الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

أشعار الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

تواصل

 الأربعاء 23 مارس 2011

العدد: 5609

 

الشاعر المصري حلمي سالم:

لدينا مشروعنا الثقافي ونحتاج لنظام سياسي لتنفيذه « كما يجب»:

 

كل الشعر يمكن ادعاؤه وركوب أمواجه، ولكن القليل ممن يلمع اسمه. فهناك أدعياء في كل تجربة ومستسهلون في كل تجربة.

 

القاهرة- هيثم صلاح

 

فاجأني بتفاؤله الشديد مما يشهده الشارع المصري خلال الآونة الراهنة، رغم حديثي إليه عن معانتي حينما قطعت طريقي متجهاً للحوار معه، فقال لي ببساطة شديدة: الموضوع برمته يحتاج لتعقل فهناك من يتخذ من هذه المواقف ذرائع وحججاً لكي يثير قضايا سياسية يثبت من خلالها أنه موجود وأنه ذو قوة وشأن، وهؤلاء دوماً ما يتساقطون واحدًا تلو الآخر، وهذه سُنة التغيير؛ لتخلو الساحة تماماً من أمثال هؤلاء، فنبدأ صفحة جديدة لمستقبل أفضل؛ لذلك فأنا متفائل فالاستقرار دوماً تصحبه زوبعة فما بالك إن كانت تلك الزوبعة نابعة عن حياة « ليست ثابتة » ؟  أو إن صح التعبير فهي لم تكن حياة في الأساس.

 

 

الشاعر حلمي سالم عضو في لجنة الشعر، وأحد رواد قصيدة النثر، وحاصل على "جائزة كفافيس" في الشعر، وله أكثر من ثلاثة عشر ديواناً وبعض الكتب الفكرية، ترجمت قصائده إلى العديد من اللغات العالمية؛ لذا كان التحضير للحوار معه يحتاج جهدًا كبيرًا، خاصة بعدما قلب الموازين والترتيبات التي أعددها للحوار معه، فجاء الحوار بسيطاً وتلقائياً.

 

وحينما هممت بمبادرته بسؤال، قال ضاحكاً: أود أن أفسر لك تفاؤلي، فهو نابع من تاريخ الأدب نفسه، فهو تاريخ الانقلابات والتغيرات والإضافات، وأنا أراهن على مثقفينا في تجاوزهم للأزمة إذ سيبدأ كل منهم في بذل جهده للتطوير؛ لأنهم يدركون أن التغيير ليس سهلاً، بل هو امتحان صعب، من هنا سيحاولون تجويد أعمالهم ومواكبا تطوير وفتح آفاق لمستقبل أفضل، وهذا لا شك يتطلب الخروج على المألوف بل إن استطعت فقل كسره من الأساس.

 

سألته: بصفتك شاعرًا تخاطب الوجدانيات، ماذا يشغل المصريون في

هذه الأيام؟

فأجابني: سأتكلم عن الشعراء، فالقضايا التي تشغل بالهم أهمها الآن نفي التهمة عن أنفسهم، كما يشغلهم كيف يعبرون عن واقعهم خاصة في ظل  - اختلاط -  "كما يقال في الأمثال " الحابل بالنابل  وقد تداخلت الخطوط ،« سمك لبن » فصار الواقع مع بعضها بعضاً وامتزجت الألوان، ولم يعد العدو عدواً ولا الصديق صديقاً ولا العدالة عدالة.

 

وهل ترى أننا بحاجة إلى مشروع ثقافي جديد في ظل الأزمات الراهنة؟

لا، نحن لدينا مشروع ثقافي، ولكن نريد نظاماً سياسياً حقيقياً ينفذ هذا المشروع؛ فالمثقفون مظلومون، وقد قدموا الكثير ولا يزالون، ويؤدون أدواراً مهمة، ولكنها غير بارزة بسبب التعمية والتغطية، فجهودهم عالقة في الكتب، ولا توجد حركة سياسية شعبية أو رسمية تحمي المثقفين وتتبني جهودهم وفكرهم ورؤاهم، وهذا ما أتمناه

في المستقبل القريب بعد استقرار الأوضاع.

 

هذا يفتح الكلام في علاقة المثقف بالسلطة.. فكيف ترى تلك العلاقة؟

منذ ما يقارب العامين تقريباً أصدرت محكمة القضاء الإداري حكماً بإلغاء ترخيص مجلة« إبداع » الأدبية لنشرها قصيدة لي بعنوان شرفة ليلى مراد » بزعم أنها تتضمن إساءة للذات الإلهية، ونادى البعض حينها باسترجاع جائزة التفوق التي حصلت عليها، واسترجاع قيمتها المادية إثر نشره هذه القصيدة أيضاَ، وأنا أرى أن هذه القضية جزء من أزمة الثقافة العربية، أو من الصراع الحاصل بين القراءة الحرفية للنصوص، وبين القراءة المفتوحة أو التأويلية، وقد زاد هذا الأمر في الفترة الأخيرة بسبب انعدام الحوار في ثقافتنا العربية الراهنة، إذ لا يوجد اعتداد حقيقي بالآخر، أو اعتداد بالتنوع، أو اعتداد بالاختلاف، وبالتالي أصحاب كل رأي يرون أن رأيهم هو الحقيقة الوحيدة، فالمشكلة تكمن في أن يطلب أحد من السلطة سحب جائزة أدبية من مبدع ما مختلف معه في فكره وآرائه وتوجهاته، رغم أن الجوائز - والجميع يعرف هذا - تمنح للأدباء والمبدعين والمفكرين تقديراً لأعمالهم ومؤلفاتهم وتجاربهم المتنوعة، ليس لأخلاقهم الحميدة أو الرديئة، أو لطوائفهم وانتماءاتهم وجنسياتهم.

وأتمنى أن يزال هذا الخلط للأمور خلال الفترة المقبلة؛ لأنه إذا استمر هذا الغلو فربما نصل إلى مواقف خطيرة.

 

إذن.. فما الرؤى المستقبلية للثقافة المصرية خاصة والعربية عموماً؟

المعاير مصريًا وعربيًا واحدة، وتتمثل في المطالبة بعزل المعيار الديني عن الحكم على الأعمال الأدبية، مع توسيع النظرة الدينية المتزمتة للآداب والفنون؛ لأن هذه النظرة قد تلغي جميع الفنون،

إضافة إلى أنه لابد من تنقية القضاء من البنود أو القوانين التي تشجع أهل التطرف في الدين على رفض كل ما يدعو للتنوير، وإلغاء قانون الحسبة؛ لأنه قانون - بحسب رأيه - من القوانين الأساسية

التي يستند إليها المتطرفون في رفع دعواهم، وهو مدمر لحياتنا الثقافية في مصر، كما أطالب بحرية أكثر في النظر إلى الأدب، وبالمزيد من الإدراك لدى الناس إذ إن بيتاً من قصيدة أو مشهداً من

مسرحية أو لقطة من فيلم لن يخرب المجتمع، ولن يصاب الدين بأي أذى.

 

قصيدة النثر بوصفك عضوًا في لجنة الشعر.. كيف ترى قصيدة النثر؟

قصيدة النثر فن أدبي مضطهد، ومشبوه، ولا يزال متهماً، فكل من يكتب قصيدة النثر هو متهم بأنه لا يعرف اللغة العربية وهارب من الوزن، وأنه لا يرتبط بواقعه الثقافي والتراثي، وحينما تباحثنا لعقد مؤتمر لقصيدة النثر، قلت إنني لست مع التجزئة بإقامة مؤتمر للشعر العمودي، ومؤتمر للشعر الكلاسيكي، ومؤتمر لقصيدة النثر؛ لأنني أنا مع الوحدة والتنوع، لكن شعراء قصيدة النثر يتصرفون بحس،« الأقلية ». وعندما يحصل استقرار لها واعتراف بها، ستكون الأمور أفضل مما هي عليه اليوم.

 

وماذا عن التحديات التي تواجه قصيدة النثر في رأيك؟

أحذر من الاستسهال في كتابة قصيدة النثر؛ فكل الشعر صعب، وكل الشعر سهل، وهو صعب إذا أخذه صاحبه مأخذ الجد والعمق، وسهل إذا أخذه صاحبه مأخذ السهل، وينطبق هذا على الشعر العمودي والتفعيلة والنثر، وكل الشعر يمكن ادعاؤه وركوب أمواجه، ولكن القليل ممن يلمع اسمه. فهناك أدعياء في كل تجربة ومستسهلون في كل تجربة.

 

لكن هناك نداءات بوضع شروط لقصيدة النثر؟

لابد أن يكون هذا من عمل النقاد وليس الشعراء، فأنا لا أريد لقصيدة النثر خصائصاً أو شروطاً تجعلها في أقفاص حديدية، إنما أريدها فضاء مفتوحاً يتكئ على قدرة وكفاءة وموهبة، فهناك بعض الشعراء الكبار متفهمون لقصيدة النثر، أمثال د. عبد العزيز المقالح، ورأيهم فيها كما هو رأينا ونظرتنا. هناك من يتهم شعراء النثر بالشللية..؟

مقاطعاً: لست مع الشللية، ولكن الشعراء الشباب يفضلونها بسبب الاضطهاد، وهو رد فعل للعزل والإبعاد.

 

حلمي سالم في الفترة المقبلة.. كيف يكون؟

أركز خلال الفترة المقبلة على الكتابة والنقد والشعر، فقد انتهيت أخيراً من ديوان مخطوط وأبدأ بمشروع ،« حديقة الحيوانات » جديد اسمه سيرة ذاتية، خاصة بعد الإقبال الذي شهدته على كتابالتصويب على الدماغ »

كل الشعر يمكن ادعاؤه وركوب أمواجه، ولكن القليل ممن يلمع اسمه. فهناك أدعياء في كل تجربة ومستسهلون في كل تجربة قصيدة النثر فن أدبي مضطهد ولا يزال متهمًا، فكل من يكتب قصيدة النثر متهم بأنه لا يعرف اللغة العربية وهارب من الوزن.

 

القاهرة- كرمة أيمن..

saydsalem

الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 49 مشاهدة
نشرت فى 1 نوفمبر 2013 بواسطة saydsalem

الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

saydsalem
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

128,712