الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

أشعار الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

أنا شاعر الوادي وعزاف اللظى

(ألقيت في ظلال المنصورة يوم احتفالها بمحمد محمود باشا في أثناء رحلته السياسية في 27 من مارس 1937 م )

 

لمحت ركابكَ يا مُظفّرُ مثلما = لمح الحجيج بظلّ مكة زمزما

فأتتكَ حاشدةً تكاد سماؤها = فوقك فرحةً وتبسمّا

بلد الهوى والسحر هزّ ملاحني = فهفوتُ نحو ظلالهِ مترنما

كادت مباهجها تنسّى خافقي = سحر الصعيد وما أفاض وألهما

قد كنتُ أحسبُها خميلةَ شاعرٍ = شدهَ الربيع خيالَهُ فترنّما

فإذا بها للحقّ ثورةُ ثائرٍ = نسخَ النسيمَ على الضّلالِ جهنّما

بالأمس لاذَ بظلّها متجبّرٌ = ضاقتْ به الدنيا فثارَ ودمدما

صلف الزعامة غرّهُ فمشى بها = يُرغي ويزبدُ فوق شطآن الحمى

زعم المواطن كلَّها أجنادَهُ = ولو استطاع على الورى لتزعّما

معبود قومٍ كلما نادى بهم  = سجدوا لديه ضلالةً وتأثّما

آبيسُ والأصنامُ أقدسُ حرمةٍ = منه وأوهنُ في العبادة مأثما

دين الحجارة صامتٌ! لكنهُ = طلبَ الصلاة لنفسه متكلّما

قل للزعامةِ بعدَ ما أودي بها = عضُّ الأنامل حسرةً وتندّما

أين الرفاقُ؟ ألا فنوحي بعدهم = قد صار عرسك يا كئيبةُ مأتما

وعظُوكِ حتى صمّ سمعكِ عنهمُ = تركوك ثاكلة السواعد أيّما

أصبحتِ في التاريخ دمعةَ ظالمٍ = نار العدالة أوسعته تضرّما

تركوكِ حتى صار فرطَ ضلالةٍ = صنمُ القداسةِ في حماك مُهشّما

هذا حِمى المنصورة انصدعت به = آساسُ معقلكِ القديمِ فحُطّما

بلد الفدا والتضحياتِ أبى لها = شرفُ الكرامة أن تُقاد وتُرغما

دارُ ابن لقمان ودارةُ حصنها = ودّت مدارج سجنها لكِ سلّما

نبذيك نبذ الريح ذابلة السفا = ودعت عليلكِ تسخُطاً وتبرُّما

وشبابها ترك الضلالَ وعافَهُ = فغدا مسيرك في ثراهُ محرّما

قد لاذ بالوكن الذي برحابه = الجيلُ والنيل العتيد قد احتمى

زُرت الصعيد فكان ركبُكَ مهجةً = والشعبُ يجري في لفائفها دما

وعطفت بالدلتا فكاد نخيلها  = يجثو لديك محيّيا ومُسلما

ومسابح الرياح أصبح موجها = يدعو لركبكَ في الشطوط مُغمغما

والسنبل المفتون يرقصُ فرحةً = والسّرو يبدو في الخشوع متيّما

دنيا من الأفراح يخفق بشرها = أنّى حللت من الديار وأينما

فأم بظلّ الحقّ أرسخَ دولةٍ = في النيل طاب زمانُها وتنعّما

واسمع نشيد الشعر فهو مشاعرٌ = فاض الولاء بها فهاج ورنّما

أَنَا شَاعِرُ الْوَادِيْ ! وَعَزَّافُ اللّظَىْ = إِمَّا شَهَدْتُ جَنَانَهُ مُتَألِّمَا

أهدي العطور لمن يفي لبلادهِ = وأسوق للطّاغي الخؤون جَهنّما

لاموا عليّ الشدوَ قلتُ رُيدكم = من ذا يلومُ العبقريَّ الملْهما

غيري يسُوقُ الشعرَ فضلَ بلاغةٍ = وأنا أُفجّر في منابِعه الدما!!

 

شعر:  محمود حسن إسماعيل

saydsalem

الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 88 مشاهدة
نشرت فى 22 أكتوبر 2013 بواسطة saydsalem

الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

saydsalem
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

111,777