(( يعقوب صنوع الماسوني ))

ـ

ربما سمعنا وقرأنا أن «الماسونية» منظمة سلمية ثقافية، كانت تجمع بعض أعلام الأدب والثقافة والدين في القرن التاسع عشر .. إلخ!! وعندما اكتشفنا أن «الماسونية» منظمة قميئة لها أهداف سياسية وعنصرية من أجل السيطرة على العالم، وأنها الأب الشرعي للصهيونية حتى الآن!! ومع توالي الدراسات وظهور أنياب الماسونية، علمنا جميعاً كيف كانت المؤامرة، وكيف تم خداع العرب – في القرن التاسع عشر - بالماسونية وشعاراتها البراقة «حرية، إخاء، مساواة .. إلخ»!! لذلك وجدنا (جميع) من كتبوا عن صنوع، برروا ماسونيته بأنها كانت ماسونية ثقافية وأنه كان فرداً عادياً غير مؤثر فيها، مثله مثل بعض أعلام القرن التاسع عشر .. إلخ هذا التبريرات!

ولكن عندما نعلم أن (جيمس سنوا – يعقوب صنوع) لم يكن فرداً عادياً أو عضواً بسيطاً في الماسونية، بل كان صاحب درجة رفيعة من درجات الماسونية الكبرى منذ عام 1868، أي قبل أن يكتب حرفاً واحداً وقبل أن يمارس أي نشاط له في مصر، نقتنع كل الاقتناع أن نشاطه (كله) في مصر كان لصالح الماسونية (فقط) لا غير!! بل ونستطيع أن نفسر وجوده وعمله ونشاطه وزراعته - في الثقافة العربية وفي العقلية المصرية تحديداً - كان تخطيطاً ماسونياً عالمياً، ومن ثم تحول إلى مخطط صهيوني؛ بوصفه رائداً مسرحياً!! والأغرب أن صنوعاً كان ماسونياً منذ بدايته وحتى مماته كما سنرى!! وكان أيضاً صهيونياً منذ ظهور الصهيونية وحتى قبل مماته بعام واحد، كما أثبتنا ذلك في موضوعنا بالأمس تحت عنوان (يعقوب صنوع الصهيوني)!!

والحق يُقال: إن صاحبة اكتشاف ماسونية صنوع – وإثباتها – الباحثة المرموقة (ريهام عبده إبراهيم)، التي نشرت – في رسالتها للماجستير - دليلاً دامغاً لا يقبل الشك!! وهذا الدليل نُشر من قبل في دراسة أجنبية للباحثة (إليان أتمولر) ولكنها نشرته دون أن تترجمه أو تفسره أو تشرحه! أما الباحثة ريهام فقامت بنشر الدليل، وهو (وثيقة)!! ولم تكتف الباحثة بالنشر، بل قامت بترجمتها وتحليلها وشرحها وتفسير رموزها ومصطلحاتها وأرقامها وفقاً للمفاهيم الماسونية وللفكر الماسوني، فكانت المفاجأة!!

الوثيقة هي «شهادة رسمية معتمدة» باسم «جيمس سنوا» حصل عليها من المحفل الأكبر الإنجليزي!! قالت عنها الباحثة في رسالتها: وكشف تحليل الباحثة لشهادة الماسونية التي حصل عليها يعقوب صنوع من «المحفل الأكبر الإنجليزي» أن صنوعاً انضم إلى المحافل الماسونية بداية من عام 1868؛ حيث انضم إلى محفل «كونكورد» بالقاهرة التابع للمحفل الأكبر الإنجليزي في لندن. وقد مُنح صنوع خلاله على درجة «ماهر». وتم تنصيبه لهذه الدرجة في القاعة السرية العلمية للحطابين وفني البناء، وتدرج بعد ذلك في الترتيب الماسوني إلى أن وصل إلى المرتبة التاسعة عشر في السلم الماسوني! ويُطلق على هذه المرتبة درجة «الأستاذ»، وتم تنصيب صنوع في تلك الدرجة من خلال المحفل الأكبر الإنجليزي في إنجلترا عام 1879!!

وهذه الشهادة الرسمية التي كانت محفوظة عند زوجة حفيد صنوع، تُعد مفاجأة كبرى، لأنها تثبت أن صنوعاً كان ماسونياً ليس عادياً بل ماسونياً صاحب درجة ومنصب «ماهر ماسوني» عام 1868!! أي قبل أن يكتب حرفاً واحداً في الصحافة، وقبل أن يكتب كلمة واحدة في مسرحه المزعوم، وقبل أن يعرض أي عرض من عروضه المسرحية المزعومة!! أي أن صنوعاً أستاذاً في الماسونية قبل أن يعمل في الصحافة أو المسرح!!!

لم تكتف الباحثة بدليلها الدامغ وهو شهادة الماسونية، فقامت بتحليل كل الرموز الماسونية في صحف صنوع طوال أكثر من ثلاثين سنة، فوجدت أن الماسوني صنوع، كان يضع شعار الماسونية في ترويسة صحيفته «الحرية – المساواة - الإخاء»، وهذه الكلمات كانت توضع بين عمودي الماسونية المشهورين لهيكل سليمان!! وفي أحيان كثيرة كان يضع الشعار في الترويسة بين غصني نبات «الأكاسيا» الذي يرمز إلى رابطة الأخوة والاتحاد بين أعضاء الجمعيات الماسونية، هذا بالإضافة إلى أهم رمز ماسوني (المثلث والفرجار) وهو رمز مهندس الكون الأعظم، الذي كان يعلو هيكل سليمان في ترويسة صحف صنوع!!

إلى هنا ينتهي عمل الباحثة في إثبات ماسونية صنوع!! وقد استفدت من نتائجها هذه في إثبات أن صنوعاً مات ماسونياً ودفن في باريس في قبر ماسوني، يحمل رمزين ماسونيين: الأول شاهد قبره، وهو (المسلة الفرعونية) التي ترمز إلى الحياة الأبدية في المفهوم الماسوني!! وعلى المسلة يوجد غصن نبات (الأكاسيا) الذي يرمز إلى رابطة الأخوة والاتحاد بين أعضاء الجمعيات الماسونية!! وهذا يعني أن يعقوب صنوع عاش ماسونياً ومات ماسونياً، ودفن في قبر ماسوني، ترعاه الماسونية والصهيونية حتى الآن، كما هو واضح من صورة القبر المرفقة، التي صورها وأرسلها لي الصديق (عبد الجبار خمران) منذ عدة سنوات، فله مني جزيل الشكر!!

(خاتمة): نصيحة إلى الباحثين الجادين: ابحثوا عن حقيقة صنوع بعيداً عن مذكراته، ستكتشفون حقائق مذهلة!! وضعوا أمامكم هدفاً واحداً، وهو البحث عن حقيقة صنوع!! ولا يكون هدفكم الرد على كتابات الدكتور سيد علي إسماعيل!!

 

 

 

 

المصدر: أ.د سيد علي إسماعيل
sayed-esmail

مع تحياتي ... أ.د/ سيد علي إسماعيل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 364 مشاهدة

ساحة النقاش

أ.د سيد علي إسماعيل

sayed-esmail
أستاذ المسرح العربي بقسم اللغة العربية - كلية الآداب جامعة حلوان »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

826,126