الأصـــابع
لا عليكِ إن لم تستطيعي التحكُّمَ في الملاعقِ،
فيمكن رشفُ الحِساء بالفم المباشر،
ولا عليكِ إن لم تستطيعي حلاقةَ الذقن
فيمكن أن تنوبَ عنكِ حنينُ الصغيرةُ السمراءُ،
(كما أن الذقنَ غيرَ الحليقةِ،
تشي بخبرةِ السنوات والزهد)،
لا عليك إن لم تستطيعي كتابةَ
نقدِ الحداثة
فيمكن لعبد المطلب
أن ينهضَ بهذا الدور
على الوجه الأتمِّ،
(علماً بأن الأفضلَ تركُ الحداثةِ تغرقُ
من غير أن نرمي لها العوّامة).
أيتها الأصابعُ التي تشبه المِذراةَ والبيانو،
ثمّة الكثيرُ الذي يمكن الاستغناءُ به:
1. يكفيكِ أن تبصمي بالإبهام
على وثيقة رفض تعذيب الحقوقيين.
2. ويكفيكِ تقليبُ صفحة الكتاب
مستعينةً ببّلة اللسّان الذي
صار له الآن ريقٌ.
3. ويكفيكِ رفع السبّابةِ
في وجه كاتبٍ مزيف.
4. ويكفيكِ طبعُ كفٍّ غارقٍ في الدمّ
على حوائط المؤسساتِ
كرمزٍ لصرخةِ ابن آدم.
5. ويكفيكِ أن تحطي شاشةً مبلولةً
على جبين الفتاة التي تهدّها الذكرياتُ
كلما دوّي أذانُ الفجر.
أيتها الأصابعُ التي تشبه المذراةَ والبيانو،
مازلتِ قادرةً على أداء الوظيفةِ الأهم:
وضْعُ السّكر في شاي فاطمة.