أخبروا أمي .
بقلم ، محمد حمودة 
..
أخبروا أمي 
أن الساقية التي تُشرِب أعضائي أصابها العُقم 
والتواء في غصن الزيتونِ ، أرهق الزيت في عظمي .
لم تعد السنبلة وليدة بشرتي السوداء ، لقد أقحمت الشمسُ
أنفها في تربتي ، استوائية، ضارة .. حارة
صحراء ما عجت بأرضي 
وأتلفت حقولي ..
..
أخبروا أمي أنْ كِتابَ الشِعرَ الذي خَبأتهُ في شَعري 
صُلب بالسماءِ قبل أن تمطر 
لم تنبت حروفه في رأسي
ولا حتى أعارت اللغة عِتابً على أني وليدها 
أخبروها .. أن اللغة 
عاقة لم ترضعني من ثديها الورقي كلمات ..
لم أجد حصادها يوماً
لم أكن فلاحَ شِعرا
..
أخبروا أمي أني الذكر الوحيد 
الذي فقد رئته في الصباح 
حين أنشدت بلادي بِلادي 
فكان العَلمُ وضع مكان رئتي
أصبحت المنصة خاوية 
أصبحت بلا وطن 
بلا أرض أو شمس 
لتغادر السماء 
وتتركني عارياً من أنفاسي 
..
أخبروها .. أخبروها فقط .. 
أني رجلا حربٍ هرع 
ليحافظ على الرصاصة 
التي ستقتله يوماً 
خبأها في ثدي امرأة عجوز 
لتُعلمه مبادئ الموتِ
على الساقية العقيمة
على كتاب الشِعر
على العلم المنصوب برئتي
لتعلمني كيف 
ستقتلني الرصاصة 
التي لذت بها فِرارا .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 57 مشاهدة
نشرت فى 21 مايو 2016 بواسطة samrasamra

مجلة سيريانا للأقلام المبدعة الإلكترونية

samrasamra
»

سمرا

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

26,990