أدى إلى انفجارها، فتوفى وكيل شركة الغاز – عندما حاول إصلاح العطل - وأصاب الانفجار عدداً من العمال، فتوقف المسرح عن العمل، وتوقف مشروع عرض مسرحية (الغيور) لمدة ثلاثة أشهر، حتى تم إصلاح العطل، فتم عرض المسرحية في نوفمبر.
الفونوغراف
في يناير 1882 شهد مسرح زيزينيا أول آلة (فونوغراف) تدخل مصر، ويتم عرضها على الجمهور مقابل تذاكر ونقود؛ بوصفها تمثيلاً أو محاكاة للأصوات، أو نوعاً من السحر، أو أعمال الحواة!! فتحت عنوان (الفونوغراف) قالت جريدة (الأهرام): " سيقدم المسيو بارجون الحاوي الشهير في تياترو زيزينيا ليلة شائقة. بها يجري الألعاب الغريبة ويستخدم الآلة العجيبة الفونوغراف، إحدى اختراعات الجيل التاسع عشر. على أن هذه الآلة تتكلم وتنشد وتضحك وتصفر وتجري كل الآلات الموسيقية بغاية الصراحة وبصوت رنان. فيسمع كل من في القاعة ولو كان عددهم يزيد على ثلاث آلاف نسمة ". وفي عدد آخر، أوضحت الجريدة عمل هذه الآلة، قائلة: " وأما الآلة الفنوغرافية، التي أتينا بالشرح عنها فقد استخدمها أمس استخداماً قضى بعظمة الاختراعات والمخترعين؛ إذ كانت تتلقى الأصوات والكلام، فتحفظ ذلك ثم تعيده إعادة تامة، فيرى المُشاهد طاولة أمامه تتكلم وتعمل ما يعمل الإنسان".
ساحة النقاش