نعلمُ مُذْ ولِدْنَا بأنّنا عربٌ 
منذُ ولوجِ الشمسِ أرضَ الكنار
منذُ أنْ تدثرنا بثوبِ التتار 
وبأنَّ النهارَ لدينا سوادٌ 
وأنَّ الحِقدَ بياضٌ ... 
الابتسامةُ مَحْضُ اِمتعاض 
الكلامُ يبقى كلاماً 
وعندما يملُّ مِنّا الضجر 
نقولُ بأنَّ الكلامَ يمحوه صوتُ اِنفجار 
نعلمُ بأنَّنا ولِدْنا في ليلةِ كذبٍ سوداء 
وبأنَّ حياتنا كذبٌ 
والهراءُ حقيقة ...
والحقيقةُ كذبةٌ كُبرى 
صَمْتُنا أُغنيةٌ نُعَلِمُها الصغار 
يُلحِنُها الكبارُ ... 
وأنَّ الخيانةَ دربُ الجبان
والشجاعةُ لوثةٌ ليسَ لها ميزان 
نَحجُّ بالعُمْرِ مرة ... مرة فقط
ونكذِبُ مليون مرة ... ورُبًّما أكثر 
نُقْنِعُ الأجيال بِأنَّ الذنوبَ 
كما الجليدِ ... تذوبُ 
والشروقُ يُمكِنُ أنْ يحِلَّ كُلَّ يومٍ 
بدَلَ الغروبِ ... 
وأنَّ لمسةَ الأُنثى 
تُفسِدُ وجَعَ الوضوء 
وأنَّ القروءَ ثلاث 
والموتُ ثلاثٌ 
والطلاقُ ثلاثٌ
مُعاقرةُ النساءِ ثلاثٌ
ونزيدها واحدة ...
نعلمُ بِأنَّا أسرابُ ضبابٍ وسراب 
وأنَّ النُبَاحَ لا يفيدُ معَ الرصاصِ ... الكلاب 
وأنَّ الحضارةَ لا دينَ لها 
لا صوتَ لها ... ورقٌ على جُدران 
وبِأنَّا نُحِبُّ نَعيقَ الغُراب 
نعلمُ أنَّ المطرَ يلِدُه السحاب 
ونباهي الأممَ ... 
بأنَّ الكَذِبَ مِلحَ الرِجال
واِحتساءُ كأس خمرةٍ مجردُ طفرة
استغاثةُ عذراءَ شوقٌ 
وبِأنَّ النِكاحَ ثورة
وأنَّ الخِيانة بَسَالة 
وأنَّ الحرامَ حلالٌ ... حلال 
وأنَّ البُخلَ منْ شيمِ الكرام 
والغدرُ منْ شيمِ الكرام 
وأنَّ الكرامةَ لدى الرِجالِ خديعة 
فَمَنْ قالَ بأنَّا نهوى المُحال 
ومَنْ قالَ بِأنَّنا أُمّةُ القيمِ الرفيعة 
بِضعُ كلامٍ ... وهمسُ سؤال 
يُسْدِلُ النادِلُ سِتارةَ المسرحية 
لنبقى نقولُ بِأنَّا أُمّةُ لُغةُ المُحال 
لُغة الضلال ... وأنَّ الحرامَ 
لدينا حلالٌ ... حلالٌ ... حلال
------