أفراح أنجال الخديوي إسماعيل

أشهر زفاف جماعي في التاريخ

أ.د سيد علي إسماعيل

كلية الآداب – جامعة حلوان

ــــــــــــ

يُعد الخديوي إسماعيل باشا (1830 – 1895) أشهر حاكم لمصر – من الأسرة العلوية - في عصرها الحديث. فجميع الإنجازات المصرية الحديثة تعود إليه، لا سيما مظاهر التقدم والتطوير. ففي عهده تم افتتاح (قناة السويس)، والتوسع في إنشاء السكك الحديدية وامتدادها. كما تم افتتاح (مجلس النواب) بوصفه أول مجلس تشريعي عربي، وكذلك افتتاح المتحف المصري الفرعوني في بولاق كأول متحف فرعوني، وافتتاح دار الكتب الخديوية (الكتبخانة)؛ بوصفها أول مكتبة معاصرة عامة في البلاد العربية والإسلامية – قبل السلطنة العثمانية ذاتها – بالإضافة إلى شراء مصلحة البريد من إيطاليا لتكون مصرية صميمة. ناهيك عن مظاهر العمران والتمدن، مثل: افتتاح حديقة الأزبكية؛ بوصفها أضخم متنزه عمومي في المشرق العربي، وإدخال المياه والإنارة بالغاز إلى القاهرة لأول مرة. وبناء دار الأوبرا الخديوية، ومسرح حديقة الأزبكية ... إلخ

هذه الأعمال والإنجازات والإنشاءات وما صاحبها من احتفالات، ألصقت بالخديوي إسماعيل تهمة التبذير - أو البذخ أو الإسراف - وستظل هذه التهمة ملتصقة به؛ بسبب إصرار المؤرخين على التغني بها والتأكيد عليها كلما ذُكر اسم الخديوي إسماعيل باشا، متناسين أثر ما أنجزه هذا الرجل المسرف! فإن مصر كلها وحتى الآن تُدين لهذا الرجل بالتقدير والاحترام والإجلال؛ لأن قيمة مصر في حضارتها وتطورها وتقدمها لم تصل في أي عهد من العهود لما وصلت إليه في عهد الخديوي إسماعيل باشا .. الحاكم المبذر!!

والجدير بالذكر إن أي تبذير تم من أجل حفر قناة السويس وافتتاحها لا يساوي شيئاً الآن؛ عندما نعلم أن هذه القناة هي أهم مصدر للدخل القومي في مصر منذ افتتاحها وحتى الآن! وأي إسراف في سبيل التوسع في شبكة السكك الحديدية المصرية منذ منتصف القرن التاسع عشرلا يعد إسرافاً أمام أهمية السكك الحديدية التي تربط مصر من شمالها إلى جنوبها! وأي إسراف لا معنى له أمام وجود مجلس تشريعي في البلاد! وما قيمة الإسراف على المتحف المصري أمام ما جلبه لمصر من أموال السائحين! وما قيمة الأموال التي انفقت على دار الكتب أمام ما قدمته من فوائد علمية لروادها! وأي إسراف يعادل قيمة حديقة الأزبكية وما جمعته من أموال طوال تاريخها، وكذلك الأمر في بناء الأوبرا الخديوية وباقي مظاهر تمدن عصر هذا المبذر؟!

والحق يُقال: إذا كان تبذير الخديوي إسماعيل مقبولاً في أعماله السابقة؛ لأنها أعمال عامة لصالح الدولة، فإن هناك أعمالاً لا تبرير لتبذيره فيها، وهي الأمور الخاصة أو الشخصية أو العائلية، لا سيما الاحتفال بزواج أولاده الأربعة! حيث كان زواجاً جماعياً – غير مسبوق في تاريخ الأسر الحاكمة – تم في احتفالات واحدة وفي وقت واحد!! وهو أمر تاريخي يُعدّ مجهولاً للكثيرين – بسبب مرور أكثر من 141 عاماً على حدوثه - رغم وجود شواهد عليه حتى الآن! ففي شارع القصر العيني – المتفرع من ميدان التحرير بالقاهرة – يوجد شارع شهير اسمه (شارع فاطمة اليوسف) – وهو اسم الممثلة والصحافية الشهيرة روز اليوسف، صاحبة المجلة المعروفة باسمها (روز اليوسف) - وأسفل اسم الشارع مكتوب على اللافتة نفسها بخط صغير (شارع أفراح الأنجال سابقاً)!!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ما سبق كان مقدمة الموضوع!! أما الموضوع نفسه؛ فستجده في ملف كامل أسفل الصفحة بصيغة (pdf) وتستطيع تحميله مجاناً؛ حيث تم نشره في مجلة (البحرين الثقافية) منذ أيام فقط -  .. مع تحياتي

 

المصدر: دكتور سيد علي إسماعيل - أفراح أنجال الخديوي إسماعيل - مجلة (البحرين الثقافية) – عدد 79 – يناير 2015 – ص (169 – 179)
sayed-esmail

مع تحياتي ... أ.د/ سيد علي إسماعيل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 423 مشاهدة

ساحة النقاش

أ.د سيد علي إسماعيل

sayed-esmail
أستاذ المسرح العربي بقسم اللغة العربية - كلية الآداب جامعة حلوان »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

752,497