ملحُ الصّوت الأَسْود
كهل ٌ سيأتي الشّعْر لي....
فالوقتُ أسلمَ عندَ معجزة الضّياع جناحهُ...
ظلّان في تابوت كنـّا ها هنا...
نمضي بلا رسل الطّريق إلى القبورْ.. 
وحمامةُ النّسيان قافيةٌ بأضّلع دمعة 
أنّــّاتها تشدو زفير المبْـحر الأعمى الشعورْ..
وتحومْ كالأضغاث حاملةً بملْح الصّوت راهبةَ الشّجونْ...
ماتَ الهديل بصدْرها
شجر ُالظّلال حكاية الماضي المسافر فوقَ أفئدة النّهى...
في غصْنها غربانُ في تسبيحها نجوى لعنقاء الهمومْ
ورمادها غنّى لها مطرَ الهطول ..ولم يزلْ...
فالكونُ مقـْبرةٌ ستفْركُ سنّها .. 
و لسانها قبل ابتلاع الناس في سفر الترابْ...
دودٌ ونملٌ كالجماهير الّتي هزجتْ بأوقات الفرحْ
خرساءُ تصفعُ همْهمات الجاهليـّـة كي تدومَ بقربكَ....
والصّوتُ بئر مثـّلُ رحم يحتسي لغةَ الغموضْ...
حتّى الصّدى في بحره ..
بدموع كالأيتام يبكي مثلنا عدمَ الوضوحْ... 
وتواترُ الشّهقات تأخذنا إليها موجةً
فرساً معمّدَ بالخيالْ إلى الغوى 
لا ريح داوود ترتدي ترْحال َ معنى قدْ يكونْ
كلماتنا مرثيــّةٌ سوداء تبني نعّشها
فلربّما كأرملة تناجي خلّها
تسعى بمقبرة السّطور بلا عنادل غنجها
تأويلها دنيا تصدّع َ حُسْنها.. غنجُ الإجابة خانها
لقمانُ قلْ ضوءَ الوصايا في محياّها كبشرى نبتة 
أبصارها خضراء من فرط الصّفا
وغدوّها بكماء الرّحى كالمركب المهجور تبحر دوننا
تلغي بملح الليل ما عنوانها...
فأنا يشاق بماء فهمي طبعها 
وقصائدي مثلي أنا كالمرتجى زند الشّموس
هي هكذا في أبجديــّة حرّفنا..
مرآة ُ ملح الصّوت تعبير السّوادْ
الشاعر العربي الفلسطيني أحمد عموري

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 95 مشاهدة
نشرت فى 25 يوليو 2016 بواسطة samrasamra

مجلة سيريانا للأقلام المبدعة الإلكترونية

samrasamra
»

سمرا

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

26,699