...كيف أنسى ....
كبرت 
ونسيت أن أنسى بقايا الكلام 
فوق تلك النوافذ التي نهشها الصقيع 
كبرت 
ونسيت أن أنسى 
أنني نسيت مداد حروفي 
في ذلك البيت 
لكنهم لم يستطييعوا
النيل من حقيبة أفكاري 
فقد خبأتها جيب من جيوب ضلوعي 
نسيت ان أنسى 
أنني حين سجنت .... ضحكت 
 على قيد لم يتمكن مني، ولصكوكهم ما وقعت 
كيف أنسى عين التراب 
وهي تراقب مخالب الذئاب 
حين نهشت حشيش روحي 
ورغم هذا ...... ضحكت 
كبرت 
ونسيت أن أنسى كيف خلف القضبان رموني 
وحين استجوبوني ... منهم سخرت 
سألوني : 
عمن ورائي...؟ وكم قبضت ؟ 
فقلت : 
إسالوا مخبريكم فهم كالجراثيم 
يختبؤون في جيوب الكادحين 
 يغربلون حتى أكياس الطحين 
كبرت ونسيت أن أنسى.... شيطانكم 
وهو يتكئ على جدار قلبي 
يعصر الكلام من حلقي 
 بكرباج الدهاء 
لن انسى كيف زمجرتم غضبا لأني ما نطقت 
نعم يا سادة 
صمت .... ومن لهاث وجعي..... ضحكت 
فهل هناك صكا يمنع الضحك !!!!!؟
حاكموني إن شئتم.... بتهمة العصيان 
وعلى ضحكة من صدر غضبان!!!!! 
رنينها شرخ ضميركم العريان 
فتصاعد ظل دخانكم شعرا 
نثر حروفه من شقوق حنجرتي 
بلهيب ازرق 
سطر كنعاني فلسطيني أبا عن جد 
وأنتم بقايا رقيق بيع في المزاد 
احتال وسرق البيت 
وددت أن أبكي يا سادة 
على أمة خنقت ضميرها 
لكنني منها تألمت...، وعليها ضحكت 
 فقد سرحت أفكاري بمشط الألم 
لعل وعسى 
تُساقط غبار الزمن من على ستائر الظلام 
إحذروني يا سادة ، إن شهقت عيوني 
فقد حاكيت سنين عمري 
فقالت : 
لا تستسلمي ....
 واعلمي أن قلع الناب اول خطوة لتحرير البيت .

.....عفاف غنيم .....