فرجينيا وولف
هادئةً
هبطتْ إلى البحر،
مالئةً جيوبَها بالحجارة
حتى لا يفشلَ الغرقُ المرتجي،
لكنها كانت تعلم أن التناسخَ
سيعيد خلقَها في مصر
بعد رتوشٍ دراميةٍ في النّهدين والكَفْل.
الشاحبةُ التي علّمتْ نفسَها
المشي على شفرةِ النصّل،
لأن أمَّها لم تورِّثها سوي جفافِ الحَلْقِ،
وأباها لم يتركْ لها سوي المحرابِ،
تكثَّرتْ كانفجار الخلايا:
واحدةً تكتبُ النَّصَّ،
وواحدةً تعيش النصَّ،
وواحدةً تراقبُ نفسَها وهي تكتبُ النصَّ،
وواحدةً تراقبُ التي تراقبُ نفسَها
وهي تعيشُ النصَّ،
وواحدةً تنقل كرسيَّها من القطارِ إلى
العيادة الخارجية التي تسبقُ النصَّ،
وواحدةً تخرج من موتٍ قديمٍ
إلى موتٍ حادثٍ يعقبُ النصَّ،
وواحدةً تمسكُ المرايا وتري نفسَها
مُشظاةً في كلِّ نصّ.
الطفلةُ التي لا تتقنُ مكيافيللي
ولم يمرَّ التكيّفُ على شُبَّاكها الشرقي
بعد أن ينزلقَ الرجلُ إلى الصحراء،
وهو يدندنُ في ربابه المشروخِ:
« يا ليلُ، الصّبُّ متى غدُه؟
يترّنحُ قلبُ المحتاجينَ على الدربِ،
فهل يُقبلُ مكلومٌ يسندُه؟
كنتُ أصلي ألمي في قاعِ لظاي،
وأسجدُه
وهنا بدنٌ يُدنيه صفاءُ حبيبٍ،
لكنَّ جفاءَ حبيبٍ يُبعدُه».
هادئةً هبطتْ إلى غرفةِ العناية
مالئةً جيوبها بالحجارة
حتى لا يفشلَ الحطامُ المرتجي.
كنتُ أحصي التشابهاتِ
بين التي على الغلاف والتي على جفني،
كلما جاءتني ممرضةٌ لترصدَ الذبذباتِ
في الرُّسغ،
فأدفعُ التي على جفني إلى التوغُّلِ في
السَّلف الصالح،
حتى يتطابقَ النّصان.
لم يكن يعوزُ السابقةَ سوي
سجنِ الطائف،
ولم يكن يعوزُ اللاحقةَ سوي جيوبٍ
لا تسرِّبُ الزّلط،
ولم يكن يعوزني سوي جرعة السيولة،
كي أعقدَ المقارنات بحنكةِ المتقمص.
جميعُهم حاضرون في الممّر:
إليزابيث تايلور، والوجوديون، ونيكول كيدمان، والمعذّبون في الأرض، وماهر شفيق فريد، والفصاميّون، والخائفون من الخوف، وضحايا الكوابيس، والمتسِّمرون من البُرص، وسيدةُ النبع.
فلندخل الآنَ لعبةَ الأشباح
لكي نفهمَ:
لماذا قذفتِ السيدةُ المعاصرةُ
أحجارَها في وجه الأطباء
وتفرّغتْ لصُنْعِ العِنَّاب؟