م/ رواية خيانه بطعم الوفاء هي روايتي الأولى كتبتها في 16 من عمري..

____________________________________________

 

الفصل الاول 

 

لايزال سليم ذو التاسعة والعشرون من عمره ومنذ امد بعيد يزور الشاطئ الذي يتوسط المدينه التي يقيم فيها في مصر ومازال كالعادة يرمي بمشاعره وافكاره على ورقه بيضاء كما كان يكتب في ذلك اليوم : 

أبتدء يومي هذا كـالعاده بـزيارة الشاطئ المجاور لنا و ربما سيكون اليوم هو ألأخير الذي سأزور فيه هذا الشاطئ الذي تجري همومي وأحزاني بجريانهُ ولكن اليوم وبينما انا جالس على ضفافه قررت ان اودعهُ بأبتسامه وأستنشق نسيمه الرائع فربما سفري قد يمنعني من رؤيته مرةٍ أخرى والجلوس أمامه هكذا لساعات طويله ..ولكن أشتياقي لولدتي أكبر من حبي لهذا الشاطئ لذلك 

سأرحل في صباح اليوم القادم الى بلدي ألى أمي وألى وطني العزيز و يجب أن أودع ابراهيم أعز صديق لي سأفتقده كثيراً ولكن قد ترغمنا الظروف في بعض ألأحيان أن نفارق من نحب 

....

نظر سليم الى ساعته اليدويه وأذا بـ الساعه أصبحت 6 والنصف مساءاً ..

سارع سليم بالذهاب الى صديقه وهو واقفاً امام المنزل بقامته الطويل ويخبئ نفسهُ بمعطفهِ من شدة البرد 

وبعد بضع ثواني فتح صديقه الباب 

فقال لهُ سليم : لما لم تأتي أليوم ألى الشاطئ ؟ كنت أنتظرك ..؟

قال أبراهيم : أسف .. فأنت تعرف مشاكلي مع أبي وأبنة عمي 

قال سليم : أه .. حسناً لا بأس لكني أردت أن أراك قبل ألرحيل ..

قال ابراهيم : ماذا ؟؟ هل أنت جاد ؟؟ هل ستسافر بهذه السرعه ؟؟

قال سليم : نعم.. فأنت تعرف حالة والدتي .. أنها مريضه جداً ..

أتصلت ناديه ليلة أمس .. وأخبرتني بان والدتي ليست على ما يرام وأنت تعرف أخبار ناديه دائماً تحزنني ولا تنقل لي خبراً سارّاً ابداً

 

فأبتسم صديقه وقال له : الم تلاحظ اننا مازلنا نقف عند الباب والجو بارداً جداً 

فدخل ألأثنين الى المنزل وأستمر حديثهم كـ العاده لـ ساعات طويله..

وفي صباح اليوم الثاني رحل سليم ألى والدته وألى وطن وأودعه صديقه 

أبراهيم ..ثم عاد الى المنزل فأستقبله والده كـ العاده بـ أسئلته الكثيره : أين كنت ؟-أبراهيم : أودعت سليم فـ اليوم رحلته ،-ألأب : هل ذهبت لزيارة شروق ؟

أبراهيم : أبي .. لمَ لاتفهم .. شروق لا تحبني ولا ترغب بالزواج بي لما كل هذا ألاصرار الشديد منكم !! ثم ذهب أبراهيم بأنزعاج الى غرفته ..أما شروق فـ كانت حزينه جداً بسبب أبراهيم الذي أرغموه اهلهُ بأن يتقدم لخطبتها كانت تشتكي لصديقتها وتقول : يا أللهي كم أتمنى الموت في اللحظه التي أرغمني فيها والدي على أبراهيم .. فأنا أكرهه جداً لا أطيق رؤيتهُ يا لانا ولا أعرف ماذا أفعل له - لانا : شروق أعلم بأنك تكرهينُه جداً لكن عليك أن تتقبلي الواقع فـ حياتك سـتبنى معه عليك رؤيته والتكلم معه على ألأقل مره واحدة كل يومين هيا اتصلي به أنا متأكده بأنه سيأتي مباشرةٍ ..

-شروق : لا فـ الطبيب طلب مني أن أعاين أحد المرضى سأتصل به بعد ذلك،

وبعد ساعه تقريباً رن هاتف أبراهيم وأذا بشروق تقول له :مرحباً أبراهيم .. هل أستطيع رؤيتك أليوم ؟؟-قال : نعم لكن أين نلتقي ؟؟-قالت له : أُفضل أن تأتي الى المستشفى ألتي أعمل فيها،وبعد بضع دقائق كان أبراهيم في المستشفى ينتظر رؤيه شروق ....

-شروق: صباح الخير ابراهيم 

-أبراهيم : لما أستدعيتني هنا هل من أمر ظروري ..!

نظرت شروق الى خطيبها أبراهيم بأستغراب فـ أن حديثه أصبح قاسياً جداً

ثم قالت له : نعم .. هناك أمور وليس أمر وأحد ، - أبراهيم : أنا أسمعك ..

قالت له : أنت تعرف بأني لا أريد هذا الزواج أبداً ،-قال : نعم أنا أعرف ذلك ..

قالت له : وأنت تعرف بأننا يجب أن لا نبقا هكذا ، -قال : ماذا تقصدين ؟ 

قالت : أقصد بانه يجب أن يكون لك رأي أمام وألديك صارحم بـ الحقيقة وقل لهم بأنك لا تريد هذا الزواج،-أبراهيم : ولم قد أكذب عليهم ..!!-قالت شروق بغضب : مابك بحق ألسماء هل تنوي الزواج بالغصب ؟ قلت لك بأني لا أريدك ولن أحبك بحياتي -قال لها: أخفضي صوتك ياشروق فـ الناس تنظر،-قالت له: أبراهيم أنا أتوسل أليك ان تجد لي حل ولا تكن أناني معي ،أن رفضت فـ والدي لم يستطيع أجباري على شخص لا يريدني

-قال لها : حسناً لا تقلقي سأتدبر الأمر

- شروق : شكرً لك .. ألأن يجب أن أذهب 

وكالعادة ادارت شروق وجهها ومشت دون ان تتفهم مشاعر ابراهيم الذي بات يتألم بسببها في كل مره يتقابلان فيها 

فـالحب الذي يحمله لها قد لا يحمله لشخصاً أخر أبداً ولكن أبراهيم كان متفهم بأن الحب شعور متبادل لايكتمل الا اذا كان من الطرفين،

وتمر ألأيام وما يزال الأثنين يطفون فوق بحر كبير ولم يجدوا مرسى لتلك العلاقه حتى ألأن،وبعد يأس كبير من أبراهيم لم يكن له سوى خيار واحد هو أن يترك 

شروق وينهي ألأمر ولكن الرفض هذه المره كان من والده وليس من والدها ..

عجز أبراهيم عن كل المحاولات فـ ذهب أخيراً ألى أبنت عمه وقال لها :لم تنفع خططك يا شروق وألدي رفض ألأمر ولم يسمح لي أن أفسخ الخطوبه -قالت له : لكن هذا من حقك ؟فـ نظر أليها نظرات تعجب !! ثم قال لها : لكني سأرحل في كل ألأحوال ..لدي عمل ويجب أن أسافر لأاجله وقد تطول رحلتي أكثر من سنتين 

حينها سيمل والدك من أنتظاري بـ التأكيد ،شروق كانت تنظر أليه بأستغراب فوجهه كان شاحب حزين كأنه أتى ليودع العالم والحياة ولم يودع أبنة عمه وخطيبته ..

وفجأة نهض بتألم وقال لها : أرجو أن تكوني قد أرتحتي ألأن ؟شروق الزمت الصمت في تلك اللحظه حتى قال لها : وداعاً ، واجابته بكلمة وداع اخيرة : وداعاً ..ثم أتجه كلاً منهما نحو طريقه ..استدارت شروق ومشت مكسوره متفاجأة تتسائل بين نفسها عن هذه الحالة التي يمر بها ابراهيم وانكسارهُ وضعفهُ الذي لم تراه عليه من قبل ..!! 

**

5

المقطع الخــامس 5 ((بقلم ساره الدوري )) 

 

وبعد أن مضت أشهر على رحيل أبراهيم 

عادت شروق الشابه السمراء الطويله ذات العينان الخضراوتين الى حياتها الطبيعية كما ان الضحكة عادة الى شفتيها مرةٍ اخرى وعادت للعمل في المستشفى بسعاده كبيره وتمارس عملها بصورة جيده دون انقطاعات كما كانت تفعل سابقاً بوجود ابراهيم وكثرة التغيبات عن العمل .. و في يوم أستيقظت شروق من نومها وكانت متفائله جداً تتراكض كالفراشه غيرت ثيابها وخرجت الى عملها بعد أن أتت أليها صديقتها لانا

 

..دخلت الى المستشفى وأذا بصوت صراخ عالٍ يصدر من أحدى غرف المستشفى فـ سارعت شروق بالذهاب الى هناك ورؤية ما يحدث ..وأذا بـ شاب ملطخاً بالدماء حتى ان ملامح وجهه لم تكن وأضحه بسبب الجروح والدماء وفتاة تصرخ بصوت مرتفع ، أخذتها شروق خارج الغرفه ..وهدأتها ثم سألتها عن صلتها بهذا الشاب وعن سبب الحادث ؟

قالت بأنها ابنة خالته وانها لاتعرف ماذا حدث له فجأة ففي الصباح كان أنساناً طبيبعي جداً حتى أنه كان معي بالشركة التي نعمل بها وكان يمازحني و

 

لكن عند خروجه من مكتبي ..ذهب ليركب في سيارته وأنا كنت أنظر أليه من النافذه التي تطل على الشارع ..وصل الى سيارتهُ ومد يده ليفتح الباب لكن فجأة أستدار وأتجه نحو الشارع ..

وهناك كانت سيارة تسير بسرعه كبيره جداً سحقته سحقه قويه كأنهُ تعمد لفعل ذلك.. 

أستغربت شروق من أمر هذا الشاب وفجأةٍ نادى الطبيب أليها وأستعجلها فذهبت بسرعه ولبست ثياب العمل 

وأتجهت الى تلك الغرفه حيث كانت شروق المسؤوله مع الطبيب بـ أجراء العمليه له فأن نصف جسده كان محطم 

أستغرقت العمليه ساعتين .. ولكن شروق خرجت من الغرفه وهي تبكي ثم تبعتها لانا وقالت لها : مابك يا شروق ؟؟

شروق لم ترد عليها .. فقالت لانا : ماذا ؟ هل مات ؟

قالت لها : لا .. لا يا لانا .. لكني لم أستطع فعل شيء له ..

لم أفعل أي شيء .. فهو لم يتمكن من السير مرةٍ أخرى ؟؟

أنها أول عمليه أقوم بها .. أنظري .. أنظري يالانا أنا لم أستحق هذا العمل أبداً ..

 

فجأة ظهر الطبيب من الغرفه وقال لـ شروق :شروق أنت موهوبه جداً ..

قمتي بـ عملك بجد وكنت شجاعه .. نظرت أليه شروق والدموع في عينيها ثم قالت : 

أحقاًً ؟؟ قال : نعم بالتأكيد .. قالت له : لكني لم أستطع فعل شيء له .فهو لم يتمكن من السير مرةٍ أخرى ..

قال لها : لا يا أبنتي .. أنت أتممت وأجبك بجد .. وهنا ألأصابه كانت قويه جداً ..

لهذا هو لم يتمكن من السير مرةٍ أخرى 

ولكن عليك أن تكملي علاجه حتى يتمكن من السير فأبتسمت شروق وقالت له : حسناً ..

 

وبعد أن أفاق الشاب دخلت أليه شروق بهدوء وأقتربت منه 

ثم قالت له : هل أنت بخير ؟ 

قال : نعم .. أنا بخير ..

قالت له : هل تشعر بـألم في قدميك ؟ قال لها : لا .. أبداً ..

فأقتربت منه أكثر وبدأت بتحريك قدميه مع مساعدة الطبيب لها ..

فقالت له : ألأن هل تشعر بـ تألم ؟

قال لها : نعم أشعر بألم في مفصل قدمي قليلاً ..فألتفت شروق الى الطبيب وقالت له : هذا يعني بأن هناك أمل في سيره مرةٍ أخرى..قال لها : نعم بالطبع..

شروق كانت سعيدة لسماع خبر كهذا وأستمرت في علاج هذا الشاب كي تحصل على نتيجه ..

 

ها قد مضى 3 أيام كامله ومازالت شروق تذهب كل يوم الى المستشفى لتعالج مريضها وبمساعدة الطبيب لها .. 

وفي يوم من ألأيام تأخرت شروق في الذهب الى المستشفى لأنها أستيقظت في وقت متأخر وكانت قلقه جداً على مريضها وشعرت بالتقصير تجاه عملها كطبيبه فخرجت مسرعه الى المستشفى وقبل كل شي ذهبت الى غرفة المريض مباشرةٍ كي تطمأن عليه وعند وصولها الى غرفته فتحت الباب بسرعة كبيرة جداً حتى دون أن تطرق الباب ونظرت الى مريضها ثم فجأة شعرت بالخجل من تصرفها هذا ..حيث ان نظراتها اليه كانت غريبه جداً نظرات خجل وبرائة وبادلها المريض النظرات ذاتها حتى مضت ثواني وعيناهما تنظر للاخر.. ثم قالت له : 

صباح الخير ...! . ورد عليها قائلاً: لما تأخرتي اليوم ؟؟

فنظرت أليه بغرابة ثم قالت : أستيقظت متأخرة لأني سهرت ليلة أمس ... أنا أسفة ..قال لها : أرجوكِ لا تتأخري مرةٍ أخرى ..

فنظرت أليه بغرابة وصمت ثم خرجت وأغلقت خلفها الباب ..وبعد بضع دقائق غيرت ثيابها ودخلت الى الغرفة مرةٍ أخرى .. ثم قالت للمريض : 

هل أخذت دوائك ؟ قال لها : لا ..

قالت له : لماذا ؟؟ لقد أخبرتني الممرضة بأنك لم تتناوله ؟؟ ألأتريد أن تتعافى ؟

قال لها : لم أحب أن أشربه من يد الممرضة .. في الحقيقة كنت أنتظرك كي تقدميه لي ..قالت له وهي تنظر أليه بتعجب : تنتظرني ؟؟ لماذا ؟

قال : لا أعرف .. أشعر باني أتعافى حقاً بوجودك معي .. فألزمت الصمت

ثم خرجت منزعجة من كلام مريضها

ولكن رغم كل هذا استمرت بعلاجهُ ..

وفي يوم حيث كانت شروق ذاهبا الى غرفتها ليلاً في المستشفى أشعلت الضوء ثم دخلت الى الغرفة وجلست على الكرسي فجأة لاحظت بأن أغراضا ليست في مكانها ...وكأن أحداً ما دخل الى هنا أستغربت فرح من هذا ألأمر وبدأت تبحث بين أغراضها وتتأكد بأن جميع الملفات والتقارير موجودة هنا ..

كانت أغراضها موجودة ولم يفقد منها شيء .. اتعقدت بان هناك احداً حاول سرقة شيء يتعلق بمريضها فهي لاتكل عن التفكير فيه وعن وضعهُ وعن الشيء الذي دفعه لرمي نفسه امام سياره مسرعه !! 

واستمر هذا الشيء معها حيث انها بدأت تشعر بان شخصاً ما يدخل غرفتها دون علمها لكنها لم تكن تأبه لهُ كثيراً فهي كانت تقضي جل وقتها بقرب مريضها الذي بات يتعافى شيء فشيء على يديها وباتت تستشعر كأنهُ طفل لها فهي تحرص الا تتاخر عليه دائماً وتحاول تغيير مزاجهُ او انهُ هو من صار يغير لها المزاج وكأنما حياتها الفارغه مُلئت فجأة ووجدت من تهتم بكل تفاصيل حياتهُ .. وفي يوم لاحظت شروق وجود ظرف بين اغراضها أستغربت في البدء وترددت في فتحه ضناً منها انهُ ليس لها او انهُ قد يكون رساله من ابن عمها ابراهيم

وعندما فتحت وبدأت بقرأته :

أشتقت الى ضوء ذلك القمر الذي يضيء السماء السوداء ليلاً وأشتقت لرؤية الشمس التي بنورها تجعلني أحيى من جديد أشتقت لرؤية ذلك البحر العميق الذي هو الوحيد القادر على محو أحزاني 

أشتقت أن أرى مدينتي ووطني .. أشتقت لرؤية الطيور وهي تحلق بيعيداً في سماء زرقاء صافيه أشتقت لرؤية عينيكي أكثر من أشتياقي لرؤية ذكرياتي أشتقت أن أرى أبتسامة تغمر شفتيك وأشتقت أن أرى يديك تلامس هذا ألأيادي ..

أسمحي لي أن أخط لك بقلمي هذا وأرسم لك حروفي المتألمه وأنا عاجز عن كل شيء في هذه الحياة.. .

عاجز عن بوحي لك بقلبي المتألم .. وعاجز عن وصف تلك الدموع الحارقه التي تصبح أبتسامة عابرة عند رؤيتك ..

أحب بعدك عني وأحب قربك مني وأنت لا تعرفين قيمة حبي لك ...

رسالة رجل يتألم حين ترحلين ويبتسم حين يرالكِ ...

 

#بقلم_ساره_الدوري

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 777 مشاهدة
نشرت فى 27 يونيو 2015 بواسطة saraalabdulla

الكاتبه العراقيه ساره الدوري

saraalabdulla
كاتبه وروائيه عربية عراقية الاصل , مسلمة الديانه شاعرية الحرف , طالبة في كلية الطب .. fb/sara.doury33 insta/sara.aldoury twitter\duory »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

34,644