-----الدعاء الفارغ--------المحامية رسمية رفيق طه-

-----الدعاء الفارغ-----------
في هذه السنوات لا نرى سوى تذمر وشكوى وبكاء ودعاء ورجاء من الله للخروج من الكآبة والظلام الذي ينام على صدور البشر –وكل شيء في مكانه عتمة وغلاء وفقر وموت ودمار وكل البلاء أصبح عنوان حياة والشكوى والتأفف ما زال يصرخ ويندد بالحال وهنا أسأل نفسي وغيري –ماذا فعلنا لكي نخرج من الظلمات إلى النور –وهل يفيد الغوص في المشكلة دون البحث عن حل ودواء يقضي على ذاك الإنحدار –ومن هو المسبب -فهل الله ظالم لكي ينشر الغضب والسوء على عباده أم هي نفوس ضائعة بالية من الخراب الذاتي وللشر راحلة ممتطية كل إثم وعدوان فلننظر حولنا ولنرى صور العلاقات الإنسانية فسنجدها قائمة على النفاق والكذب والرياء والإحتيال والنصب –سنجد الأب يحارب ولده والإبن يخاصم والدته ويسرق أخيه ويدخل المسجد أو الكنيسة ليصلي أو ليصوم أو يرفع يديه بالرجاء لخالقه –فمن أنت أيها الإنسان لكي تتذمر وتطلب الخلاص ونفسك أمارة بالسوء- وكيف تشكووتتذمر وربك قد خصك بقوانين تسمو فيها على نفسك وعلى الدنيا بالجمال فهل التزمت بها كما تلتزم بالإنبطاح أمام أي مسؤول لقضاء حاجة لك فربك أيها الإنسان قال في كتابه العزيز <<<<<<بأن كافة العبادات التي خطها الله سبحانه وتعالى وألزمها بك هي لتهذيب وتقويم النفس –للنهي عن المنكر والفحشاء –لترفع عن نفسك الشر وتجنح بالخير إلى البشر فهل كانت عبادتنا قد وصلت إلى ما مبتغاها فلا أعتقد هذا والدليل على ذلك صور الحاضر –صور الدمار الذي يعيشها الفرد في كل مكان ثم لا ننسى قوله تعالى<<<<<<إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم>>>>>>>>فالله نشر الخير والإنسان جنح إلى الشر <<<<<<<<<<<<وفي أنفسكم أفلا تبصرون >>>>>>> 
ولهذا فإن الدعاء للخروج من كل بلاء لا يكفي وإنما سيزيد بالظلمة ظلاما لأن الخالق يعلم مالم نعلمه ويدرك بأن العباد في الضر هم إليه قريبون هلعون خائفون وفي الخير بعيد متجبر طاغي منوع فكيف يجيب دعاء فارغ من التقوى والعمل الصالح –كيف يجيب من اشترى الضلالة بالهدى لذلك لا تبتغي الدعاء الفارغ واهجره وهب إلى قوانين ربك قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا شراء فالخير نعمة بين جوانحك فعد إليها ومن ثم أركن إلى دعاء فيه أنت بالخير قبل الشر
--------------صباح الجمعة