تراث الخليج في صورة خزفية
د.سيد علي إسماعيل
تهتم دولة قطر بالتراث الخليجي – في كافة أشكاله – اهتماماً لافتاً للنظر؛ ويظهر هذا الاهتمام في عناية الدولة بسوق واقف (واجف)، وبالقرية التراثية، وبالمكتبة التراثية، ناهيك عن اهتمامها بالآثار والقلاع والحصون المنتشرة في أراضيها. وفي هذه المقالة سأتحدث عن الاهتمام الأكاديمي في دولة قطر بالتراث الخليجي متمثلاً في قسم التربية الفنية بكلية التربية بجامعة قطر، وتحديداً من خلال مقرر (الخزف وظيفي وتعبيري Ceramics-Function & Expression).
في أحد أيام شهر مارس 2009م، جاءتني دعوة من كلية التربية بجامعة قطر – بوصفي أحد أساتذة كلية الآداب في الجامعة - لحضور معرض لمشاريع الطالبات الخزفية المتعلقة بالتراث الخليجي عنوانه (الخزف بأيدي ناعمة). والطريف أن الدعوة جاءتني بطريق الخطأ، لأن الدعوات وُجهت إلى أساتذة كلية التربية فقط، فقام الموظف المسئول بتعميم الدعوة على جميع أساتذة كليات الجامعة. وهذا الخطأ كان من الأخطاء السارة التي سعدت بها؛ لأنني شاهدت معرضاً مميزاً، وأُبهرت بأعمال ما كنت أتصور أنها من إنتاج فكر طالبات قطريات تميزن بحس فني يستحق التقدير والتشجيع. وهذا المعرض على وجه الخصوص يؤكد أن جامعة قطر تهتم بالتراث بقدر اهتمامها بالتطوير والحداثة. وبعد زيارتي لهذا المعرض والتقاطي لبعض صوره قررت الكتابة عنه كنموذج حي للاهتمام الأكاديمي في قطر؛ متمثلاُ في اهتمام جامعة قطر بالتراث الخليجي.
الجامعة والتراث
قبل الولوج إلى محتويات المعرض، نستعرض سوياً صورة التراث – وخصوصاً التراث الخليجي – في سياسة التعليم بجامعة قطر. وهذه السياسة تتمثل في قسم التربية الفنية بكلية التربية في الجامعة. فهذا القسم من أهدافه إعداد المُعلم الفنان الواعي بقضايا الأمة العربية، وحثه على المشاركة في كافة المناسبات الوطنية والقومية، وذلك بتقديمه أعمالاً فنية تُعبر عن هذه المناسبات، وتعكس حسه الفني الممزوج بمشاعره الوطنية والقومية. ومن أجل تحقيق هذا الهدف، قام القسم بوضع مقررات دراسية، يستطيع الدارس تحقيق هدف القسم من خلال دراستها، ومنها على سبيل المثال: الخزف، والخط العربي، والنسيج اليدوي، وأشغال الخشب وغيرها من مقررات تتعلق بالتراث بصفة عامة.
وتأكيداً على اهتمام قسم التربية الفنية بتحقيق أهدافه، فإن القسم يُقيم العديد من المعارض الفنية الجماعية لأعمال الطلبة والدارسين، المنتسبين إلى الجامعة من الداخل والخارج، تشجيعاً لهم على الاستمرار في مزاولة النشاط الفني، وتحقيقاً لأهداف القسم والكلية والجامعة، فتصبح هذه المعارض مرآة عاكسة للاهتمام الأكاديمي في دولة قطر بالتراث الخليجي. وهذه المعارض تُقام عادة في قاعات العرض المخصصة للفنون التشكيلية داخل الجامعة أو خارجها، وذلك بالتعاون مع الجهات المعنية بالفنون التشكيلية، مثل: مركز إبداع الفتاه، والجمعية القطرية للفنون التشكيلية، وإدارة النشاط الفني التابعة لعمادة شئون الطلاب بجامعة قطر، وغيرها من المؤسسات ذات العلاقة بالفنون.
ومن مظاهر الاهتمام الأكاديمي في قطر – على المستوى الخليجي والعربي والعالمي - مشاركة قسم التربية الفنية بالأعمال المتميزة فنياً – لبعض دارسيه من النابهين – في المعارض والمسابقات الدولية والعالمية في دول مجلس التعاون الخليجي وفي بعض الدول العربية، التي تنظمها الجامعات أو بعض الهيئات المعنية بالفنون التشكيلية. كذلك يشجع القسم عناصره من الموهوبين لاستكمال دراساتهم الأكاديمية في الخارج؛ للحصول على الماجستير والدكتوراه على نفقة جامعة قطر.
الخزف وظيفي وتعبيري
المثال الحي لاهتمام جامعة قطر بالتراث الخليجي، يكمن في أحد مقررات قسم التربية الفنية بكلية التربية، وهو مقرر (الخزف وظيفي وتعبيري Ceramics-Function & Expression)، فهذا المقرر من أهدافه - كما جاء في توصيفه المعتمد - : "إكساب الطالب مهارة الرسم والتلوين بالبطانة واستخدام عناصر وموضوعات التراث الخليجي على الطين الصلصالي للعمل الخزفي". ويكفي مثل هذا المقرر اشتماله على هذا الهدف، حتى يكون تجسيداً لاهتمام جامعة قطر أكاديمياً بالتراث الخليجي، ناهيك عن أحد مخرجات تعلم هذا المقرر، والذي ينص على: " من خلال التدريبات العملية والنظرية للمقرر يستطيع الطلب أن يمارس طُرق متعددة في التلوين والرسم بالتراث الخليجي وطريقة أبرازه في العمل الفني".
بقى لنا أن نذكر إن أستاذة هذا المقرر هي الأستاذة (منيرة أحمد المير)، ويقع على عاتقها تدريس هذا المقرر، والإشراف على مشاريعه، ولهذه الأستاذة المتميزة فلسفتها الخاصة في تدريس هذا المقرر، وهذه الفلسفة تتمثل – كما نص التوصيف – في قولها : " إبراز التراث الخليجي على الأعمال الصلصالية؛ حتى أعطي هوية قطرية مبتكرة لأعمال طالباتنا، تواكب نظرة المجتمع متطلبات سوق العمل للمهارة اليدوية والفنية. على أن هذا لا يجعلنا نهمل التراث أو الماضي الفني لنا. لأن ذلك يجعل مستوى الإبداع سطحياً، ولا يحمل تجربة عميقة تتصل ببني البشر، فكلما نجحت الطالبة في أن تحمل تعبيرها شيئاً من حكمة الماضي وتجربته؛ فإن احتمال قوة التعبير، وإشعاعه، ودوامه، يكون أكثر مما لو اكتفى بالاعتماد على النفس دون هضم التراث البشري. إن العبرة ليست بمرور مئات السنين على إنتاج القطعة الفنية، وإنما العبرة الحقيقية بأن تلك القطعة تحمل في طياتها نبض الإنسان الملهم".
ومن أجل إدراك الدارس للغة الخزف؛ يجب عليه دراسة مكونات العمل الفني نظرياً وعملياً من خلال دراسة طرق تشكيل الطين الصلصالي، ومنها: أولاً، طريقة التشكيل اليدوي، وتنقسم إلى عدة طُرق، منها: التشكيل بطريقة الضغط بالأصابع، وطريقة التشكيل بالحبال، وطريقة التشكيل بالشرائح، وطريقة الميل فوار. وثانياً، طريقة التشكيل الآلي، ومن طُرقها: طريقة التشكيل على عجلة الخزاف، وطريقة القوالب أي الضغط في القالب، أو الصب في القوالب. ثم بعد ذلك ينتقل الدارس إلى دراسة الطرق المختلفة لإضافة الزخارف على الأشكال الخزفية، وهو ما يعرف بالزخارف ما قبل الحريق مثل : التحزيز، والتفريغ، والزخرفة البارزة، والزخرفة الغائرة، والتلوين بالبطانات، والضغط على الطين، والكشط على البطانات. كذلك دراسة تركيب البطانات واستخداماتها المختلفة في التلوين والرسم بالتراث الخليجي على القطع الصلصالية. ومن ثم دراسة العوامل التي يجب أخذها في الاعتبار عند مرحلة التجفيف، وهي : الانكماش، والالتواء، واختلاف السمك. وأخيراً تأتي مرحلة الفخار المعروفة بـ(الحرق الأول) وكيفية رص الأشكال في الفرن.
ومقرر (الخزف وظيفي وتعبيري)، يجب أن يشتمل على موضوعات - منفذة فنياً - مستوحاة من التراث الخليجي، مثل: العملات الورقية أو المعدنية, وصورة مجسدة لرجل أو امرأة خليجية, والأبواب أو الشبابيك التراثية .... إلخ، وهذه الموضوعات تُنفذ في أشكال متنوعة مثل: الشقفة الفخارية، أو اللوحة الجدارية، أو الجرة الفخارية، أو طبق الشرائح المعروف بالفسيفساء، أو أي شكل فني يتناسب مع الموضوع المستوحى من التراث الخليجي.
جولة داخل المعرض
بعد هذا التنظير لمقرر (الخزف وظيفي وتعبيري)، المُجسِد لاهتمام دولة قطر بالتراث في صورة أكاديمية، يُمثلها قسم التربية الفنية بكلية التربية في جامعة قطر .. بعد هذا التنظير نلقي نظرة فاحصة على نماذج من مشاريع الطالبات التي عُرضت في أروقة المعرض الذي أُقيم في مارس 2009م. والجدير بالذكر إن هذا المعرض كان ثالث معرض لهذه المشاريع، حيث إن معرضين أُقيما قبله، الأول بعنوان (الخزف بالشكل والتشكيل)، والآخر بعنوان (الطين بين البطانة والتراث).
أول مشروع نتحدث عنه، هو مشروع الطالبة شيماء خميس بوحقب، وهو طبق فخاري يُمثل العملة النقدية القطرية المعدنية، وكان تجسيدها لهذه العملة مطابقاً لواقع العملة من حيث نقوشها وزخارفها وما بها من كتابات، ناهيك عن الدقة في التنفيذ من خلال الرسم بالحفر على الفخار. فالمشروع يشتمل على رموز تراثية قطرية متنوعة، مثل النخيل وما يمثلة في وجدان الشعب الخليجي، وكذلك المراكب الممثلة لمهنة الخليجيين التراثية وهي (الغوص). أما مشروع تانية عبد المنعم الماجد، فتمثل في لوحة مرسومة على شقفة فخارية، تصور جانباً مهماً من جوانب التراث الخليجي، وهو سفن الغوص الكبيرة، التي كانت تحتضن الأجداد - في الزمان الأول – في رحلة غوص تستمر عدة أشهر. كذلك كان مشروع عبير عبد العزيز نصر الله، وهو شقفة فخارية أيضاً مرسوم عليها واجهة البيوت التراثية الخليجية. أما عائشة يوسف الرميحي فتمثل مشروعها في لوحة فخارية – بواسطة الرسم على الشقفة الفخارية – بها الصندوق التراثي المعروف بالمندوس، الذي يُحتفظ فيه قديماً بالملابس وبعض الأغراض، وفوق هذا الصندوق وحوله أيضاً مجموعة من الفوانيس التراثية المستخدمة في الإضاءة ليلاً، وهي مجموعة فوانيس متنوعة ومختلفة تمثل صناعة الفوانيس عبر الأجيال.
ومن الطريف في مشاريع المعرض وجود تماثل وتشابه بين بعض المشاريع مع اختلاف تناولها فنياً، فعلى سبيل المثال نجد مشروع فلوة صالح الهاجري عبارة عن رسم فخاري يُمثل فتاة خليجية مرسومة على طبق فخاري بواسطة الفسيفساء، وهذا المشروع نفسه تناولته شيماء علي الشعبي ولكن بالرسم على الشقفة الفخارية بدون أسلوب الفسيفساء. وهذا الأمر تكرر أيضاً في مشروع فاطمة أمان الكعبي عندما قدمت رسماً لإحدى الحارات وسط مجموعة من البيوت التراثية مع وجود بعض الأشخاص بواسطة الرسم على الطبق الفخاري بأسلوب الفسيفساء، وهذا المشروع قدمته أيضاً مريم حسن الشيب عن طريق الرسم على الشقفة الفخارية بدون فسيفساء.
وإذا تجولنا بين المشاريع الفنية المعروضة في المعرض، سنلاحظ وجود مجسم تراثي أصيل، عبارة عن علبة فخارية ناقصة الوجهين الأمامي والعلوي بها هاون فخاري ذو نقش تراثي ملون، وبجواره مرشة عطر مزخرفة بزخارف تراثية خليجية، وبها نقوش وألوان وحفر يدوي مناسب للمشروع. وطالما نحن في وصف المشاريع المجسمة، فيجب علينا الإشارة إلى مشروع لفت أنظار مريدي المعرض، وهو مشروع الطالبة الجازي محمد السادة، وهو مشروع معاصر لا يمت للتراث الخليجي بصلة، ورغم ذلك كان حضوره مميزاً بين معروضات المعرض. فالمشروع عبارة عن يدين مقيدتين بسلسلة معدنية بها قفل نحاسي، واليدان ممسكتان بقضيب من ثلاثة قضبان. والمشروع يرمز – بلا شك – إلى قضية فلسطين عن طريق الرمز بالفخار. فإذا نظرنا إلى اليدين سنشعر بأنها رمز للشعب الفلسطيني الأسير في أرضه ووطنه، ورمز السلسلة المعدنية يعبر عن الشعب الفلسطينيين المكبل بالقيود داخل سجنه الكبير. واللافت للنظر أن الطالبة أعطت لمسة أمل في عملها الفني بالنسبة للقضية الفلسطينية، حيث إن اليدين ممسكتان بالقضيب الأوسط، وهذا القضيب في حالة التواء وميل، أي أنه في طريقه إلى الكسر، وهذا يعني أن مقاومة اليدين لهذا القضيب ستنجح لا محالة في إزالته وكسره، وبالتالي إزالة الاحتلال الصهيوني عن أرض فلسطين. وهذا المشروع يدل على امتزاج التراث بالمعاصرة، ويدل أيضاً أن طالبات جامعة قطر يتواصلن مع الأحداث الجارية، ويدلين برأيهن الفني في قضايا العرب والعروبة.
وإذا انتقلنا إلى مشاريع التجسيم التراثي بالفخار عن طريق الجرار الفخارية الفنية والخزفية، أو الفخار المزجج، أو المطلي بطبقة السيراميك، سنجد مشروع الطالبة كاميليا إبراهيم، وهو عبارة عن جرّة فخارية ضخمة ذات نقوش ورسومات بارزة، وهي ملونة بألوان مختلفة تتناسب مع الأشكال والنقوش والزخارف. وما يُميز هذا المشروع اشتماله على عدة لوحات تراثية منها وجود صور العملات المعدنية، بجوارها شاب عربي بملابسه الخليجية ممسكاً بلجام الناقة، ومن خلفة عدة وجوه عربية. أما مشروع الطالبة جميلة الكبيسي فهو جرّة فخارية ذات نقوش بارزة ورسومات، يعلوها برجان تراثيان من أبراج البيوت الخليجية القديمة المعروفة بالبراجيل.
أما مشروع الطالبة شيماء خميس الدوسري فكان مفاجأة بكل المقاييس، لأنه عبارة عن جرة فخارية ذات رسومات ونقوش بارزة يعلوها مجموعة من الأبراج التراثية (البراجيل)، وربما يظن القارئ أن المشروع يشبه المشروع السابق، وهذا حقيقي من حيث الشكل، أما المضمون فهو المفاجأة!! فالجرة تُعدّ تجسيداً لفحوى أول مسلسل كارتوني خليجي يتم إنتاجه في دول الخليج في شهر رمضان، وهو مسلسل (الفريج)، ذلك المسلسل الذي أحدث ضجة فنية كبيرة، وكان يتابعه الكبير قبل الصغير. وأكبر دليل على ذلك هو قيام الطالبة شيماء بتجسيد معاني المسلسل وأبطاله في مشروعها هذا. فالجرة بها رسومات لأبطال المسلسل أمثال (أم خمّاس، وأم سلّوم) وغيرهما، وبه أيضاً تجسيم لمباني المسلسل وبعض ديكوراته.
أما مشروع بلقيس البادي، فتمثل في جرة فخارية خزفيه ذات نقوش ورسومات بارزة ملونة، ومن أهم مميزاتها وجود الصقر أعلى رقبة الجرة في صورة مجسمة، وأسفله رسم بارز للناقة، ثم أسفل الناقة يأتي رسم الشاب البدوي. ومن الجدير بالذكر أن هذه الرسومات البارزة يحيطها – على رقبة الجرة العلوي – زخارف محفورة ونقوش تُمثل إطاراً فنياً تراثياً. ومن مقتنيات المعرض مشروع ثانٍ للطالبة تانية عبد المنعم الماجد، وهو عبارة عن جرّة فخارية ضخمة بحافة مزخرفة بالحفر، وعلى جسم الجرة رسومات تراثية بها خيول عربية ومساجد وبعض أشكال التراث الخليجي. كذلك نجد جرّة خزفية للطالبة مريم محمد الحمادي، تحمل أشكالاً ورسومات تراثية ذات ألوان متناسقة.
وإذا كانت المقتنيات السابقة تمّ شرحها بصورة تفصيلية بعض الشيء فإن هناك مقتنيات أخرى لا تقل قيمة وجمالاً من سابقتها، لذلك سنلقي الضوء سريعاً عليها لأهميتها فيما نحن بصدده. ومنها على سبيل المثال: الجرة المجوفة للطالبة أميرة عبد الرحيم، التي وضعت في تجويفها بعض الأحجار اللامعة الملونة، مع كتابات محفورة غائرة في جسد الجرة. ولوحة الصياد الفخارية لعائشة صالح الجابر، حيث مزجت بين الحقيقة والفن في هذه اللوحة، فأدخلت النسيج داخل الأعمال الفخارية، ومشروع حنان محمد السيد الممثل لطبق فاكهة فخاري به سكين وبقايا تفاحة. ومن المشاريع المميزة طبق الفخار الفسيفسائي للطالبة عبير عبد العزيز نصر الله الممثل لامرأة خليجية تقوم بتقليب الطعام في القدر أثناء إعداد الطعام بصورة تراثية، كذلك طبق نوال العلوي الممثل لصياد يسير بحصيلته اليومية من صيد السمك. ويُضاف إلى هذه الأطباق طبق الفسيفساء لنجود ماجد المعضادي الممثل لفتاة خليجية تقرأ القرآن وخلفها المسجد، وهذا الطبق يتشابه مع مشروع إيمان يوسف المحمود الذي يشتمل على فتاة تقرأ القرآن، وطبق العنود أحمد المحمود الممثل لامرأة خليجية تقوم ببعض الأعمال المنزلية. أما طبق نوف صالح اليزيدي فيمثل طفل خليجي يلعب بلعبة تراثية شعبية في إحدى الحارات ببيوتها التراثية.
ومن اللوحات المميزة شقفة نورة مطر الكواري الفخارية الممثلة لعلاج الحجامة، وهو من أشهر الطرق الطبية التراثية في الخليج، ويعد من الطب الشعبي الشهير، الذي ما زال يستخدم حتى وقتنا الحاضر. كذلك نجد شقفة فلوة صالح الهجري الممثلة للبيوت التراثية، وشقفة العنود أحمد المحمود للفتاة الخليجية، وشقفة لولوة جبر النعيمي للحارات الخليجية التراثية، وشقفة مريم عبد الله الجابر المميزة لما تشتمل عليه من وجه واضح لفتاة خليجية مرتدية البرقع الخليجي التراثي، وشقفة منال أحمد الشافي الممثلة لمائدة الطعام الخليجي الشعبي، وجرة فلوة صالح الهاجري الخزفية الممثلة للمرأة الخليجية، وجرة منال أحمد الشافي الممثلة للمرأة الخليجية أثناء إعدادها للزبد المنزلي، وجرة مها عبد الله عيسى الخزفية الممثلة للمرأة الخليجية.
وفي ختام هذه الجولة داخل معرض الخزف، وكيفية توظيف التراث الخليجي بصورة أكاديمية داخل جامعة قطر، يستطيع القارئ أن يتعرف على أسلوب جامعة قطر في تناولها للموضوعات التراثية بصورة أكاديمية، كما يستطيع أن يلمس قيمة التراث في الجامعة كلمسه لكل تطوير حديث تسعى الجامعة إليه؛ وكأن الجامعة – من خلال هذا المقرر – تقدم النموذج العملي لامتزاج التراث بالمعاصرة. فهنيئاً لجامعة قطر بجود قسم التربية الفنية، وهنيئاً لهذا القسم بوجود مقرر (الخزف) ضمن مقرراته، وهنيئاً لهذا المقرر بأستاذته الفنانة (منيرة أحمد المير)، التي لولاها ما بقي فن الخزف ضمن الاهتمام الأكاديمي في قطر.
ساحة النقاش