الراهــب
يفوح زهرُ البرتقال في سِكَّةِ البحر،
فتصحو تخثراتُ الدمِ الذي يمشي
وئيداً،
( أجندلاً يحمل أم حديدا؟).
الكَفُّ في الكفِّ مرتين:
مرةً عند شريط القطارات،
حيث السكندريون زيتٌ على قماش 70 في 100،
ومرةً عند ساقيةٍ
حولها العفاريتُ في صيغةِ الأرانب،
وكلما حَفَّ طائرٌ بالماء
نقَّرتْ إوزةٌ في الكبد.
مَيِّزي أنت بين نباحِ الكلاب
ونشوةِ الضفدع،
وثبِّتي أنتِ همسَ الظلام
وقفزةَ السمك النشيط،
أما أذناكَ فأسلميهما لموال غريقٍ قديم،
يصعدُ من بئر ماكينةِ الطحين:
«يا ليلُ، الصبُّ متى غدُه؟
يرسم مشهدَ وصلٍ في الحلمِ،
فيضنيه على اليقظةِ مشهدُه
هذا مطعونٌ يرجو في الحزنِ
مماتاً،
فيوافيه على الطعنة مولدُه
يضع على رمل الشّطِّ جبيناً،
وعلي طيفِ الإقصاء
يوسِّدُه
فيلملمه كيف يشاءُ،
وكيف يشاءُ يمدِّدُه».
هنا كتبتُ في الصّبا
أولَ سطر عن حبيبةٍ مزروعةٍ في دماء الأرض،
متخيلاً جنيّةَ النبر والشهوات،
وهنا سأكتب في الخريف
آخرَ سطر عن حبيبةٍ
مشبوكةٍ في الريشة التي في الفَصّ،
وذراعي في ذراع جنيَّةِ النبر والشهوات.
وحين يفوح زهرُ البرتقال في سكّة البحر،
وتصحو تخثراتُ الدمِ الذي يمشي
وئيدا
(أجندلاً يحمل أم حديدا؟)
سأترجم دعاءَ الكروان هكذا:
جرحُك لي لي لي،
وجرحي لكْ لكْ لكْ.