تُري أَفِيكَ مَايُحيِيني
تَأَسّي القلبَ وماعَاد يُشْجِيني
بالهَجرِ حَيِيتُ وبالهجرِ تُبْقِيني
عَلّها راحةَ الخْلدِ فَمَنْ أَمَاتَني يُحْيِيني
سَأَحيا بالْوجْدَانْ
إِن كان يَسَعني الَمكَانْ
وكَم تَلَاشتْ من قَبلِ الُروحُ
كَسَرابٍ ودُخَان
فَلَا يَعْنِيني الّمَكانْ ولَا كُنتُ لَكَ الْزمَانْ
أَمَتَ بِغَفْلِكَ كُلّ بَيَانْ
كُنتُ فَجْرًا لَدَيْكَ لَمْ تَرَ سِوَي ظُنُونِي
وكُنتْ شَمْسًا أَضَاءَتْ فَلْم تَعُدْ تُدْفِيِني
فَبِأَي أَلّاءٍ اَلأَنَ تُبْقِينِي
ضَاعَ الوَجْدُ بِالَأسَي وبَاتَ الْحُزنُ سَكِيني
لَاتُحَاوِل بِالكلمِ فَلْن تُثْنِينِي
فَبِتُ كَمَنْ عَشِقَ الْمَوتَ وَتَركَ الِدينِ
فَمِحْرَابِك مَلَأذُ غَيْرِي وَلَنْ يُعْنِينِي
دَعْ الَربِيعَ لِصَحْبِه فَلنْ يُغْرِينِي
أِتِي مِوْعِدِي فَبِالله لاَتُشْقِينِي
وَدَعْ مَعْسَولَ اْلَكِلِم لَنْ يُغْرِينِي
وَذَوَقْ مِمَا أَذقْتَ اْلروحَ مِنه َوِبه تُشْقِينِي
وَلَكَ الدُنْيَا فَاْحيَاهَا عَلّكَ تَجِد مَنْ يُضَاهِينِي
فَالبُعدِ بَاتَ عَنْكَ يُغْنِينِي
أَتَذكُرُنِي الْيومَ بِالوُدِ وَقدْ أَضَعتَ حَنِينِي
أَتَذكّرتَ أَنِي لَدَيكَ وَالَخوفُ قَرِينِي
أيْنَ مِنْكَ مَاكوَي أضْلُعِي وأحْيَا أَنِينِي
لمْ أعُد لَكَ كَما كُنتَ فَأنتَ مَنْ أَضَاعَ عُمرَ الِسنِينِ
كُنتُ لَكَ شَمعةً وأنتَ ضَنيِنِي
بِتُ تَقْتُلُ وَهَجَ الْقلْبِ ومَاعَداكَ إَلا الْأنينِ
عِشْ كَمَا تَهْوَي فالغَدِ بَاتَ أمْسًا ياكل أَنِينِي
ضَاع الُمنَي وأَتَي الكَلِمُ مُتَاخِرًا
وَأضَعتَ سِنِينِي
واليَومَ تَسأْلُ رُجُوعًا فَكَيفَ والمَوتُ حَنِينِي
تَفَقّد أَركَانَ القلبِ كَيفَ كَانَ حَنيِني
علّ الشَوقِ اليّ يُرْجِعُ بِكَ الُعمرَ والسِنَين
صُمَتْ الَآذانُ فَلَمْ يَعُدْ يُبْكِينِي
وَمَنْ أَضَاعَ الحًبَ بالهَجْرِ يَدْعُونِي
كَيْفَ السَبِيل إِليهِ وَقَد أَفَاضَ جُنُونِي
وَبِتَ مِنه كَمَن أِعْتِلي سَببلَ الْظُنُونِي
سَأحْيَا بِالعَلياءِ شَوقًا لاَ يَعْتَري أَنِينِي
فَكَمْ تَجَرعتُ مِنَ الصَبرِ كؤؤوسٌ تَكْفِينِي
عَلّهَا بالرَحمنِ عَنْكَ تُشْفِينِي
يَاكُل الُمَني
أَعْنِي يَامَنْ كُنتَ الُمًني لِقلبٍ عَليلٍ بَاتَ يُشْقِينِي
وَدَاعًا يَامَنْ كُنتْ الَتَمِني لِمَحوِ الأَنِينِي
بَاتَ القلبُ هَانِئًا عَمَا كانَ يُضْنِينِي
رَجَوتُ الّرحْمَنَ سُؤلًا فَأَجابَ أَنِينِي
وأعْتَلِيتَ الْعَلياءَ دُونَ هَجرٍ وَضَنِينِ