بشروا أحضانكم بالعسل
شغف على شغف, تسقط دمعة على الحرف الأخير ..من اسمها , ما بها يجذبنى ؟, أتلك السماء التى تنبع من عينيها..وتلمع بنجومها ؟ , فتشعل النبض حتى كاد أن يقفز منى اليها .. أو لهفة الأقحوان المغرد على أيك خدودها ؟..أو عذوبة النيل والفرات وقد انسابا من رقتها ؟.. كان وجهها ما زال لا ينفك يرسل شفراته الى أعماقى , فانتفض عصفورا مبللا خجولا .. وما غير الصدى يحمحم متواثبا وقافزا فى دوائرى , فثم ميدان يزدحم بفراستى , أو انغلاقى , فربما يخترق الجواد عنانى , وباقة الورد المستحمة بعطرها توصلنى الى اللا حدود ,والندى المشرئب على أغصانى فى فجرها يدغدغنى برطب لا يضاهى , وهذا اللسان الكنارى لا يكفنى من غنائه , فى حالة تشبه الفناء الصوفى , كأنها نقطة دائرة الكون , والصراع الأبدى للسكر والاصطلام , حينما أبادرها الوثب .. يغشانى ضوء المشاعر , فتخرج أكف القلب حتى لا يعشى .. أتصفح دوامات المنى .. دوائر دوائر .. فالرحلة شاسعة بين الملهاة والتراجيديا .. والمسرح مفعم ومعبأ بمشاهده , ولا ريب فى الاندماج .. فالصفة والموصوف براح للرضا , أكلما تصنعت الشوف أجدنى منطرحا ومنجدلا بين يديها , ورماحى التى ظلت عليها عاكفا لعدتها , ترتد صوبى
, فنرنو الى صولة البقاء فى عالم اللاشىء .. كزرافة تمد عنقها لتلتهم روحى , من له بنجمة يتهجى لها الكون .. فما رميت ولكن الله رمى .. فبين دعوة الماء للحياة وبارجة الموت صلة .. أيها الخائفون انطلقوا عبر مضايق القبول .. اخترقوا حواجز وجدر الوداع .. امتهنوا سرقة النسائم .. فهناك فى انتظاركم جزورينة تعانق صفصافة .. وبشائر من أكمام الرحيق الأبدى .. وشجرة تود لو تصطلوا منها بجذوة .. أو تجدوا عليها سماحة العناق . . الهمة خطوة لتضييق الهوة .. والبسمة رعد وبرق يرغما السحاب أن يمطر .. فالنغمة التى تتسلق كل يوم نوتة الغزل .. تكاد أن تنساب على عزفه .. ربما يستمع لطراوتها من ألفوا احتراق الشوق وحرقته .لم أعد أحقق نوازعى .. والطيور المهاجرة ساعتها البيولوجية توجهها للعودة .. والعشب المحلى بجمالها ..يروقنى بل يسرقنى منى , يا فرسان الأساطير ارمونى فى ساحاتكم .. واغزلونى كدودة القز .. لن يخرج منى إلا حرير يدثركم.. انتهزوا لحظة تصطف فى صدوركم ألف غنوة .. تستميلكم .. انهضوا وارتشفوا .. عانقوا رياح الجنوب .. وبشروا أحضانكم بالعسل .