هذا أول كتاب أنشره عام 1996، وكان السبب في رسم طريق حياتي العلمية والبحثية!! فكم كانت سعادتي بنشر أول كتاب عن (أشهر أديب مجهول) وهو إسماعيل عاصم .. والد الموسيقار الكبير (مدحت عاصم)!! .. أتذكر عندما أصدرت هذا الكتاب بأيام معدودة، اتصل بي المرحوم الموسيقار (عبد الحميد توفيق زكي)، وقال لي: أنت الدكتور سيد الذي أصدر كتاباً عن إسماعيل عاصم؟ فقلت نعم، قال: خذ عنواني وتعالى حالا بنسخة من الكتاب! فأخذت العنوان وأنا سعيد سعادة كبيرة لأن الموسيقار الكبير طلب مقابلتي!! ذهبت إلى منزله الواقع بين القللي ونفق شبرا .. وعندما استقبلني أخذ الكتاب بسرعة وقلبه وفر ورقه وقرأ رقم آخر صفحة فوجدها 330 .. وعلى الفور صرخ في قائلاً: كيف كتبت كل هذه الصفحات عن هذا الرجل، وأنا الذي عشت في بيته وصادقت ابنه مدحت عاصم نصف قرن! وكم كان رحمه الله - يقصد مدحت - يتمنى أن يقرأ عن والده (صفحة واحدة)، لأنه عرف أن والده (إسماعيل) من الأدباء، ويُعد أول محام يعتلي خشبة المسرح ويكتب للمسرح!!
هذا اللقاء لن أنساه طيلة حياتي، وأتذكر أنه أوصاني بأن أكتب عن أديب مسرحي وموسيقى آخر ظلمه التاريخ، ولم يذكره .. مثله مثل إسماعيل عاصم .. فوعدته بذلك .. ونفذت جزءاً من الوعد، بأنني كتبت تعريفاً عن هذا المظلوم المجهول في أحد كتبي، ومازالت هذه الوصية في عنقي .. وسأنفذها في يوم ما وأكتب كتاباً عن هذا المجهول المظلوم .. (محمود مراد)!!
أ.د سيد علي إسماعيل
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
ساحة النقاش