أَوَ كُلّمَــــا أَزِفَ الرحيـــــلُ وأَقْدَمَـا
تبكي قلـوبُ العاشقيـــــنَ كَأنّمَـا
طفلٌ لعـوبٌ يستجيــــرُ بأمِـــــــهِ
مِنْ بُعدِهِ عن حضنِهـا أوْ مِثـلَمـَــا
وَرْدٍ علَى الغصــنِ الرطيبِ تَحَيَــرا
صَفَعَ الهَبوبُ خُــــدودَه فتأَلَمـَــــا
يالوعـةَ القلبِ المُعَـنّى في الهَوى
مِن شـوقِه صَرَخَ الحنيـنُ تَكَلّمَـــا
يارقــةَ الأحبــابِ إن لاَحَ اللُقـَـــــا
تسْمَعْ أنينَ الشوقِ منهُـم بينَمـا
أرواحُهُمْ كالطيرِ حَلّـقَ في السما
وبغيــــرِ ريشٍ أو جَنَـــــاحٍ إنّمَـــا
صـارّوا أرّقَ من النسيمِ وحيثُمـــا
حَلُـّوا مُروجـاً ترتـوى بعــدَ الظَمَــا
وتمايلــوا وترنحـوا من سُكْرِهِـــم
أَثْملهُـمُ خمـرٌ لَطِيفٌ مُبْهَمَــــــــا
أَهـْوَىَ خَـليلاً مُهْجَتي أَسْكَنْتُــــه
وَدَعَـوْتُهُ ياكُنْـــــهَ ذاتِي وكُـلّمَـــا
نادَوهُ عَنـْهُ أجَبتُهُمْ ولَطالَمــــــــا
نَادَونِي قُلتُ هُـوَ المُنـَادَى رُبّمَــا
سَهْمُ الفُؤادِ لغيرِ خِلّي مارَمـَـــــا
وبِحُبـه نَبَضَ الخَفُــوقُ وأُلهِمَــــــا
يَاأيُهَـا العُشــاقُ مِنّا تعلّمُــــــــوا
منْ لَمْ يَمُتْ من شَوقِهِ مَاأَسْلَمَا