( حبَّةُ زيتون )
------
أشعةُ الشمسِ المخضوضرة تباشرُ توقيعَ صكّ النزول , عصافيرُ الدوري تتبعثرُ حولَ شُجيراتٍ كئيبة , بعضُ الأوراق تستغلُ حِلكةَ الليلِ وتغادر , ذرفتْ دموع الوداع الأخير , الأرضُ تستقبلُ دفئ الشمس الخجول , الأنثى التي مازالتْ تحتفظُ بِشرقيتها تحملُ ثلاثةَ فناجينَ مِنَ القهوة , تمرّدَ السكرُ على اثنين منها , السكونُ يلفُّ أرجاء المنزل , يطبعُ الزوجُ قُبلتِه الصباحية , حُبيباتُ الزيتون تُعلنُ الحِداد , قطعةُ الخبز تعودُ لمخدعها , الشارعُ يتألمُ تحتَ وطأةِ حركاتٍ عشوائية , رجالٌ وفتيةٌ ونساء , البعضُ يعتكفُ جانباً , الأفكارُ في صراعٍ مع أسطورةِ العيش , كانتْ عيناي تتجولان باتجاهاتٍ مُختلفة , لعلَّ مشهدُ تلك الأنثى سرقني لحظاتٍ منْ عبء التجوال , سيارةٌ ترتدي ثوباً أسود , بعدما أنهيت تجوالي بمفاتنِ الحسناءِ عُدتُ أدراجي إلى الرصيف الحزين , نكزةٌ أثارت حواسٍ مُختفية خلفَ نظارةٍ رمادية , رنوتُ إلى الجهةِ المواجهة , بطانيةٌ خرقاءَ في حالةِ عناقٍ إلهي مع خمسةِ أجساد , بعضُ الأرجُلِ رُبما لم تتعمدُ الخروجَ , رؤوس صغيرة تحتسي مرارةَ الصباح , تُعاني ألمَ انصياعٍ لزمنِ الحتفِ , الصورةُ التي التقطها جهازي خِلسةً , كانتْ على طرفِ جيبي الكئيب تذرفُ دمعةً أخيرة ...
-------
وليد.ع.العايش
19/5/2016م
-------
وليد.ع.العايش
19/5/2016م