في مثل هذه الأيام من كل عام تتزين المساجد ، ويتسابق الخطباء والكتاب والمفكرين في الحديث عن ذكرى الإسراء والمعراج ، ويتولى " إعلامنا الموقر" نقل تلك الاحتفاليات مساهمة منه في التعبير عن حبه لصاحب الذكرى محمد صلى الله عليه وسلم ، ويبقى السؤال الذي نطرحه كل عام دون أن نجد له إجابة حقيقية وهو ( هل نحن بالفعل نحب رسولنا صلى الله عليه وسلم ؟! ) وإذا كانت الإجابة بنعم فما دلالات هذا الحب ؟! هل استقمنا ؟! وتذكرنا معاصينا فبكينا ، وإلى الله عدنا ؟! هل بدأنا في تصفية خلافاتنا ؟! وأدركنا بأن النصر في التمسك بكتابنا ، والسير على منهج وشريعة نبينا ؟! هل استعدنا غيرتنا على مقدساتنا ؟! وعقدنا العزم على تحرير بلادنا ؟! هل أيقنا بأن المؤتمرات لن تحل أبدا قضايانا ؟! وبأن الدبلوماسية لن تستعيد كرامتنا أو تحرر أقصانا ؟! هل اتفقنا بأن تكون كلمتنا واحدة ؟! وسياستنا لا تعرف الفرقة أو الكراهية ؟! هل وضعنا هموم أمتنا في سلة واحدة ؟! وأدركت بأن عدونا لا يتغير بتغير الحكومات أو الأنظمة ؟! هل علمنا بأن ملل الكفر كلها واحدة ؟! وبأن الثقة في الله هي سر النجاة من الهاوية ؟! هل اقتنعنا بأن لغة الحوار باتت بلا فائدة ؟! وبأن وعود الكبار دائما كاذبة ؟! هل وضعنا تصورا حقيقيا لخطواتنا في المرحلة القادمة ؟! أم اكتفينا بأن يكون نصيبنا من الإسراء بعضا من العبرات أو الخطب أو المقالات المتنوعة ؟! لنؤكد للعالم بأننا أمة لا تجيد غير الشعارات ! ولا تعرف سوى الصراخ والعويل في الكوارث والأزمات !! أتمنى أن تكون الأولى ليُسرَّ الرسول صلى الله عليه وسلم بنا وتعرف المعمورة بأن أمة خير الأنام لا تركع لشرق أو لغرب ! ولا تستعطف الحمقى أو تهاب الحرب ! ولا تستعين بغير خالقها مهما زادت حدة الوجع والكرب ! وإلى أن يتحقق ذلك أذكر الأمة بأن سلعة الله غالية ! وبأن الدنيا عمرها قصير! وحلوها قليل ! وبأنها إن حَلَتْ أوحلت ! وإن كَسَتْ أوكست ! وإن أينعت نَعَتْ .؟! فلنحذر غدرها ! ولندخر صالحا ليوم فراقها ! ولنكثر من الصالحات في أيامها ! وفقنا الله وإياكم والسلام عليكم .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 33 مشاهدة
نشرت فى 5 مايو 2016 بواسطة samrasamra

مجلة سيريانا للأقلام المبدعة الإلكترونية

samrasamra
»

سمرا

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

27,006