مجلة جماعة الإبداع الجميل

مجلة مختصة بأخبار الثقافة والادب وتبنى المواهب فى كافة مناحى الحياة

 

الغيرة هى تطرف وجنوح أو ميل الى الزيادة أو النقصان فى السلوك.. قد يتجاوزالحد إفراطا وتفريطا , مباح وغير مباح , محمود وغير محمود , بقصد وغير قصد , ولقد ربطنا الغيرة بالحب بين الرجل والمرأة الى الحدالذى ادعينا أن منه العذرى أى البعيد عن وصف الجسد والتتيم به ,ومنه الشبقى الوصفى الفاضح الذى يهرول وراء المتعة الجسدية . فالغيرة حالة تتملك المحب فيجنح الى حب التملك أو كلما اشتد به ال...حب سيج على محبوبه ووضع الجدر أن لا يراه غيره ولا يمسه غيره ولا ينازعه فيه أحد , حتى أنه يغار من النسمة التى تمسد خد محبوبه وهذا إما لشدة جمال المحبوب أو العشق المفرط أو الفرق بين المحب والمحبوب فى الجمال والقيمة أو الوضع الاجتماعى ولقد غنتنا سيدة الغناء العربى :السيدة أم كلثوم قصيدة من أجمل القصائد العربية " أغار من نسمة الجنوب " فهى من بحر نادر ثلاثى التفعيلات " مستفعلن فاعلن فعولن " ومعظم البحور مكون من تفعيلة واحدة او من تفعيلتين " وذلك دليل على الابداع من الشاعر والمغنى . وهذا ما دفعنى الى وزن جديد من عندى بدلت فيه فاعلن مكان فعولن ليصبح" مستفعلن فعولن فاعلن " فى قصيدة لم تنشر الى الآن . وقد يغار المحب من البحر الذى يلامس جسد محبوبته, ومن المنديل الذى يلامس شفتيها .. وهنا الغيرة تكون محمودة إن لم تتجاوز الى التفريط فتصبح غير مباحة لانها تهلك صاحبها بالضمور والفجور, وتسىء بالمحبوب تعريضا أو تضييقا يصل الى حد القتل كالدبة التى أرادت أن تهش الذبابة عن جبهة صاحبها فرمت صخرةعليه فقتلته , فصاحبنا يسجن محبوبه ويقيده فلا يتنفس إلا به, ولا ينطلق إلا من خلاله ,ومن نظرته سواء كانت صحيحية أو سقيمة .أما الجانب الآخر من الغيرة وفيه التفريط أى الخروج عنها الى مايسمى عدم تحمل المسئولية أو الدياثة ,وكلاهما تفريط , عدم تحمل المسئولية ناتج من الغزل المسمى الجنسى أوالشبقى حيث أن المحب لا يرى من محبوبه سوى جسده وما يتمتع به من الحواس , وكان هذا النوع منتشر فى الجزيرة العربية الى أن رفعه من المهانة أمثال عمر بن أبى ربيعة ,وجميل بثينة ,وكثير عزة ,وعنترة وغيرهم .وهذ النوع الشبقى منتشر فى أوربا حيث البحث عن متعة الجسد , والرفاهية التى أدت بهم الى البحث عن الشذوذ والإباحية , ووصل الأمر أن بيع الجسد أصبح تجارة واقعية يتربح منها فسقة البلاد بل وقد تقنن دوليا , واستخدمها هؤلاء فى البلاد الفقيرة كبيع وشراء بالضغط على الفقراء والمحتاجين ( ومثلنا العربى يقول : تموت الحرة ولا تأكل بثدييها) ولكن الفقر المدقع رهيب نجانا الله منه , فهل تم التنصير الا من جراء الفقر والحاجة , لهذا قال صحابى : لو كان الفقر رجلا لقتلته , ومن ثم أحمل رؤساء البلاد إفقار شعوبهم .. أما الدياثة فهى صفة معكوسة للغيرة أى عدم الغيرة فيكون حامل الصفة متبلد الحس والشعور فاقد الهوية لا يهمه ما يحدث لما يخصه ولو انتهكت محارمه , فهو فاسد الطبع ووصفه لنا النبى محمد "ص" أنه من لا غيرة له على أهله" وقال العلماء فى أسباب تحريم الخنزير : أنه لايغار على أليفته أو زوجته فلتفعل ما شاءت وقتما شاءت وكيف شاءت.. أما الغيرة المباحة والغير ممقوتة والمقتصدة فهى وسطية بين الإفراط والتفريط فتحفظ ولا تسىء وتجعل فينا النخوة والإيجابية تجاه المحبوب وتنشط فينا الحس والشعور وتنزع منا االبلادة الموجعة , وفى نفس الوقت لاتؤدى بصاحبها لهلاك نفسه وغيره ,وأشاد بها الله ورسوله محمد "ص" فى ملاحظة الصحابة غيرة سعد على أزواجه حتى المطلقة منها فقال "ص": أتعجبون من غيرة سعد ؟ لأنا أغير منه والله أغير منى " فى الصحيح . ووضح لنا أن الغيرة تكون فى الصالح فلا ترضى لمحبوبك الوقوع فى المعاصى والخروج عن الحدود " يا أمة محمد ما أحد أغير من الله أن يزنى عبده أو تزنى أمته " فى الصحيح. وحذرنا من غيرة الشك والريبة ,أى تدخل الى نفسك ما يشين محبوبك بغير دليل أو لمجرد الشك أو لمجرد أقوال الفساق والحساد ومن لايريدون لكما خيرا بدون تحقق "إن من الغيرة ما يحبها الله ومنها ما يبغضه الله فالتى يبغضها الغيرة فى غير ريبة " صحيح .هنا القصد أن تغار لمجرد الغيرة أو بدون أسباب فعلى المحب قبول العذر فهو لا يدرى ما حدث فى المواقف وما خفى عنه ولكن القرينة وحسن السير والسلوك تدعم عذره لمحبوبه اذا حدثت منه هنات غير مشينة . . فالاسلام يشيد بالغيرة المقتصدة التى نتيجتها النخوة والحياء والخوف على المحبوب, لكن ما ورد فى الكتاب المقدس الذى حرف أن الله لغيرته يحاسب فرد مكان آخر.. أيليق هذا بإله أيها المحرفون المنحرفون؟ "لانى أنا الرب إلهك إله غيور أفتقد ذنوب الآباء فى الأبناء فى الجيل الثالث والرابع كم من مبغضى " الخروج 20/4-5 ..بينما فى القرآن " ولا تزر وازرة وزر أخرى " . ولا تقتصر الغيرة على هذا فهناك من أنواع الغيرة ما هو أعلى مثل : 
الغيرة على الوطن من الدخلاء والمستعمرين, ومن الخونة ومن يريدون له الهلاك ,وهى مرتبطة بالولاء والوطنية والأهل والقوم ( فالوطنية والقومية من الدين وليس كما يدعى المتأسلمون من لم يدركوا حقيقة الاسلام, أنهما فى خلاف أو حرب مع الهوية الدينية فالثلاثة الوطنية والقومية والدين فى بوتقة واحدة, ولم ولن يتفرقوا كما يدعى هؤلاء ,فمتى يكون الدين متحررا من القيود وينطلق الا عمارة الارض؟ لا يتم له ذلك الافى وجود وطن وقوم مشتركون فى الارض واللغة ومن ثم ينطلق الدين .. ولقد انطلق الدين من المدينة كوطن ثم من الجزيرة العربية الى القتوحات العالمية ) . والغيرة على الدين أن تنتهك محارم الله ويتعدى حدوده . والغيرة على العرض والشرف والحرمات والغيرة على الانسانية .التى هبطنا بها الى الدرك الاسفل من الوقاحة والتجارة فى الانسان . وهناك الغيرة التنافسية بين الأتراب والقرناء للتفوق والإنجازات الكبيرة على أن يؤخذ بالاسباب ويبتعد عن الحقد والكراهية " وفى ذلك فليتنافس المتنافسون ". فالغيرة هنا تحرك لهدف لا أن يكون ديدنه محلك سر , غيرة تدافعية نشطة ,فالغيرة همة وعزم وشرف وأخلاق وتجنب مواضع الضعة والخسة .
. ولهذا قلت :
وإنى وإن كنت الغيور فلم أكن 
ديوثا يهون العرض عنده والوطن 
ولست السفيه كى أقيد سابحا
ولكن أحب الحب فوق ربا الزمن
أميل بقلبى والعيون سواهر
وعقلى رقيب لا يغيب ولايخن 
وحيد راغب / عضو اتحاد كتاب مصر

samirahmedelkot

جماعة الابداع الجميل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 58 مشاهدة
نشرت فى 18 يونيو 2014 بواسطة samirahmedelkot

مجلة جماعة الابداع الجميل لشعراء القمر والنيل

samirahmedelkot
جماعة الابداع الجميل واحة لكل ابداع اصيل معاً نرحب بالمبدعين في كافة فروع الابداع (موسيقى - شعر - غناء -فنون تشكيلية - انشاد دينى - ابتهالات - ثقافة - صحافة - تمثيل - اخراج ...الخ ) ...نرحب بكل صاحب موهبة وكل ابداع حقيقى يقف على الطريق لنأخذ بيده ..نقيم انتاجه »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

97,760