الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

أشعار الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

البلبل الدفين

 

أيذكر الناس إن أوديتُ تغريدي     =      فيطربون وجسمي طيّ أخدود؟

ماذا يفيد رفاتي في الرجام اذا       =    أثنى الأنامُ على هذي الأناشيد؟

وهل أحس اذا ما كللوا جدثي        =    بالزهر أو سكبوا ماء العناقيد؟

وأنشدوني أشعاري التي سلفت       =         وأبنوني بتبجيل وتمجيدِ ؟

وقام قائلهم – في الجمع – يحمدني    =          كالغيث يحمده ترنيم غريدِ

قوموا فبكّوا ربيعا للنفوس مضى        =       فأين صَيَّبُهُ لليابس المودي؟

وأين لا أين ألحان مُرَجَّعةٌ            =      تصبو لها أنفس الغيد الأماليدِ ؟

لا بارك الله في قوما أظلهم           =     حينا يشعر كظل الروض ممدودِ

وقاهموا لفحة الأيام ما لفحت        =         وشرّد الهمّ عنهم أيَّ تشريدِ

فقلَّصوا ظله المعقود واعتصموا     =         من الليالي بظل غير معقودِ

وعاش بينهمُ غضبان منفرداً           =    بقلبِ منصدع في العيش مجهودِ

ضياء عزهمُ أخفاه جهلهمو             =     وأشرق النورُ من أيامه السودِ

قد كان هيا م في كل داجية          =   ومخرجا لهمو من كل مسدودِ

كانت أناشيده خمرا معتقة           =    خمرَ المشاعر تُصبي كل جلمودِ

سلوى القنوط اذا ما خانه أمل   =      في عيشه وعزاء المناكيدِ

تطل منها المعاني وهي مشرقة     =    وكأنهن الغيد في العيدِ

من كل بيت أنيق الصوغ مؤتلق   =    يُزْري بحبات سِمْطِ الكاعب الرودِ

مرقرق مثل فيض القطر منسكب     =   ياضيعة القطر في جوف الصياخيدِ

كلا..فلو أنهم مثل الجماد اذاً      =   لدبَّ روحُك في الصَمِّ الجلاميدِ

لا كالجماد ولا كالناس قد لزموا  =      مع الجهالة أكناف الأخاديدِ

*       *       *

لا بارك الله في أحبابه أبداً      =    فرِيُّهُ صَرَّدوه أي تصريدِ

ساموه في حبه مطلا فما ظفرت   =   كفاه الا بمكذوب المواعيدِ

مَنْ غيرُهُ طَبِن بالحسن مختبر     =    حتى يُبعَّد عنه أيَّ تبعيدِ

الزهر يعبس في أكمامه غضباً       =    من النعيب ويصحو للأغاريدِ

فما لهذي الغواني ليس يفتنها    =   حسن لحسن وتجويد لتجويدِ

الحسن يملكه من ليس يطلبه     =    نعم ويمنع عنه كل معمودِ

يا ليت حسن الغواني كالطبيعة لم   =      تبخل به فَتَمَلَّى كل موجودِ

لو أنصفوه لما مانوا ولا مطلوا        =  كلا ولا فخروا بالطرف والجيدِ

جلاله خالد لا نهب عادية             =     وحسنهم نهبة في القبر للدودِ

ان كان يُعْبَدُ شيئ في الأنام فما      =   أحرى الجلال به من كل معبودِ

لكنهم – جهلوا – كالناس روعته     =    فعاش ما عاش في هم وتسهيدِ

حتى أهاب به داعي المنون فما        =    بكوا عليه ، وولى غير محمودِ

قومي اسكبي يا عيون المزن ما بخلت   =          به عليه عيون الخرد الغيدِ

*       *         *

هيهات ليس ثناء القوم ينفعني        =       لقد تشابه اطراءٌ بتنديدِ!

 

 

شعر: عبد الحميد السنوسي

saydsalem

الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 47 مشاهدة
نشرت فى 15 أكتوبر 2013 بواسطة saydsalem

الطبيب الشاعر/ السيد عبد الله سالم

saydsalem
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

129,238