في زماننا هذا تغيرت المفاهيم واختلطت المسميات فاصبح الناس يعيبون عليك اذا اخبرتهم عن الحب وعن الطبيعة وعن البراءة وعن الاحترام وعن الاهتمام وعن الحنان وعن العطف واول مايتبادر الى ذهنهم بكل بساطة انك شخص ( حالم ، مجنون ، مريض باحلام اليقظة ، خيالي ) تعيش في عالم من الخيال لايمت للواقع بصلة وربما تمادي بهم الوصف فيظنون انك ( ساذج ، اهبل ، عبيط ، درويش ) وربما تجاوز البعض ذلك فاصبح يسخر منك عياناً بياناً وكأن الكون اصبح غابة كبيرة لارحمة فيها ولا اخلاق وكأن البشر اصبحوا وحوشاً لايتبادلون عبارات الحب والاحترام ولايتحدثون عن السعادة ولا عن المشاعر الا في الواقع الافتراضي او في مواقع التواصل الاجتماعي فقط لاغير واصبح محور احاديثهم ( الراتب ، المعيشة ، الغداء ، العشاء ، الشقة ، السيارة ، الفنانة او الفنان الفلاني ، المسلسل او الاغنية الفلانية ، المطعم الفلاني والاكلة الفلانية ) وبمعنى اصح انعدمت احاديث المحبة والمودة بين الناس فنادراً ماترى شخصاً يحدثك عن الحب عن الاخلاق عن الاحترام عن التواضع عن الصفات الحميدة واصبحت ترى الهجمات المتبادلة بين الرجال والنساء فالنساء يتحدثن في مجالسهن عن الرجال وكأنهم وحوش متجسدة والرجال يتحدثن عن النساء وكأنهن مخلوقات وكائنات فضائية وكأن الرحمة انعدمت من الوجود وكاننا في صحراء جفت منها كل منابع المحبة والحنان والرومانسية الحقيقية وليست الزائفة المتداولة في القنوات الفضائية في المسلسلات الفاشلة عديمة الطعم واللون والنكهة واصبح الناس يعيبون عليك اذا نطقت بكلمة حب لشخص تحبه ويعيبون عليك اذا عاملت زوجتك واهل بيتك بمحبة وحنان واحترام واهتمام فاللهم سلم سلم من حال اصبحت فيه المشاعر متحجرة وطغت فيه الماديات على الروحانيات وساد فيه المجاملات وطغت على المشاعر والاحاسيس .
.
.
وقفة :-
.
.
.
وقفة :-
.
روى ابن ماجة من حديث عبد الله بن عمرو قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: (أي الناس أفضل؟ قال: كل مخموم القلب) مخموم القلب: يقال: خممت الشيء إذا كنسته، وخممت البيت إذا كنسته، مخموم القلب أي أنه يزيل ما علق بقلبه أول بأول، مثلما تكنس البيت وتزيل ما به من النجاسات والقاذورات. (كل مخموم القلب، صدوق اللسان، قالوا: صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب؟ قال: هو التقي النقي لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد) حديث صحيح.
.
.