مراحل النموالخلقي :
تمكن كولبرج سنة 1963 من تحديد ثلاثة مستويات للنمو الخلقي يشتمل كل مستوي منها علي مرحلتين وقد توصل الباحث الي هذه المستويات والمراحل بعد
تحليل نتائج تجربته التي اجراها علي 72طفلا تمتد اعمارهم من 10الي 13 سنة وقلة منهم تبلغ من العمر 16 سنة وقد اختبروا ليمثلوا المجتمع الذي
يعيشون فيه واعتمد كولبرج في دراستة لاستجابات الافراد علي المقابلات الفردية التي رصدها علي شريط تسجيل ثم حللها بعد ذلك تحليلا دقيق وتحتوي
اسئلة المقابلة الفردية علي عدد من القضايا الخلقية يمتد من 50 الي 100 قضية وتستغرق كل مقابلة ما يقترب من ساعتين وقد استخدم الباحث
مجموعة من القصص بحيث تشتمل كل قصة علي نوع من التعارض بين قيمتين من القيم الخلقية ونذكر مثالين منهم :
.المثال الاول : وعد الاب ابنة الاكبر بأنه سيسمح له بالذهاب الي المعسكر الصيفي اذا امكنه ان يكسب جنهين ثم غير الاب فكرتة عندما تمكن الابن من
الحصول علي هذا المبلغ وطلب منه ان يعطيه هذا المبغ ولقد كذب الابن علي ابيه وقال انه لم يكسب الا 50 قرشا فقط ثم ذهب الابن الي المعسكر
الصيفي بما تبقي له من نقود ولقد روي الابن الاكبر لاخيه الاصغر كل ما حدث وقال انه كذب علي ابيه فهل يخبر الابن الاصغر الاب بما حدث؟
المثال الثاني : اوشكت الزوجة علي الموت من المرض ولم يكن هناك الا دواء واحد لانقاذها لكن هذا الدواء يتكلف مبلغا كبيرا ولم يكن يعلم طريقة
اعداده الاصيدلي واحد وعندما ذهب الزوج الي الصيدلي تغالي الصيدلي في ثمن الدواء وراح الزوج يستدين المال من كل من يعرف لكنه لم يحصل الاعلي
نصف المبلغ المطلوب وذهب الزوج الي الصيدلي وهو يرجوة ان يكتفي بنصف الثمن او يقسط عليه المبلغ الباقي لكن الصيدلي قال له (انا الذي اكتشفت
هذا الدواء) وانا الوحيد الذي استطيع اعداده وقد اعتزمت ان اكون ثروتي من هذا الدواء ولقد يئس الزوج من حصولة علي الدواء فكسر باب الصيدلي
ليسرق الدواء فهل كان علي الزوج ان يفعل هذا الامر؟
ولم يقتصر الباحث في تحليله علي حكم الطفل علي المواقف بل كان يستطرد في هذا التحليل ليكشف عن الاسباب التي ادت الي ذلك الحكم
وقد تناول كولبرج في بحثة هذا عددا من المفاهيم الخلقية مثل مفهوم الطفل عن الخير والعدالة وغير ذلك من المفاهيم الخلقية الاخري ودرس الباحث
ايضا وجهة نظر الطفل عن النوايا التي دعت الي السلوك ومدي اختلاف هذه النوايا عن النتائج التي تحدث بعد ذلك
وقد انتهي كولبرج من بحثة هذا الي المستويات الثلاثة التالية وما يشتمل عليه كل مستوي من مرحلتين من مراحل النمو الخلقي:
1- مستوي ما قبل السلوك الخلقي:
المرحله الاولي العقاب والطاعة نتيجة للعقاب والخضوع للاوامر لتجنب العقاب
المرحله الثانية الاداء البكائي لتحقيق اللذة وبذلك يخضع الطفل للاوامر حتي يثاب علي فعله
2- مستوي السلوك الخلقي لارضاء الاخرين:
المرحله الثالثة السلوك الخلقي الطيب الذي يؤدي الي اقامة علاقات اجتماعية قوية وبذلك يساير الطفل الاوضاع القائمة حتي لايصبح منبوذا من
الجماعة
المرحله الرابعة السلوك الخلقي الذي يساير السلطة القائمة وبذلك يسلك الطفل مسلكه الخلقي ليتجنب رقابة السلطة القائمة وحتي لايقع في الخطأ
3- مستوي السلوك الخلقي الذي يعتمد علي التقبل الذاتي للمبادئ والقيم الخلقية:
المرحله الخامسه السلوك الخلقي القائم علي العلاقات الاجتماعية التي تحدد للفرد ما يجب عليه وهذا يؤدي الي ان يسلك مسلكا يتجنب به الاعتداء
علي حقوق الاخرين
المرحله السادسة السلوك الخلقي الذي ينبع من القيم العليا التي يحددها الضمير للفرد وبذلك يتجنب الفرد سلوكا معينا حتي لا يصبح ساخطا علي
نفسه
وللعالم السويسري بياجية دراسات وابحاث ادت الي بيان مراحل النمو الخلقي عند الاطفال وهذة المراحل هي :
1- مرحلة الواقعية الاخلاقية :
يتميز سلوك الاطفال في هذة المرحلة العمرية اقل من 5 سنوات تقريبا بالخضوع الاتوماتيكي للقواعد الخلقية دون الاستدلال والحكم ويعتبر الاطفال
الاباء والكبار الاخرين الذين يمثلون السلطة افرادا مقتدرين ولهذا يتبعون القواعد ويخضعون لها دون الاستفسار عن عدالة هذة القواعد وفي هذه
المرحلة يضدر الاطفال حكما خلقيا علي الحدث او الفعل بكونه صوابا او خطأ علي اساس النتائج المترتبة علي الفعل وليس علي اساس النية او القصد
الكامن وراء الحدث
2- مرحلة الاخلاقية المستقلة:
يصدر الاطفال احكامهم الخلقية في هذة المرحلة علي الفعل او الحدث بكونه صوابا او خطا علي اساس النية او القصد تبدأ هذه بين 7و8 سنوات من
العمر وتمتد حتي عمر12 سنه وما بعدها
وفي الفئة العمرية من 5-7 سنوات تقريبا تبدا مفاهيم الاطفال عن العدالة بالتغير فتصلب او عدم مرونة الافكار عن الصواب والخطأ التي سبق ان
تعلمها عن طريق الوالدين قبيل 5 سنوات تبدأ تدريجيا بالتحور وكنتيجة لذلك فالاطفال ياخذون بنظر الاعتبار الظروف التي ترتبط بالمخالفات الخلقية
فعلي سبيل المثال ان الطفل عند5 سنوات يدرك بأن الكذب يكون مبررا في بعض الحالات وعليه فلا يعتبر بالضرورة خطأ
ولهذه النتائج اهميتها التربوية القصوي لانها تدل بطريقة عملية تجريبية علي ان السلوك الخلقي يمر بمستويات ومراحل يتلو بعضها بعضا ولن يصل
الطفل الي اي مستوي من تلك المستويات حتي يكون قد مارس فعلا المستوي الذي قبله وبذلك يستطيع المعلم ان يهدي الطفل في نموه الخلقي ويسير به من
مستوي او مرحلة الي المستوي الذي يليه او المرحلة التي تعقبه ويستطيع المعلم ايضا ان يكتشف ما يسرع بالطفل للوصول الي المستوي الخلقي
النهائي وما يعوقه عن الوصول الي هذا المستوي ليعالج الموقف علاجا صحيحا في اطار العوامل التي تؤدي الي سرعة النمو الخلقي او الي اعاقتة
وشكرا لكم
اتمني ان ينال اعجابكم
المصدر: بحث علمي مجمع من اكثر من مصدر
نشرت فى 20 ديسمبر 2009
بواسطة sasoayman
عدد زيارات الموقع
26,017
ساحة النقاش