قال ابنُ الزيّات أبو جعفر محمد ابن عبد الملك هذه الأبيات:
سَماعًا يا عبادَ اللهِ منّي
و كفّوا عنْ مُلاحظةِ المِلاحِ
*
فإنّ الحبَّ آخرُهُ المنايا
و أوّلُهُ يُهَيَّجُ بالمُزاحِ
*
و قالوا دَعْ مراقبةَ الثريّا
و نَمْ فالليلُ مُسوَدُّ الجناحِ
*
فقلتُ و هلْ أفاقَ القلبُ حتّى
أُفَرِّقَ بينَ ليلي و الصّباحِ.
وقفتُ على هذا الشعر متفاعلًا و أنا في محاولةٍ من أجل تَعَلُّمِ فنونَ العوم في بحر الشعراء الكبار فساجلت شعره هذا بالتالي:
سَمِعْتُكَ و المداخِلُ بانشراحِ
و وجهُ السّحرِ يُشرقُ في الصّباحِ
*
إذا ما الحبُّ آخرُهُ المنايا
فَطِيبُ الموتِ في عشقِ المِلاحِ
*
بأوّلِهِ الشّعورُ بِلا حدودٍ
و آخرِهِ التمتّعُ بانشراحِ
*
فلا خفضَ الفؤادُ بأيّ حالٍ
جبينَ العشقِ أو طرَفَ الجناحِ
*
أُراقِبُ ما تورّدَ مِنْ خدودٍ
كأنّ الوجدَ أسهمَ بالأقاحِي
*
و أنّ الفجرَ أشرقَ حيثُ ثغرٌ
و عيناها اللواحِظُ للجراحِ
*
لأجلِ الحسنِ أسهرُ كلَّ ليلي
و أشربُ مِنْ شفاهِ العشقِ راحي
*
أطَلَّ الصُّبحُ لكنَّ الأماني
كروضٍ ساحرٍ و القلبُ صاحِ.
مجلة السرمديات الأدبيه
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع