-------المعنى والتغير-------
يحتاج الإنسان بين فترة وأخرى في ظل الظروف إلى عملية تغير في حياته وهذا يعطيه نضارة وبهجة وطبعا التغير يعني إيجاد معنى في الحياة فلولاه لضاع الحلم الذي يشد الفرد إلى العمل والحركة وحين يفقد أحدنا حلمه تضيع حياته وتدخل في الضياع ----ولكي نؤكد أهمية التغير يكفي أن نشير إلى التغير والتبدل الذي يحصل في أعضاء الجسم لاستمرارية الحياة فالكبد يتحلل ويتغير كل ستة أسابيع كذلك الكلية التي تتبدل كل ثمانية أسابيع وأيضا المعدة نجدها تتحلل وتتبدل كل أسبوع ولو فتشنا عن عملية التغير والتبدل في الجلد لوجدنا ه يتغير كل ستة أسابيع أما العمود الفقري فهو يتغير كل ستة أشهر وهذا يدل على أن كل شيء يتبدل ويتغير فكيف لا يغير الإنسان من سلوكه وعاداته وطريقة حياته وكلامه إلى الأفضل –عن طريق السفر أو فتح نوافذ جديدة للأصدقاء أو تبديل خط سيره المعتاد ----لقد خلق الله الكائن البشري في أحسن تقويم وسخرله الدنيا ليعمل بها وجعلها متاعا وزينة وأختص الخالق بتغير كل عضو في جسم الإنسان ليتلاءم مع ظروف الحياة باستثناء الفكر فهو من صنع الشخص -تركه للمخلوق لكي يختار ويتفكر ويقرأ ويجادل –فالفكر من صنعنا نحن وعلينا بأن نسعى إلى التغير من الرؤية الفكرية للأمور حتى نلحق بركب التطور <<<<<< وفي أنفسكم أفلا تبصرون>>>>>>والإنسان الذي يجلس قانعا خاملا لا يستغل الفرص ويجدد من حياته لا يمكنه أن يقترب من النجاح ويبقى في حالة إفلاس نفسي دائم فيعيش التوتر والقلق والإكتئاب والإحباط الذي يوصله إلى مناحي ودروب المرض ----وبما إن الإنسان يتبدل ويتغير وفقا للزمن وللتجارب فعليه أن يجدد من حياته ولو في تغير طريقة كلامه أو في لباسه أو في بعض عاداته وعليه أن يخترق المسالك الجديدة في الغوص بقضايا تشغل فكره وتبعده عن الملل والروتين الذي يجعل من الحياة دار ظلام وبالطبع يجب أن يتغير الشخص إلى الأفضل في كل شيء والأهم من ذلك ينبغي عليه أن يدرك بأنه الأقوى في هذه الدنيا وبأنه يجب عليه أن يخلق لذاته معنا" لوجوده ولكي يعيش في حالة انتعاش للحلم ولمعنى الحياة ينبغي أن يصنع طريقا ليسير عليه إذا لم يجده ----