أىّ عشق هزّ أشجارى 
وروّض غاشيات الروح 
أىّ هوى أضلّك أيها الضلّيل 
, أى الشوق جرّك ,
دفّ فى صلواتك الأيات بكرا 
واستحلك , كيف أديت الفرائض كلها
وصببت فى صحرائها 
الأنهار تطرح سنبلات 
من حنين , من ضنى , من لوعة 
تؤتى عجائبها وكفنت الخطيئة فى عباءتها 
وقلت حبيبتى لاترتوى إلاّ رضابى , كلما 
همّت بآيات من العهر احتسيت أريجها
وهممت أغسلها بترياق الهوى وأهش 
بالتأويل كحل يقينه , ظلّت وظلّ 
القلب شاهدها البغىّ , يصبّها والعار
يقرؤها ويكتبها وينثرها أراجيفا كئوس
براءة فأغيض فى حمّى الهوى
وقرأت يا الله : إنّ العشق يمحو قبله
ويردّ للشهوات برنسها ويصهل
إذ يعفّ : الطهر فردوس ( وآية
ملكه ) أن يشهق المعشوق عاشقه
ويزفره وأن فناءه فى العشق
أوّله فأوّله وسائله وغوّله
ودسّ جحيمه دسّا فجحّمه
ويا الله وحّله وجيّفه فأى العشق
سوّفه وأى الشوق أزلفه
ودنّفه وأىّ قضاء أنزله
وزيّفه كأن الوحى حرّفه
اشتهاء الروح لامرأة 
الرؤى والقلب أسرفه 
فهب لى صبوة تنقضّ
إيقاعا يهوّدنى فأنزفه
فقد والله ياالله أتلفنى
فطوّف بى فضاء
ليس يعرفنى به
شوقى ويعرفه