____ سجالات الخيال ____
.
أَكــادُ أَذوبُ حبــاً وانشــغالا ... وجوفُ القلبِ يشتعلُ اشـتعـالا
وسُهـدُ الليلِ يُشقـيني بصمتٍ ... أُناجـي وجــهَ فاتـنــتي خـــيالا
تُسامِرُني وتُسـعِـدُ لي فؤادي ... بِصـوتٍ مازَجَــتْ فيــهِ الدَلالا
بُحورُ الشعرِ تسبـقُـني إليــها ... فأَعتصِرُ الحروفَ لها ارتِجالا
وَمن بُعدٍ تُســاجِلُـني بشــوقٍ ... وَتَطـلُبُ في قَصــيدَتها وصالا
فتــأتينــي القــوافيَ عاجلاتٍ ... وكــلٌّ يبتــغي معــها السِجـالا
وتوقِدُ جَذوةً في الروح تَبقـى ... تُنــيرُ القـلـبَ تمـلــؤهُ جــمـالا
أَقولُ لها وسَيلُ الشوقِ يَجري ... بأَنَّ غـيابهــا عــنّي اسـتطالا
وإنّـي أَرتــجي اللُقــيا قــريبـاً ... وفي شَـغَفٍ أَشِـدُّ لهـا الرحالا
وَلن أٌروى بكلِّ الغــيدِ حـولي ... وحـبّيَ دونَ رؤيَتِـهــا مُـحالا
فإنْ غابَـتْ سَـأَرفُضُ كلَّ دُنـيا ... وَأَعتَـزِلُ النِـساءَ بهـا اعتِزالا
فـقالَتْ والهــوى منهـا تسـامى ... وطَرفُ العينِ قد فاقَ الغَزالا
فإنّــي لاأَرومُ سِــواكَ عِــشقــاً ... إليـكَ القـلـبُ يـمتَثِـلُ إمـتـثالا
وإنّي أَرتَـجـي رؤيــاكَ دومـــاً ... وَدونَكَ صرتُ أَلتَحِفُ المَلالا
وحُبُّكَ في فؤاديَ صار صَرحاً ... بديعــاً لايُضــاعُ ولـن يُـزالا
فَلــمّا أَسهبـتْ في الحُــبِّ قـولاً ... رأَيتُ الصِدقَ من فَمـها تَلالا 
وذاكَ الـليــلُ أَضحى سَــرمـدياً ... تَشِـعُّ نُجــومُهُ حـولي إختيالا 
تُـراودُني الـطيـوفُ بكــلِّ شوق ... فأَحضُنها ولا أَرجو انفصالا
وتلــكَ قيــودُها تَلــتَـفُّ حــولي ... وقَـيدُ الحُـبِّ يأبى الانفـصالا 
سـفيـنةُ أَحـرُفي وقَفَــتْ شـمـالاً ... وصارَ النيـلُ يلتَمِسُ الشـمالا
فأَنتَـزِعُ البـحورَ لوصـفِ وَجـهٍ ... يُباري البَدرَ حُسـناً واعـتدالا 
ولولا الحِـرص والكِتـمـان منّي ... لَكانَ الوصفُ أَشعاراً طوالا 
أَقـولُ وَقدْ سقـاني الثَغـرُ شَـهداً ... بأَبيــاتٍ تَصُــبُّ بهـا الزُلالا
تُــقَـرِّبُنـي بهــا مــن خـافقـــيها ... أَعيشُ خلالها السحرَ الحلالا
أَيا شَــرقيَّــةَ النَـسَـمــاتِ غــنّي ... فَلحـنُكِ في فـؤاديَ قـد توالى 
ومـن وَلَهـي أُسـاجلُ في جنونٍ ... فتَشـكو بعـضُ قافيتي انفـعالا 
ونهرُ الصـدقِ يحـدوني بقولي ... ولاتجري الحروفُ لكِ إنتحالا 
سيــوفُ العشـقِ قدْ سُلَّتْ بليلٍ ... كِــلانا فيــهِ قــد ربِــحَ القِتــالا
تُزاحِـمُني وتَسبِـقُني القـــوافي ... ووافرُ شعـرِها يُزهي المَــقالا 
وِمَسـرَحُ عِشقِنـا يَبـقى مُنــاراً ... فَيُـسعِـدُنا ولا نَــرجو انسِـدالا
وَتَرقُـصُ لي وفي نَسَقٍ مُثـيرٍ ... فَـيَرتَحلُ الفــؤادُ لهـا ارتحـالا 
تُديـرُ عيـونَهـا تلـقـاءَ وَجـهي ... فَيَـطلُقُ قـوسُ حـاجِبِهـا النبالا
فأُخـرِجُ ما بقــلبيَ مـن دفــينٍ ... من الأّشواقِ قد كانتْ نـصالا
أُنيـر بِحُـمـرِ اضـواءٍ مكـاني ... وما أَبغــيهِ صَـعـبٌ أَنْ يُقــالا
أُداعِـبُهــا وأَلثُـمُهــا بشـكـــلٍ ... يُعَـرِّفـها الرجـولةَ والــرجـالا


  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 90 مشاهدة
نشرت فى 24 يوليو 2017 بواسطة sarmadbnyjamil

مجلة السرمديات الأدبيه

sarmadbnyjamil
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

73,122