الحلقة السابعة
من مفهوم الغموض فى الشعر وكيفية قراءته (اتدخل بالزيادة او الحذف واتصرف فى المنقول عنه مع رأيى وذلك ليكتمل المعنى والهدف ) أصدقائى هذه الحلقة طويلة نوعا ما ولكنى قصدت ألا أجزؤها للاستفادة :
تعريف الفن :
زينب الكردى : هو إعادة صياغة جديدة وجميلة للحياة ورؤية منظمة ورقيقة لواقع مشوش وغير منظم ولا يتسم بأى نوع من السرقة . الفن دائما يحلم بالمستحيل وبتحقيق ما ينبغى أن يكون لا ما هو كائن فعلا وبين هذين القطبين يعيش الصراع والألم والعذاب ويحاول الهروب حتى من نفسه ومن أفكاره بالانفلات بعيدا عن القواعد وكل ما يحكمه المنطق .. الألم هو المحرك الحقيقى للفنان , لكنا شعوب جبلنا على الحكم على ما نراه لا ما نعرفه .
د. صالح رضا :
الفن هو محاولة لخلق أشكال ممتعة ومثل هذه الاشكال تشبع إحساسنا بالجمال , وقد يشبعنا حينما نكون قادرين على أن نتذوق الوحدة أو التناغم بين المجموعة من العلاقات الشكلية من بين الأشياء التى تدركها حواسنا .
الفن :
أنصع صور الابداع . بيد أنها تدلف الى كل مجالاته بدرجة أو بأخرى فبها أو منها يتخلخل الجمود أو الثبات فى الاشياء , وتحطم الالفة والاستقرار وتنزع الكثافة والغلظة من الوجود الخارجى ليغدو ذرات متماوجة, تتخلق منه اشكال شتى , فالامور قد انسلت منها ضرورتها وثباتها واصبحت مرنة ومهيأة لان تصنع منها الرؤية ما تشاء بعد أن تمزق الحجب الكثيفة التى تستتر خلفها بوصفها امورا ضرورية نهائية ومستقرة . وتنير الداخل المعتم للاشياء والتجارب وتنشىء أو تعيد الوشائج بين شتات الوقائع والحوادث , فهى عملية مزدوجة من التفكيك والتركيب وتفكيك للاوضاع السابقة للوجود وإعادة تركيبها فى عمل جديد .ويتم ذلك على صعيد الخيال الذى هو مهاد الابداع .
وهو ارتياد لمناطق مجهولة أو مساحات لا نجد الجرأة على اقتحامها بوعى وقد تكون هذه المساحات وقائع أو حقائق أو مشاعر مما يتجاهلها الناس فى وعيهم اليومى المعتاد غير ان الفنان يواجهها بتمزيق الحجب الغليظة التى تستتر وراءها كأمور ضرورية نهائية مستقرة ومن هنا تتولد غرابة بعض الاعمال الفنية .
فالفن تحول ما هو ملقى فى الطريق الى طازج وطريف يجدر بالمراجعة والتأمل من جديد , واتخاذ موقف مختلف ويشعل الحياة فى رماد الاستقرار والتأمل , وينشىء أو يعيد الصلات بين نثار الوقائع والحوادث ويصنع الفن أشكالا جديدة لكل ما يتخيله من نماذج الوجود التى تختزن العالم وتدنيه من قبضة الانسان وكأنها وسائل ايضاح أوأدوات رؤية للتكبير أو التقريب أو التحرير , وبذلك يبرز الى الضوء الامكانات المتشابكة داخل نسيج الوجود الفعلى , كما يكشف فيها ما يتعارض مع الاوضاع القائمة فيحررها من أسرها محطما الحواجز بين المثال والواقع والعام والخاص والمركب والبسيط والماضى والمستقبل .
بل اسلوبه كما يقول القدامى هو التخييل الذى يصطنع المجاز والتجسيم والتشخيص مما لا يخضع لاحكام الصدق أو الكذب , بل يقدر بما يثيره لدى المتلقى من انفعال ويؤدى الى متعة , يرفعانه الى مستوى من التجربة التى تستعيد النضارة والغزارة للعالم اللذين جمدتهما القوالب والعادات الرتيبة والاستجابات النمطية المكررة .
فدور الفن يتميز فى شحذه قدرات الانسان على انتاج أشكال جديدة دون أن يكون منافسا لغيره من المجالات فيهدى اصحاب المجالات الاخرى من خلال تلك الاشكال الجديدة الى اكتشاف الينابيع النضاحة للحياة والامكانات الثرة للوجود ويلفتهم الى قدراتهم الواعدة لاعادة النظر وتعديل المسار تمهيدا للتقدم.
ت: تيرى ايجلتون:
الفن : هدفه هو أن يكون خلوا من الغموض . يحدد لنا ما نعيش من أجله ولكن ليس الفن هو ما نعيش من اجله .
صلاح عبد الصبوروالفنون والواقع :
ان كل الفنون تنطلق من الواقع اساسا لكن بعد دخوله قناة الفكر لاعادة تشكيله حتى فى القصيدة العادية نجد أن تجربة الحب بابعادها الحقيقية لا تصنع شعرا فلابد من نفى أشياء وإثبات أشياء وتجسيم أشياء وهكذا . هو أن يكون خلوا من الغموض . يحدد لنا ما نعيش من أجله ولكن ليس الفن هو ما نعيش من اجله .حالات خطوات أبعد وأفضل .
ما يفعله الفن :
هو ان يغوص فى احشاء اللحظة محللا عناصرها متعقبا لمساراتها مبهورا بكينونتها الخاصة
السمة الفنية :
هى إذن حصيلة المفارقات التى تلاحظها بين نظام التركيب اللغوى للخطاب الادبى وهى من الانظمة اللغوية . وهى مفارقات تنطوى على انحرافات ومجاذبات بها تحصل السمة الادبية , إذ تقضى من الكاتب اختبارا ما من شأنه أن يخرج بالعبارة عن حيادها وينقلها من درجتها العادية الساكنة الى خطاب يتميز بنفسه بفضل من منعرجاته ونتوءاته . بعبارة اخرى ما كان للكلام أن يتحول الى أدب لولا أريحية اللغة بين القواعد والآداء , أو قل بين المعيار والاستعمال . فهذا التوليد فى اختبار ألفاظ اللغة أو توزيعها أو تحويل علاقة بعضها ببعض كما فى الجهاز هو الذى يسمح بأن نستخرج من النمط التعبيرى المتواضع عليه صورة جديدة اما بخرق المألوف أو اللجوء الى ما ندر من الصيغ .
القاهرة عدد 512 خالد البغدادى :
الفن المعاصر : هو الذى يبدعه الاحياء مدته الزمنية 50عاما .
الفن الحديث : هو الفن فى مدة زمنية 100عاما, فهو مفهوم زمنى يشير الى الاتدجاهات الفنية التى ظهرت فى أواخر القرن التاسع عشر ابتداء من التأثيرية وان كان البعض يرجعه الى الكلاسيكية الجديدة
الحداثة : يعنى مفهوما إبداعيا وفكريا اكثر منه زمنيا فهى استجابة لمتغيرات الواقع وتطوراته فى المجتمع المحلى والدولى والاستجابة للمشاعر الداخلية والأفكار الجديدة لدى الفنانين .فالحداثة قد حققت تقدمها باكتشاف الحقيقة عبر الوعى بالذات
ما بعد الحداثة : هى مرحلة متأخرة للحداثة لأن كل مرحلة لابد أن تنتهى ثم يأتى مرحلة لاحقة والحداثة لم تنتهى
الفن والمفردات :
كان من اللازم ان تخرج المفردات عن اصلها الذى وضعت له لتؤدى دلالة أرحب وأقرب من مقصود الله . لهذا فاضت الامثولات والاستعارات وكل ضروب المجاز بهدف تكثير الدلالة بعيدا عن الحرفية الضيقة . ولاشك أن هذا الأسلوب هو ما يحاول الادب أن يقترب منه من جهة الطابع والصياغة فالفن يثير انفعالا غير مطابق لما تثيره موضوعات الواقع .
فالانفعال الذى يثيره الفن ليس هوالانفعال الكيفى الواقعى بل الانفعال بعد تصفيته شكليا أى بمعنى إخضاعه للمقياس والمقدار وفقا لنسب وعلاقات تحدد ها بنية العمل الفنى التى هى ابداع لوجود جديد .
فيخلق الفن شعورا مرهف متصلا بالرغبة أو النزوع الى الاكتمال والامتداد ولكن على غير المستوى البيولوجى لانه شعور لا يقترن بإفناء العمل بالاستهلاك المباشر . وكأن الفن بذلك يقدم مثلا مخالفا للمثل المأثور : إنك لا تستطيع أن تقضم التفاحة وتحتفظ بها فى آن واحد ولكن الفن يجعل ذلك ميسورا .
تطور الفنون :
د.نجم : لعمرى إن الفنون الأدبية تمر فى أطوار من النمو والتطور والتنقيح , فينأى اللاحق منها عن السابق حتى ليتباينا أشد التباين
الفن : إبداع وإمتاع .
النجاح الفنى :
فى الشعر والقصة والرواية والمسرحية حددها بول فاليرى ان يستطيع العمل الادبى اثارة نفس الاحساس الذى تثيره التجربة الواقعية .
شوقى جلال :
1-العمق الفنى :
حين يكون الفن عميقا متعدد الابعاد مركب العناصر يحتاج المستمع الى أن يحشد كل ما يملك من طاقة , ويركز أكبر قدر من انتباهه حتى يستطيع استيعاب العمل الفنى بمختلف جوانبه . عكس السطحى ذو البعد الواحد .
الفنان ومهامه :
يقول الروائى العالمى رائد رواية الخيال العلمى فى القرن العشرين / هـ.ج.ويلز :
سيكون الروائى أقدر الفنانين لانه سيقدم السلوك , يشتق سلوكا جميلا , يناقش السلوك ويضيئه مرة بعد مرة سوف يعلم بل يناقش , يشير , يترافع ويعرض .
وفى روايتيه اليوتوبيا الحديثة ورجال كالآلهة يتحدث عن امكان الوصول الى الانسان المثالى اذا تمكنا من التغلب على معوقات التقدم العلمى بالاضافة الى الفن والدين :
تلا ابن قتيبة موقف ابن المعتز فى رفض تحكيم الدين والاخلاق فى الحكم على شعر الشاعر , وهو الموقف الذى سجله فى مجموعة الرسائل المتبادلة بينه وبين ابن الانبارى . ولقد دافع الصولى عن حداثة أبى تمام وأعلن أن من حقه أن يبدع كما يشاء , بل رفض ما وجه اليه من اتهام بضعف العقيدة ورأى أن مثل هذا الاتهام لا يقدح فى شاعرية ابى تمام ولا يغض من منزلته الفنية وهو موقف سبقه اليه ابن المعتز فى الدفاع عن شاعرية ابى نواس , ولحقه فيه القاضى الجرجانى فى الزود عن شاعرية المتنبى . ففى القرن 4 هـ/ 10م وقف الصولى يدافع عن حرية الابداع للشاعر . رفض مدير الجامعة احمد لطفى السيد ان يستقيل طه حسين من اجل كتابه فى الشعر الجاهلى المختلف عليه أو ان يزاح عن موقع التدريس بالجامعة كما رفض ان ينتقص من استقلال الجامعة باى صورة من الصور . ترويض النفس .
الفنان :
لا يتوقف تذوقنا لعمله على معرفة عقيدة الفنان وأخلاقه الشخصية وغير ذلك مما يتألف منه سياقه أو وعاؤه الثقافى
ت.س. اليوت :الفن :
الفنان يعمل ليرضى نفسه .
الحساسية الفنية تصاب بالفقر لفصلها عن الحساسية الدينية , والحساسية الدينية تصاب بالفقر لفصلها عن الحساسية الفنية , وإثارة السلوك المهذب
وقال عالم دين الفنان المجدد:
هو صاحب الرؤية الواسعة
الصدق الفنى :
يحكم عليه المتلقى بعيدا عن الوحى أو التاريخ أو الواقع .لأنه يقوم على تقدير العمل الفنى من حيث تحقيق مهمته وغايته التى أشرنا اليها من قبل والا لم يكن فنا صادقا .
الشاعر وحيد راغب عضو اتحاد كتاب مصر