جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
اشرفنا على عام جديد ،وقد مضت الايام ثقال ، ناء بها كاهلنا ،وتمزقت بها اوصالنا وخارت من هولها العقول..ايام بل اعوام قد لايشعر بها تلك النخبة التى فُرضت علينا والتى لم نكن ندرى عنها شئ ، تلك النخبة التى تبدل البعض منها خلال عام مضى للرائى والسامع واوسعت لها وسائل الاعلام المختلفة صدر برامجها وصفحاتها ليصرحوا ويعلنوا ويكتبوا ويدونوا مايشاؤون ، باقصاء متعمد ومفتعل لجميع كتاب واوفياء هذا الوطن وكأن مصر نضب عطاؤها ومضى بها الحال لتصبح وليد لايزال يحبو ،ويتلمس طريق السير ، تعمدوا وربما دون ان يعوا بحقيقة مايمتلكوه من ضمائر فى بث الفرقة والفتنة والتعصب عبر قنواتهم وصحفهم لهذا الشعب الذى كان ومازال آملا فى تحقيق بعض احلامه هؤلاء ممن امتلأت بطونهم بما لذ وطاب من خلال مناصبهم التى فرضت علينا ايضاً ، لم ولن يشعروا فى يوم من الايام بما يحيط بهذا الشعب من اجواء مؤلمة متمثلة فى فقر وبطالة وجوع وتهميش وجهل ومرض ، وقد يعلموها لاغراض اعلامية او سياسية تفرضها مصادر تمويلهم ومناهج تنصيبهم فى اوقات بذاتها وتبعاً لاجندات عملهم ،لكنهم وفى ذات الوقت لم يشرفوا يوما ما على تلك الالام …فلم يباتوا فى العراء ، ولم يتذوقوا مرارة الفقر والحرمان ، ولم يعانوا الامرين فى علاج مرض او اجراء جراحة ولم يهانوا فى مكاتب الحكومة المختلفة لتحقيق مطالبهم ولم يستقلوا قطاراً مهشماً او اتوبيساً خرباً …ولم تصل انياب البطالة الى ذويهم واقاربهم …الخ من تلك الالام …مضى مامضى ومنذ قيام ثورة يناير ومروراً بثورة يونيو ورحل من رحل وتبدلت امور طفت على سطح الاحداث لكننا وان كنا نحسب انفسنا من هذا الشعب لنتكلم عنه لابد وان نشعر بالامه وقسوة الانكسار ومدى مايتجرعه يومياً من صبر املاً فى تحقيق احلامه وماكان يصبو اليه من مأمول …هذا الشعب الذى تحصن عبر هذه السنوات وما سبقها ضد شتى صور الهزيمة فرفضها منذ عام 1948 وحتى الان وأبىَ ان يذل او تهان كرامته او يستغل باحثاً فى قرار الامور عن وطنه عن بلده عن انتمائة لايعنية شئ اكثر من هذا فان اصر تلك النحبة على شئ ضد هذا كانت مفاجأته الحازمة والصارمة وان حاول شرذمة ما ان تحيده عن اخلاصة لهذا البلد صار وغضب …ان هذا الشعب يوقن جيدا بان ثورته لم تنتهى وان تحقيق حلمة آت آت لامحالة وان من ازاح كبوة مصر وتعسرها قادر على ان يحقق ماتمناه من كرامة وعدالة وحرية …ولن يطول الانتظار مادام فى مصر قادة شرفاء اخلصوا لها وتحملوا لها ومضوا يواجهون مخاطر فعلهم وهم رافعى رؤسهم امام رايتهم فى حب وايمان
المصدر: الكاتب
ساحة النقاش