نوافذ
فتحت نافذتي لأطل على الشارع فأذا بالريح القارس يلسعني ويجرح بشرتي ف أحس بالتجلد واذا فى مواجهتي شباك مغلق كنت قد أعتدت على رؤيته مشرعا للريح والبشر فأغلقت أنا أيضاً شباكي وبعد قليل عاودت فتح مصراع نافذتي فإذا بالشباك المقابل قد فتح
ويقف فيه فتى سبحان الخالق
وما أن رأته الريح فخجلت من طلعته
ف أنسحبت أمامه تجرجر أزيال الخيبة
ك قائد مهزوم ف انهزمت أنا معها إكراما
لتلك العيون النارية المليئة بالحيوية
وأنا أشعر وكأن ف الصدر ذبالة شمعة أطفأتها
الأيام وأغلقت النافذة ومر الوقت كئيبا وأنا غارقة فى الحلم ...
وبعد وقت أمسكت يداي بدافة النافذه وفتحتها بهدوء فإذ بالنافذة المقابلة مغلقة أمامي
وبالريح القارس يقصف ف الخارج من جديد
ويعم جسدي جليد الصمت.
من قال بأن الحياة مراحل
فيها النور والضلمة الأسود والأبيض
الخير و الشر النوافذ المفتوحة و المغلقة
كأنه على حق لاكنه نسى أن النافذة
تحتضن رجل قوي حسن الطلعة
تستند إليه حين وتنظر إليه نظرات مختفية
خلف الشبابيك أحياناً
أعلم تماماً أن النافذة هى الأساس
ولذا أهتم كثيراً لقصصها ومفاتيحها
ف حياتي تعتمد على إدراكي للنوافذ
ف هذه نافذة تطل على الأمل
وتلك تحكي عن الغزل
وثالثه تروى أسرار القبل
ورابعة انضر لرجل عظيم بلا وجل
والحياة كلها نوافذ ولكل واحد نوافذه
بعضها مغلق وبعضها مفتوح
والبعض نمسك بأيدينا حدود فتحها وأغلاقها
فمتى أستطيع أن أمسك قرار فتح نافذتي
مريم سيد
مجلة السرمديات الأدبيه
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع