أمير البنفسج

الشاعرة بلقيس : إكرام الجنابي

عصف الحنين بخافقي فأجاءني 
لأرى الذي بالشهد بلل ريقي

متهلل الأعطاف ينزف صامتا 
ويذوب قبل اللمس من تحديقي

هو لا يرى غيري ولم أر غيره 
عند الرخاء وعند وقت الضيقِ

رفرفتْ فوق الأطلسي يمامة 
وهدلتْ فوق سواحل البلطيق

وقف الزمان برهبة فأعادني 
تلميذة من دونما تزويقِ

قد عاد نصف العمر إذ أبصرته 
ووثبت مثل الريم نحو عشيقى

ومشيت حافية على نهرِ الهوى 
في روض حب وارف ووريق

أوفيت بالوعد الذي أطلقته 
وأتيت واثقة الخطى بطريقي

خبأت عطري للذي لما يزل 
ما بين نبضي غافيا وشهيقي

وأتيت أنصت للعراق لشاعر 
لولاه ما أفرطت في تحليقي

قد ضم منه ( الحاء ) ( بائي ) فازدهى 
( حب ) بأندر لؤلؤ وعقيقِ

وتألقت عيناه حين رأيته 
وعليه محنة يوسف الصديق

عانقت فيه شهامة ورجولة
ﻷمير عز مترف وعريق

وغفوت من ولهي ولم أحفل بمن 
قالوا : رويدك أجملي وأفيقي!

لك يا أميري كل شيء رمته 
وإليك وحدك خمرتي ورحيقي

عذبتني بالصمت بل حطمتني 
فاطفئ بنارك لهفتي وحريقي

يا ابن سومر والفرات وبابل 
إملأ بمائك سائغا إبريقي

هذا هو الحب الذي ما إن خبا 
حتى يعود كطائر الفينيق

الحب ما لا ينتهي فإذا انتهى 
يغدو كأسوأ صاحب وصديق

ما أقصر اللقيا فهل من عودة 
بلقاء حب عاصف وحقيقي؟


  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 151 مشاهدة
نشرت فى 29 يونيو 2017 بواسطة sarmadbnyjamil

مجلة السرمديات الأدبيه

sarmadbnyjamil
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

73,147