سَمعتُ نداءً أتى مَسمَعيا
رَقيقاً كلحن ٍ يُنادي عَليّا
يَقولُ تعالَ حبيبي إليّا
كطير ٍ غَريد ٍ بفجر ٍ نَديّا
تَعالَ بنهركَ يَروي يباسي
ويُخمِدُ ناراً على شَفتيّا
أُريدُكَ قُربي فراشةَ ليل ٍ
لتقضي المساءَ عَلى كتفيّا
أُريدُكَ نحلةَ صَيف ٍ بصدري
تلمُّ الرحيقَ عَلى ناهديّا
تعالَ بظلّكَ فوقَ اشتياقي
نُجددُ وعداً وعهداً قَصيّا
شَربتُ كثيراً كُؤوسَ حَنيني
فَملّتْ كؤوسَ الحَنين ِ يَديّا
تَمرُّ الليالي وأحيا بموتي
وبينَ الخَلائق ِ أحسَبُ حَيّا
تعالى النداءُ وأيقظَ جُرحي
وقلبي أجابَ حَنيناً بِهَيّا
تَلفَّتُ حَولي لذاك ِ النداء ِ
فكانَ لِطيف ٍ بَهي ِ المُحيّا
مَددتُ ذراعي بشوق ٍ إليه ِ
وَعُدتُ بكفّي وما فيه ِ شيّا
هَواجسُ نفس ٍ شَقاها ابتِعادٌ
تَصبُّ البلاءَ على مَسمعيّا