من زمان وبالأحرى في الستينات من القرن الماضي اشتهرت السينما العربية , فتولّع الناس بها. وظهرت معها اسماء الدلع: ( فيفي , زوزو , زيزي و سوسو) . فانتشرت هذه الموضة الجديدة في بيوتنا , فصرنا ننادي حبيباتنا وزوجاتنا وابنائنا بأسماء الدلع . في الآونة الاخيرة انتشرت ظاهرة تدليع الاسماء الثلاثية المعتلة الاخر بإضافة( واو وشين) في آخر الاسم بعد حذف حرف العلة . فمثلا (علي يصبح علوش , وندى تصبح ندوش , ورنا رنوش) . فجنى اذن جنوش . المهم حلت علينا بركات جنوش , فكانت على قلوبنا بردا وسلاما , ورحمة للبلاد والعباد والبهائم والنبات , وكست الارض حلة , نسال الله ان تنسحب على قلوبنا , فتزيل ما علق بها من نكات سود . المهم حلت جنى فربح من ربح وخاصة اصحاب البقالات المخابز ‘ الذين باعوا وعلى لسان نقيبهم في التلفزيون الاردني مساء الخميس (ستين مليون ) رغيف , اغلبها في العاصمة عمان , وبالأخص في غربها وشمالها. علما بان افواه تلك الايدي التي خزنت لا تأكل الا الخبز الطازج , وبالتالي سيكون مصير اكثر من نصف هذه الكمية الى حاويات القمامة .
اما الخاسر الوحيد في هذه العاصفة ف(الاسرة الاردنية) . كيف ذلك ؟ سأقول لكم واجري على الله . وجد الرجال انفسهم فجأة محصورين داخل البيوت , فضاق خلقهم , واخذوا يتفششون فكثرت طلباتهم ( كيك ,بوشار, سحلب ,شاي قهوة كابتشينو نسكافيه , مش عارف ايه ) , فضجّت النساء بكثرة الطلبات , وبدأ الزقار والنقار , ادى الى آلاف مؤلفة من الطوشات والخناقات , وصل بعضها الى وسائل الاعلام المتربصة والمتلمظة لمثل هذه اخبار. من هذه الاحبار ان احدهم اتصل بالدفاع المدني طالبا منه ايصال زوجته الى بيت اهلها لأنه طلقها . والثانية : ان احدهم خرج من بيته و خلع ملابسه والقى بنفسه على الثلج , على مشهد من الجيران قائلا : ان شالله اموت علشان حضرتها ترتاح وتشرب كابتشينو وتكيّف . وتبيت ان الزوجة الحت عليه ان يذهب ويشتري لها كباتشينو في هذا الجو البارد . انتهى الامر بتبرع بعض الاسر بشوية كباتشينو لإرضاء رغبة الزوجة . والثالثة : ان احد الازواج عاد الى المنزل ليجد الزوجة تلعب بالثلج مع صاحباتها والجيران , وانها التهت بذلك ولم تعد الطعام . فجن جنونه, واخذ يعنّفها ويشتمها امام الجيران , وادخلها للداخل عنوة . والعجيب في الامر انه وبعد اقل من نصف ساعة ناداه اصحابه للّعب بالثلج في نفس المكان , فلبى النداء بكل سرور وانشكاح . والرابعة انه في العاصفة السابقة هدى كتب احدهم في جواله : ما ابردك يا هدى !! وكانت الزوجة لسوء الحظ اسمها هدى , فاعتبرت انه يقصدها , فحصل شجار بينهما ادى الى الطلاق .
هذا غيض من فيض , ولربما تعرفون انتم حوادث اخرى , سواء سمعتم عنها او رأيتموها بأعينكم . لكـــن اللي قاهرني وفازرني , ومطلع عين اللي خلفوني هو : لماذا يصرون على اطلاق اسماء مؤنثة على هذه العواصف , هل تشبيها لها بالمرأة لأنها مزمجرة مُبرقة مُرعدة , ام كونها تدور بحركات لولبية كما تدور المرأة حول رجلها , ام لانها على راي صاحب هدي طيب الذكر, ام تشبها بالغرب الذين اعتادوا على تسمية الاعاصير بأسماء مؤنثة . نفسي واحد يخبرني , طبتم وطابت اوقاتكم . وكل عاصفة وانتم بخير.