....متهم بريء ...
هذه الدنيا
مزاجها مرهق
فمن بالروح يترفق
منذ الولادة
أحمل بؤسي بسلاسل ظلي
ارتجف خوفا
وظلي قابع حولي يتوسد
حجرت على ذاكرتي
وسكبت حبة نهار
في صفحة يدي
رأيت ما فات من عمري
فبكيت وبكيت
على بيت كان منيرا
بلآلىء أمي
وجدران كانت تضحك
حين تراني
وأخ يمتص أحزاني
وبات عشا من قش يبس
لا يسمن ولا يقي
من نفحة برد
أو لهيب حر
وأتى العيد
فبحثت بين دروج عمري
عن ثوب جديد
وحذاء يقنيني
من شوك الطريق
سخر الوطن مني
أتريد ثوبا وحذاء
وجسدي عاري
مزقه طاغي عربيد
تناثرت دموع روحي
ضاق الصدر
وعدت التمس المنام
وخزتني الذاكرة
وتسلقني جبل الأنين
اتهمني العصاة بتمرد
تلقفني ثعبان
فقلت :
انا ابحث عن الأمان
نصبوا لي محكمة
والشهود جنود ذاكرة
لا تنام
رجوتها
أن تسمح للنسيان
أن يزورني
لحظة
دقيقة
لأبحث عن رغيف
ركض مني منذ زمن
وبذور الألم
اكثرت عناقيد وعناقيد
تأبطت ذراعي
وما من مفر
سكنت تضاريس طفولتي
وها قد
شاب شعري
وما زلت انهج
وفي البراري أصرخ
وقدماي تصارع المدى
إلا أنني بقيت
متهم
صرخت أنا بريء
فقالوا :
إبعدوه
هذا خطير
خطير لأني لم أقطع النهر
خطير لأني ارفض الغدر
واجهتهم بكل فخر
أنا حر
انا ابن الشهيد
أنا ابن الأسير
أنا ابن القدس
مليكة فلسطين
المحكمة أعلنت القرار
ابتروا هذا الغصن
لقد أعلن العصيان
اقتلعوه من الجذر
كي لا ينبت من جديد
صدى صوتي
زلزل المكان
يادنيا مدي لي يدك
وامسكي يداي
لكن يدي
ضاعت بين يديها
وحل الظلام
وما زلت انتظر النهار .
....عفاف غنيم ..
مجلة السرمديات الأدبيه
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع