جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
<!--<!--<!--<!--<!--
مملكة داوود وسليمان العبرية
أوهام لا نهاية لها
لا شك أن كل شعوب الأرض منذ بدأت الحياة تدب خلقت أساطيرها وكونت معتقداتها ووضعت نواميسها وعقائدها اللاهوتية ، إلاّ فى حالة واحدة حدث فيها العكس ، وهى حالة الشعب أو الكيان أو الدولة – مجازاً – الإسرائيلية التى أُْختلقت ووجدت تبعاً لأساطيرها وأوهام لا نهاية لها .. هذه الأوهام – عند أحمد عزت سليم – أو الأسطورة / الخرافة – عند روﭽيه جارودى – هى الأساس الذى قامت عليه فكرة إقامة الدولة الدينية اليهودية ، ولكى يتحقق هذا الأمل / الوهم كان على مفكرى وكهنة هذه الجماعة أن يضعوا أولاً حدوداً جغرافية لهذه الدولة أو الوطن المزعوم ومن هنا لجأوا إلى الأسطورة ، ثم كان عليهم أن يخلقوا تاريخاً قديماً لهذه الدولة فلجأوا ثانية إلى الأسطورة ، وهكذا كانت الأسطورة هى الملاذ لخلق كل مقومات الدولة ، ومن خلال تتبع الباحث أحمد عزت سليم لهذه المقومات خرج لنا بهذا البحث القيم " مملكة داوود وسليمان العبرية – أوهام لا نهاية لها – " ..
احتوى البحث على عشرة فصول متبوعة بخمس دراسات تطبيقية تؤكد النتائج التى وصل إليها فى بحثه ، وهى لاهوت العنصرية الإسرائيلية ولاهوت العهد الإلهى والتفرد والنقاء والاستعلاء والإبادة والاحتيال والخداع والتهويد والجمع بين المتناقضات فى بنية واحدة والانتقاء والاستبعاد وأخيراً حتمية تكرار العصر الذهبى ..
وفى مقدمته القصيرة للبحث يشير الباحث إلى أن الصراع " العربى – الصهيونى الإسرائيلى " قد دخل القرن الحادى والعشرين والضغوط القاهرة قد اشتدت على الواقع العربى بأنظمته السياسية التى تم توظيفها وتدجينها فى إطار ما يسمى بالنظام العالمى الجديد ( ومنه الشرق الأوسط الجديد ) ونلاحظ بداية أن الباحث يبدأها بلفظ " لاهوت " فى إشارة واضحة للمنبع العقائدى الدينى لهذه الأوهام – وقد وصفها المفكر الفرنسى روجيه جارودى بالأساطير المؤسسة للسياسة الإسرائيلية ، وبالطبع كانت الصفة الأولى لهذا الكيان هى عنصريته الفجة التى تتجلى كما يرى الباحث فى أبشع أنواعها التى عرفتها الإنسانية تمثلاً فى بناءه الكلى الواحد الذى جمع بين عناصر الإستيطان والإحتلال والعبودية والقهر والهيمنة والاحتكار والعدوان والإبادة فى بنية شكلتها العقيدة الدينية حتى صارت ممارساتها حقاً أبدياً وأمراً قطعياً يمارسه الآلهة البشر " اليهود " كعناصر نبيلة رفيعة متفوقة متعالية سامية نقية الماهية ضد العناصر المنحطة الوضيعة المتخلفة " الآخر العربى " حيث تصبح هذه العقيدة اللاهوتية تعبيراً عن القداسة الناجمة عن الحلول الإلهى فى الشعب المختار المقدس حلولاً كاملاً ، وهذا الاختيار المقدس – أحد الأساطير التى روجت لها الصهيونية – هو فى حقيقته كما قال مارتن بوبر " لا ينطوى على أى إحساس بالتفوق ولكنه يشير إلى الاحساس بإرادة القدر وهو احساس لا ينبع من المقارنة مع الآخرين بل من الإلتزام بمسؤلية إنجاز مهمة لم يتوقف الأنبياء عن التذكير بها ، ألا وهى أنكم إذا اكتفيتم بالتفاخر بدلاً من أن تعيشوا فى طاعة الله ، فهذا إثم كبير " ، لكن الفهم الصهيونى كان مختلفاً حيث توجه إلى أن الاختيار ما هو إلاّ رخصة لممارسة كافة أنواع السلوك العنصرى وممارسة كل أشكال الإبادة والمحو والسيطرة والتملك والنهب فقتل اليهود لغير اليهودى لا يعد جريمة تبعاً للعقيدة اليهودية ، وقتل العرب الأبرياء بغرض الانتقام يعتبر فضيلة كما يرى الحاخام جيتسبرج كما أعلن الحاخام يوسف عن أن اليهود لديهم واجب دينى يتمثل فى طرد المسيحيين من دولة اسرائيل ..وإذن فجوهر هذا اللاهوت هو الاختيار الإلهى لهذا الشعب كشعب خاص وأثير لدى الإله ولذا خلقه من روحه بينما خلق أرواح الأغيار من روح نجسة ..
هذا الإصطفاء لهذا الشعب النبيل لابد له من ظهير إلهى وخطاب خاص من الإله لشعبه الذى اختار واصطفى وكان هذا الظهير هو الوعد أو العهد الذى قطعه الإله على نفسه لإبراهيم : " لنسلك أعطى هذه الأرض من نهر مصر إلى النهر الكبير نهر الفرات " ( تكوين 15 : 7 – 18 ) ويرى أكثر المفسرين أن هذا الوعد فى صورته التقليدية مجرد تبرير لما وقع فى الغزو الإسرائيلى لفلسطين أو بصورة أوضح لاتساع السيادة والهيمنة الإسرائيلية أيام حكم داوود ، وبمعنى آخر فإن العهد الذى أدخل فى القصص البطريركية تم بغية أن يجعل ملحمة الأجداد مقدمة وإعلان عن العهد الذهبى أيام داوود وسليمان لإعادة مملكة داوود وسليمان المزعومة إلى الوجود مرة أخرى ..
هذا البحث الجاد الجيد يقف إلى جانب العديد من الكتب والأبحاث التى تتناول قضايا هذا الشعب الغريب الذى يثير الجدل فى العالم منذ وجد أو بمعنى أدق هذه الحركة المعروفة باسم الصهيونية والتى كانت مدرجة ضمن المنظمات الارهابية من قبل الأمم المتحدة حتى تم توقيع اتفاق السلام المزعوم مع مصر فرفعت من القائمة ، وراحت تمارس أنشطتها بكل حرية وتحت رعاية القوى الامبريالية العالمية التى تسعى للسيطرة على مقدرات وثروات شعوب العالم " الثالث " وبأساليب جديدة ربما كان الغزو العسكرى واحتلال الأرض أكثر شرفاً منها ..
أهلاً ومرحباً بك عزيزى القارئ ..
أرجو ألاّ تندم على وقتك الذى تقضيه معى ، كما أرجو أن تتواصل معى وتفيدنى بآرائك ومناقشاتك وانتقاداتك ..
ساحة النقاش